أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم القرعاوي - البحث عن بديل (17)















المزيد.....


البحث عن بديل (17)


سليم القرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


جرائم التهجير جشع بشري تقوده النفوس والأفكار المريضة بحجة دين او طائفه او نفس سلطوي بغيض يولد الظلم والحقد والقهر وصراع بين الظالم والمظلوم.
كان العطش ليس من بعده عطش رمال وسموم حارقة في صحراء رفحاء تولد الجفاف القاتل وغضب جاثم في صدور المنفيين في تلك الأصقاع المفروضة قسرا تجعل الاخرين يطرقون الحديد ليصنعوا القتل من خلال السيوف والخناجر بأسماء متعددة وتبريرات منها للدفاع عن النفس والعرض ومنها تبريرات لا تقل وحشية عن افعالهم المستنبطة من موروثاتهم وافكارهم الهمجية التي هي بحاجة ماسة للتغيير من خلال ثقافة جديدة تساهم في تغيير المجتمع نحو الافضل في ذلك الحين كان صوت الطرق على الحديد يسمع من جميع الانحاء تقريبا. هؤلاء ارادوا السيطرة على المخيم لان السعوديين تخلوا نوعا ما عن التدخل المباشر في داخل المخيم لان وجودهم يثير القلق نتيجة للأحداث السابقة فاكتفوا بالدخول الجماعي او الوقوف لتطويق المخيم من البوابة الرئيسية او ابراج المراقبة وعجلاتهم المدرعة من جميع انحاء المخيم. كان السعوديين يدعمون بشكل جيد اصحاب المساجد والمضايف من الخيام الكبيرة والفرش ومقطورات الماء وغيرها. وفيما بينهم قالوا اريح لنا سنتركهم يتقاتلون فيما بينهم ولا دخل لنا بهم نارهم تأكل حطبهم وأصبح المخيم مثل شريعة الغاب البقاء للأقوى بالرغم من وجود الطيبة والناس الاجاويد والخيرين والبعض يقول ان خبث نظام صدام واعونه في المخيم صاروا يخلقون الفتن من اجل التخريب والتفرقة بين الثوار.
ثائر حفزه صراخ ابنه السادس بسبب العطش وزوجته التي تقول له
- الله يخليك دبر له الماء لا توجد لدينا قطرة ماء في الخيمة والاطفال لا يتحملون؟
فخرج ثائر يبحث عن الماء فاغلب الجيران يعانون نفس المشكلة فأحدهم قال له
- اذهب لمضيف فلان لديه مقطورتان من الماء؟ فما ان ذهب لهم وهو يحمل (الجلكان) الفارغ فخرج له أحدهم وقال
- ارجع من حيث اتيت هذا الماء حق السيد ولا نسمح لاحد ان يأخذ منه؟
قال له -انت ليس لديك رحمة ابني طفل رضيع وما عندنا ماء ارجوك اتركني اخذ شوي ماء وأتجه ثائر نحو الحنفية وإذا هو يتدخل ويمنع ثائر ويقول له لا انطيك ولا قطرة ماء. وعندما صار تحدي وتدافع تدخلوا اخرين ومنعوا ثائر وعندما قال ثائر سوف اخذ الماء بالقوة لان ابني يريد الماء
جاوبه – أذا تفعل ذلك سأقطع يدك ومنعوه من الوصول. مما أدى ذلك الى ان يركض ثائر مسرعا الى خيمته ويخرج سيفه المصنع من قبله حديثا الى المقطورة فرأى حارس المقطورة يحمل سيفا وإذا يشتبكوا فيما بينهم وثائر يجرح الاخر بضربة قوية ويصيب ذراعه الى ان تدخلت مفرزة سعودية والاسعاف واخذوا ثائر الى السجن.
بعد قليل صار هجوم ثأر من قبل اهل وجماعة الجريح على خيمة ثائر وجماعته (ثائر لديه أخو شهيد من حركة الانصار الشيوعية واستشهد في بشتا شان كان يقاتل نظام صدام) وفي نفس الوقت كان حجي عباس السياسي الشيوعي المؤثر في أغلب المواقف موجود ويدافع عن خيمة ثائر وكذلك موجود نسيب سمير مدافعا عن الخيمة ايضا.
سمير جاءه طفل ثاني وتوا راجع من المستشفى مع زوجته وأمه والطفل وإذا بلال يصيح ويستنجد بيبي خالي ذبحوا ابي وين خوالي وإذا سمير يحمل سيفه المصنع من قبله ايضا ويركض حافي القدمين في تلك الشمس الحارقة وعندما وصل رأى نسيبه مضرج بالدماء وقال له سمير-ضربوك؟
- لا ما بيه شيء هذا الدم دمه وليس دمي!
وبعد قليل تدخلت الشرطة واخذت نسيب سمير والجرحى وتدخلوا ناس اصحاب جاه مثل كريم الفطن وغيره من اهل المدينة واستطاعوا ان يوقفوا النزاع.
رجع سمير بعد ان اطمأن على الوضع وهو انسان مسالم وخصوصا في هذا اليوم الذي رزقه الله بطفل جديد كان موقف نسيب سمير الذي اختارته المدينة من ضمن 3 مسؤولين لتوزيع المواد الغذائية الى 6 الاف شخص فوق ال 18 سنه تابعين الى مدينة السماوة وضواحيها والذي بدورة حول المهمة الى سمير ليوزع على 2000 شخص عندما كان سمير يوزع الخيام الى ناس مستحقين وكان عدد الخيام قليلة جدا واذا احدهم كان يدعي انه رجل مسن ويساعد على حفظ الهدوء لتوزيع الخيام للمستحقين لكنه وبغفلة يسحب واحده وعندما عرف سمير بأمر الخيمة اعترض عليه سمير وقال له هذه الخيمة ليس لكم وان ناس مسجلين محتاجيها اكثر منكم واذا بهذا الشخص رفع الخنجر على سمير رغم ان عمل سمير طوعي وبدون اجور وتدخل نسيب سمير لحمايته والوقوف الى جانب سمير وحدثت معركة كبيرة و فزعة من كل الطرفين بالعصي والايادي في ساحة الارزاق حتى ان تدخلت الشرطة السعودية.
لم ينتهي اليوم على خير وتدخلت مخابرات صدام المزروعة في المخيم وفي الحسينيات متلبسين باسم الدين وأصدروا بيان بإخراج الشيوعيين من المخيم وان هذه التسمية لم تكن حقيقية ولا يوجد تنظيم للحزب الشيوعي في المخيم واحتمال هذه التسمية جاءت لشق صفوف الثوار وبعد ان ذهبوا يحفزون المدن الاخرى على ان الشيوعين حرقوا المصاحف والجوامع ويجب قتلهم وعندما حل الظلام جاءوا بما يقارب 1500 واحد ملثمين ويحملون السيوف. وعندما راحوا على خيمة ثائر واصدقائه السادة المعروفين من اصول عريقة من اهالي المدينة واخلاقهم الكريمة خرجت لهم العلوية وخطبت فيهم -اي ظلام أنتم تعتدون وتهددون اسيادكم ماذا فعلنا لكم اخجلوا من انفسكم لكن لا حياء لمن تنادي وعندما وصلوا الى خيمة نوزاد البطل الكردي الذي عاش مع اهله في مدينة السماوة واستقروا بها بعد ان هجرهم نظام صدام فيما سبق من الشمال الى الجنوب فاستقروا بالسماوة ولم يعودوا الى الشمال مع عوائل كردية اخرى مثل عائلة خالد الكردي. استمر الهجوم والفوضى حتى رأوا الماء عند نوزاد فصاروا يهتفون هذا الماء عند نوزاد وحسين انحرم منه.
استمرت المأساة وبعد سنتين تقريبا من تواجدهم في المخيم بدأت الامم المتحدة تحث الوفود القادمة من دول اللجوء لنقل الثوار الى دولهم وكان السويد قد قابل عائلة ثائر وعائلة سمير وقد قبلهم وقد كانوا على متن الطائرة التي هبطت في ارض السويد وهم يحملون وثائق الاقامة وهم في الاراضي السعودية.
استقبلهم مسؤول سويدي حتى وصولوا الى الشقة. هناك يوجد مترجم الى العربية قالوا لهم هذا الاكل والحليب وما شابه ذلك في الثلاجة يكفي لأيام وهذه الاواني اشتريناها لكم على العدد وهذه الوصولات بالشراء وهذا مبلغ من المال يكفيكم إذا تحتاجون بعض الشيء وسوف نأتي لكم بعد الراحة وموعدنا بالساعة الفلانية لتعريفكم على اماكن مهمة في المدينة. فلما خرجوا انبهر سمير وزوجته بكل ما رأوه من حفاوة استقبال ومن الشقة الجميلة النظيفة والأسرة على العدد وكل شيء كامل بدون ان ينقصهم شيء وفي اليوم الثاني عرفوهم على اماكن مهمة ومن ضمنها البريد وكان بتاريخ الاول من شهر الخامس 1993 قالوا لهم اول ما تدخلون تقطعوا ورقة مكتوب فيها رقم وعندما يظهر الرقم على الشاشة يبدأ دوركم لمقابلة الموظف وتسالوه عن احتياجاتكم. كان الشارع يقسم الى سير السيارات والقطارات الداخلية والمشاة والدراجات الهوائية اكتشافات كثيرة وكل شيء منظم تنظيم جميل وبدأوا بفحوصات طبية شاملة ودخولهم مدارس لتعليم اللغة كانوا منبهرين للحفاوة التي استقبلوهم فيها لكنهم احيانا توقظهم صرخات كوابيس وكأنهم لايزالون في مشاكل المخيم.
السويد بلد قانون عدالة ومساواة بيئة نظيفة منظم تنظيم رائع 210 سنة لم يدخل حرب وبنية تحتية محترمة يدار بتكنلوجيا متطورة اتصالات وكهرباء وماء وخدمات من الدرجة الاولى وشركات عملاقة يخلوا من الفساد تقريبا السكن مؤمن والمساكن والاماكن العامة مكيفة. في الاسبوع الاول كان سمير يحاول اكتشاف المدينة أكثر وأكثر فكان يشاهد العشاق يقبلوا بعضهم قبلات رومانسية طويلة ولا أحد يعير لهم انتباه الهدوء والاحترام والسويديين يفتخرون بأنفسهم لأنهم شعب هادئ وصامت حديثهم بصوت منخفض وقليل تسمع اصوات عالية ونشاز. وعندما دخلنا دور عبادتهم من خلال المدرسة تفاجئنا عندما راينا عزف على البيانو في الكنيسة واجواء طبيعية ومفرحه تقديم القهوة والبسكوت وهناك شاهد سمير مونيكا الشابة الرائعة التي ابتسمت في وجه سمير وقالت له باللغة العربية السلام عليكم فضحك سمير منبهرا هل تعرفين العربية قالت شوية كان عمرها 23 سنة تعمل في برمجة الكمبيوتر جلست مع سمير الذي يكبرها حوالي 6 سنوات وكان يكلمها انكليزي وهي تجيد الانكليزية وعندما تجول معها في شوارع المدينة قالت له انا اعلمك السويدية وانت تعلمني العربية وعندما جلسوا في مقهى اصر سمير ان يدفع الحساب رغم رفضها وبعد فترة دعاها الى الشقة وعرفها على الوالد والوالدة والاخوان واخته وكذلك صعدوا الى شقته الخاصة حيث زوجته واطفاله الاثنين هناك كان التلفاز السويدي شغال وفيه اغنية وكانت ترقص على انغام الاغنية وسمير وزوجته مستغربين وفي نفس اليوم قالت لهم انتم مدعوين عندنا غدا انتظروني على الساعة الخامسة عصرا وسوف ادبر كرسيان للأطفال وسمير وزوجته لم يعرفوا القانون في السويد يجب ان يجلسوا الاطفال على الكراسي في السيارة وفعلا جاءت مع السيارة والكراسي وكانت الدعوة فقط لعائلة سمير الصغيرة.
وعندما وصلوا الى بيت اهل مونيكا استقبلهم زوج الام والام وكانوا يمتلكون ارض شاسعة ومكائن للحصاد ودعتهم مونيكا الى غرفتها الخاصة وهناك شاهد سمير الكمبيوتر الشخصي في غرفتها وكانت المفاجئة مجموعة كتب باللغة العربية وقاموس عربي سويدي لدى مونيكا وعندما كان وقت العشاء قالت لهم مونيكا هذا الاكل فيه لحم البقر والدجاج اكل سمير وتذوق طعامهم بالشكر والاحترام واما زوجة سمير اكتفت بأكل المأكولات النباتية وعند العاشرة تقريبا اوصلتهم مونيكا الى شقتهم في وسط المدينة.
من الصباح ايفا المعلمة الجميلة تركض مع كلبها مؤدية رياضتها الصباحية وفي صف المدرسة تدرس اللغة السويدية وتسال سمير في قواعد اللغة -أعطني جملة مفيدة فيجاوبها سمير -الشمس ساطعة هذا اليوم فكان جوابها مع الاسف خطأ اما سمير ينتفض ويقول لها -لماذا خطأ انا متأكد من القواعد صح لأنني أحب القواعد وكنت معلم في بلدي. فقالت له نعم صح من حيث القواعد وكحقيقة خطأ لان لا يوجد يوم على مدار السنة بالسويد يكون فيه الجو مشمس وساطع كل اليوم. دائما الجو متقلب صاحي وبعد شوي يكون غائم وبعدين تمطر وهكذا فعندهم مثل اثنان لا تثق بهم بالسويد الجو والبنات فهم يتغيرون بسرعه. ومثل اخر كانوا يقولوه اثنان لا تركض وراهم البنت والمواصلات في السويد باص يروح ويجي باص غيره بسرعه.
اطفال سمير الاثنين عيد ميلادهم في نفس اليوم وبينهم فرق سنة واعمارهم وقتها سنتين وسنة تعرف سمير وزوجته على مجموعة جيدة من الاصدقاء خلال شهر ونصف من تواجدهم في السويد طلاب وطالبات في الصف وفي المنطقة من جنسيات متعددة ومن ابرز الحضور محامية كبيرة بالعمر سويدية وواحدة قاضية سويدية ومونيكا وجوانة الايرلندية الجميلة مع زوجها ومحمد الاردني يعمل محقق في قضايا جنائية وام سوسن سياسية اريتيرية اضافة الى والد و والدة سمير واخوانه وأخته ومجموعة من الاصدقاء العراقيين كانوا يعيشون من قبل في المدينة وكان احتفال جميل واكثر واجمل الهدايا كانت من الصديقة الجميلة مونيكا والتقطت وقتها الصور التذكارية بالمناسبة والمفاجئة والاستغراب الاكثر حينما قال محمد الاردني الى سمير كيف قدرت تجمع كل هؤلاء الاصدقاء خلال شهر وانا اعيش هنا منذ عشرين سنة وما عندي اي صديق سويدي.
في الصيف كان النهار مستمر ولا يوجد ظلام وكان سؤال مونيكا الى سمير في اول اسبوع من وصوله للسويد -كيف تصلون وهنا لا تغيب الشمس يبدو انهم لم يعرفوا سابقا ان القطب الشمالي لا تغيب فيه الشمس في الصيف؟ وكانت البيئة والطبيعة والخضار جميلة جدا وكان يتنقل سمير في الدراجة الهوائية في طرق سير امينة ونظيفة والاحلى من ذلك كثير من الناس يستخدمون نفس الوسيلة في ممارسة الرياضة او التنقل من خلالها. وعندما رجع الى البيت قالت له امه اخوانك سمعوا كلام صديقكم حيدر الموجود في مدينة أؤمل يقول هناك نظام البلدية أفضل ويوجد لكم عمل وهنا لا يوجد عمل وقررنا الانتقال وارجو ان تنتقلوا معنا؟ اعترض سمير اول الامر وانزعج كثيرا لكن اخر الامر قرر الانتقال معهم رغم عدم اقتناعه بان هناك يكون الافضل.
فعلا انتقلوا وكان النظام أربع ساعات دراسة اللغة وأربع ساعات عمل. كان يعمل مع مجموعة من المدمنين على الخمر تحاول البلدية توفير العمل لهم كي يعينوا أنفسهم على الحياة ويكون أفضل لهم من التسكع وطلب المساعدة وفي فترة العمل لا يجوز لهم احتساء الخمر والحركة بركة. كانت الاخطاء اللغوية لسمير تثير بعض السخرية لهم لكن ماتس كان ينصح سمير ويعلمه على الالفاظ الصحيحة ويجيب على اسئلة سمير الاستكشافية الكثيرة وكان العمل في البداية هو تنظيف زجاج الشبابيك لكبار السن مساعدة من البلدية لهم وأحيانا في ورشة للنجارة وحسب الجو هناك مسؤول هو يوجه العمال.
وعندما جاء الخريف بدأت تتساقط الاوراق والظلام يحل من وقت والنهار يكون أقصر والمطر ينهمر بكثافة وسمير يذهب الى العمل من خلال الدراجة وهو مبتل تماما من المطر ولا يفقه كيف تتغير الفصول وكيف تكون قسوة الوصول من خلال تقلبات الجو والاكثر من ذلك عندما جاء الشتاء وبدأ الثلج ينهمر بكثافة ومازال يذهب الى العمل من خلال الدراجة وبملابس غير ملائمة ولا تمنع او تقاوم شتاء السويد والاغرب من ذلك كان عمله في تنظيف طرق وممرات بيوت كبار السن من الثلج وهذا يحتاج الى ملابس واحذية خاصة وسمير لم يعرف بذلك حتى كفر بالساعة التي اختار فيها هذا العمل الشاق وكان يتحدث مع نفسه ان هذا البلد ليس بلدي وان التكوين الجسمي لي يحتاج الى جو مثل جو العراق. فبدأت تتجمد اقدامه وصعد البرد الى صدره فبدأ يسعل ويسعل حتى صار يسعل بكثافة ويحتاج الى دفأ وبحاجه ان يتغطى بغطاء سميك في الفراش من شدة البرد.
هذه المدينة الصغيرة لا يوجد فيها اماكن ترفيهية وعدد نفوسها تقريبا 5 الاف نسمة فقط مرقص ليلي ليلة الجمعة وليلة السبت وتأتي له الكثير من الشابات والشباب من القرى القريبة للمدينة وعندما رأى ماتس سمير يرقص مع اولى تكلم مع اولى وقال لها هذا الرجل عنده عائلة زوجه وطفلين لا تخربي عائلته وتكلم مع سمير ماتس وقال -اترك هذه الشرموطة احتمال تصيبك بالإيدز؟
قال له سمير -لا تتدخل انا اقرر ماذا افعل وصار تحدي فيما بينهم. كان تأثير الخمر واضح على ماتس وهو يتألم لأنه كان يقول انا مثلك كانت لي عائلة وخسرتها بسبب شرموطة دمرت حياتي.
المدينة في الايام الاخرى اغلبها كبار بالعمر وينامون من وقت مثل الدجاج والحياة مملة جدا.
وبعد ان انتهى العمل لمدة 8 أشهر انتقل سمير مع عائلته الصغيرة الى مدينة ترو لهتان 50 ألف نسمة تقريبا وفيها جالية عراقية أكثر واسسوا فيها جمعية عراقية وقد تم انتخابه سكرتير لها وهي تابعة لتحاد الجمعيات العراقية التي مقرها في ستوكهولم. كانوا العراقيين يعيشون لحظة بلحظه مع الناس في العراق وتقام الامسيات الشعرية والثقافية والاجتماعية وحفلات عراقية يحيها كبار المطربين المشاهير مثل فؤاد سالم وهو يصدح بصوته الجميل يا طير الطاير لبلادي .... وغيرها من اغاني الحب والشوق والحنين للوطن.
وبعد مرور اكثر من سنة جاءت الى سمير مكالمة لبيته واذا هي مونيكا استغرب سمير كيف عرفت رقمي وانا غيرت المدينة قالت له عندي اسمك الكامل ووصلت لعنوانك الجديد من خلاله رحبوا بها وجاءتهم بسيارتها الى وجبة غذاء عراقية وبعدها خرجوا جميعا الى منطقة الشلالات الشهيرة في تر ولهتان وتبادلوا الحديث وماذا جرى لهم في الايام الماضية وكانت زيارة لطيفة تبين ان الناس في السويد فيهم الطيبين وفيهم العنصريين الذين يحاربوا الاجانب باطنين او ظاهرين وهذه المدينة الوحيدة التي قبلت بتظاهر النازيين الجدد المتأثرين بأفكار هتلر العنصرية وقد اعتدوا على الكثير من الاجانب ولم يتركوا دليل واضح ويفلتوا من العقاب على افعالهم الدنيئة وكثير ما يجول في بال العراقيين لا يوجد بلد افضل من بلدك الحقيقي. في المراقص السويدية على سبيل المثال لو بنت سويدية ترقص مع شاب أجنبي او مسلم تأتي لها سويدية اخرى تهمس بأذنها وتقول لها اتركي هذا الاجنبي وارقصي مع سويدي والكثير منهن يفعلن هذا الشي ويساهمن في محاربة الاجنبي ويعزلنه وقد حدثت مثل هذه الامور كثيرا وهذا يدرس الان فيما بينهم لمحاربة الاجانب بكل شيء ممكن لتنغيص حياتهم فلا توجد حياة للشاب الاجنبي مع السويديين الان الا إذا كان الأجنبي معهم من فترة الطفولة ويجيد اللغة ويعرف حياتهم وتصرفاتهم من البداية فليس كما كان يقال كل أجنبي لديه 4 من الشقراوات. وينطبق هذا كذلك في العمل وتكون الافضلية للسويدي هم يبررون ذلك لأنه ابن البلد وهو ثقة وهو يتفوق باللغة وغيرها ولكن فيما نظن ان الهدف الرئيسي هو العنصرية ومزاحمتهم في الخير والعمل وامور اخرى وهذه علامة استفهام من حقهم او لا؟
الديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان والتعايش السلمي بين الناس ومعدل مستوى دخل الفرد في هذا البلد يمكن الانسان ان يعيش معيشة جيدة لكن كأجنبي مقيم لا يمكن ان يتمتع كما يتمتع ابن البلد الحقيقي حتى وان اكتسب الجنسية ولديه اقتصاد ممتاز فيبقى الاجنبي غير مستقر نتيجة للصدمات التي تهزه من خلال العنصرية المبطنة والظاهرة في العمل والاختلاط والمنافسة وقد لاحظ سمير وبنسبة كبيرة امتناع وتميز وعدم الثقة بالأجنبي لأسباب متعددة والانحياز يكون للسويد دائما. ويعرف سمير ان السويديين لديهم مشتركات و روابط مشتركة الدين والقومية والتاريخ والحضارة والموروثات والعادات والتقاليد واشياء اخرى والكثير من الاجانب جاءوا يحملون عقد وشعور بنقص وصاروا يرتكبون بعض الجرائم ومنها سرقات فأصبحت بنات السويد يرفضن الأجنبي والمسلمة قليل من الأحيان تختلط بالسويدي والجميع تقريبا يفضلوا ابن وبنت البلد ومن خلال ذلك يشعر الأجنبي وكذلك سمير بان هذا البلد ليس بلده وانه غريب ويحتاج بديل ويحلم ان يتمتع بلده العراق بكل الإيجابيات الموجودة في السويد من ديموقراطية وعدالة ومساواة واحترام حقوق الانسان والتعايش السلمي والتبادل السلمي للسلطة وعدم التجاوز على المال العام ومحاربة الفساد والفاسدين وان تكون الخدمات بأحسن حال المقدمة من دوائر الدولة منصبه في خدمة المواطن وليس لمصلحة المسؤول الخاصة وان البديل الحقيقي الذي يبحث عنه سمير ان يتنعم الناس بالعراق الجديد بحياة افضل من خلال فكر صحيح وتصحيح الاخطاء التي مر بها العراق منذ سنوات ليست قليلة في زمن الدكتاتورية وزمن الحروب والمفخخات والإرهاب والفساد وأن الحكومة الفاشلة والتخطيط الفاشل لا تولد سوى الفشل ويجب التصدي بكل قوة للإرهابيين والفاسدين ورميهم في حاويات الانقاذ ليكونوا عبرة لمن اعتبر فكفى ظلم وارحموا الناس هكذا كان يريد سمير بديل افضل للإنسان في بلده الحبيب.



#سليم_القرعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن البديل - 16
- البحث عن بديل 14
- البحث عن بديل 15
- البحث عن البديل 13
- البحث عن البديل 12
- البحث عن البديل 11
- البحث عن البديل 10
- البحث عن البديل 9
- البحث عن البديل 8
- البحث عن البديل 7
- البحث عن البديل 6
- 5 البحث عن البديل
- البحث عن البديل 4
- (البحث عن البديل (3
- البحث عن بديل
- مايذكره المنفي


المزيد.....




- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم القرعاوي - البحث عن بديل (17)