سليم القرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 04:45
المحور:
الادب والفن
الحريات لم تعد متاحة والتفكير والابداع مشلول ,لذلك قلت المبادرات التي تعمل لصالح تطور الانسان,نحن في سجن كبير,تحكمه قوى الظلام,تجار الخبث البشري يتلبسون كل شيء من اجل المصالح,وهناك ابرياء تسحق ورقاب تكسر في اول الطريق,ملة حسيبة تخش انفها في كل مكان تتجسس على ابناء المنطقة.
في ذلك الصباح السماوي المضطرب بالصخب والعويل,كانت الاطفال تخرج من البيوت وتتجه نحو المدارس,شاهدت الملة ستار يتسلل الى بيتهم ,مباشرة توجهت الى التلفون واتصلت.احدهم في دائرة الامن -نعم اكو شيء جديد؟قبل اشكد؟ابقي في المراقبة؟ويغلق الهاتف .مباشرة اتصل وبلغ رئيسه-عرفنا مكانه وسوف يكون امامك سيدي بعد اقل من ساعة,صار سيدي مع السلامة سيدي.
امام بيت ستار تتوقف مفرزة يترجل من فيها ويطرقوا الباب ,تفتح ام ستار وتقول ياستار !-نعم احدهم-اسمحيلنا نفتش ويقتحموا ويفتشوا والبنات مرتبكات,اما ستار تسلق السلم وبحركة سريعة استطاع ان يعبر تشاريف سطح الجيران وياخذ عبائة كانت مشرورة على حبل الغسيل وينزل السلم ويفتح الباب الى الخارج وهو يرتدي العبائة التي اخفت وجهه سوى ظهور عين واحدة وكانه عجوز تاخذ موضعها في الشارع مع الفضوليين من اهل المنطقة وهم يتفرجون على ما يحدث.بعد ان يعجزوا اصحاب المفرزة يخرجوا خائبين الامل. اما المتفرجون يتفرقوا ويخلوا الشارع اما هو يدخل بالعبائه الى بيت اهله واخواته يتفاجئن من القادمة! واذا بستار يكشف لهن النقاب وتبدو على وجوههن علائم الفرح والبهجة والسخرية.........الام بين الهزل والجد تقول-يمه اذا تريد تستر علينه اتجنبنه من ذوله المجرمين اللي كل ساعة ايدوسون بيتنه؟ستار-شنو قصدك تردين التحق؟الام-اي ابني اترجاك على حساب خواتك المسبيات من طبت ذوله الكلاب؟ستار-يمه تعرفين كلش زين انا ليش ما اريد التحق قلتها الف مرة لا اريد ان ادافع عن مجرم لماذا اقاتل من اجل ان يبقى في الحكم؟الام -يمه احسن ياخذون ابوك لو ياخذوني للسجن تقبل هذا يصير؟ستار-لايمه اموت ولايصير هذا الموقف,يسووها الجبناء,يضرب بقبضته جانبا ويكمل ادوس على قلبي والتحق بس اوعدك يمه اتركيني افكر الان؟بعد ان انسحبت المفرزة بدون ستار وجدوا امر نقلهم الى مدينة كركوك عقوبة وعبرة للاخرين.الثقافة والاعلام تسخر لصالح السلطة والتلفاز بالدرجة الكبيرة يبث سموم واكاذيب غسل العقول .وبينما سمير وعصام وسامي ويوسف كان لقائهم المقهى شاهدوا في التلفاز صور من المعركة وهي عبارة عن مشاهد مأساوية من القتل والدمار التي تخلفها الحرب, شاهدوا جثث وجماجم واشلاء متناثرة صدفة كان هناك احد الاصدقاء ويدعى العوسي وهو صاحب نكات واقعية قال لهم-هل سمعتوا اخر نكته؟قالوا لا ممكن تحكيها لنا؟قال-البارحة ذهبت لاتعشى الباجة عند قاسم ابو الباجة فقلت له ابو احمد ممكن ماعون صور من المعركة؟!ههههههههههه ضحكوا ضحكا شديدا ثم قالوا ياللسخرية هل نبكي ام نضحك على هذا المصيرالاسود الذي وصلنا اليه.لم يبدو على سامي القلق والتردد وقرر ان يحزم امره لتنفيذ العملية ووعده يوسف ان يبقى معهم لان السيارة ضرورية.سمير-انا وعصام معك هل تحتاج لاخر؟سامي -نعم انه هادي صديقي صاحب القلب الميت الذي يعمل سائق لنقل جثث القتلى من جبهات القتال الى المشارح.تذكر سمير وقال(شاة تنساق لجازرها والشاة الاخرى تجتر)عصام-كل احنه على هذا الطريق.اشترى سامي مشروب وبعض الحاجيات وتوجهوا الى بيتهم.كان هادي في الموعد المقرر نصبوا الميزوشربوا. مازال صدام يقلد انواط الشجاعة على المقاتلين .احدهم بعده القذر شاغل التلفزيون .يوسف-هو من هذه الناحية ماخذ مقاولات -عصام -جزع الناس هذا اكو واحد يتحمله خمس ساعات باليوم كل ما يخلص يعيدون الفلم مرة ثانية.وعندما انتهى البطل الثاني للعرق المسيح وبدات الخمرتاخذ مفعولها والعملية مازالت في بال سامي وهو يقول حان الوقت لتنفيذها احضر الادوات من ركن الغرفة خلف الكرويته وهما عبارة عن شاش او لفاف لتضميد الجروح ,وطلب من عصام ان يلف هذا الشاش حول ساقه .ثم تناول سامي الخشبة وهي عبارة عن مستطيل ثلاثون في عشرون سم محفورعلى شكل حلقة من الوسط ,ثم ناول العمود الى هادي.عندما شاهدوا ذلك حاول ان يتناقش سمير ويحاول ان يمنعه من تنفيذ ذلك ولكن من دون جدوى ثم قال -هل انت مصر ان تعرض جسدك لهذا التشويه وبهذه الطريقة؟قال سامي-انا مقتنع تماما لا اريد ان اذهب للقتال من اجل من اقاتل لاحمي هذا النظام الجائر ارجوكم نفذوا ما اتفقنا عليه؟بعد ان لاحظ هادي ان الشاش ملفوف بالشكل الصحيح على ساقه الايسر تمدد سامي ووضع العضلة الملفوفة في موضع الحلقة فارتكز الجاز بشكل صحيح.الكل يشاهدو باشمأزاز وسامي يتجه بصره نحو الارض والوسادة في فمه .تناول هادي العمود ورفعه الى الاعلى بكلتا يديه من طرف وبصوت اجش وهو ينزله على ساق سامي يقول-اللعنة على صدام اما سامي باعلى صوته اه ه ه ه اه ه ه ه يتاوه من شدة الالم ثم يقول كرر يكرر هادي وهو يرفع ثانيتا وينزله بكل قوة وهو يقول-الموت لصدام..........وتتعالى صياح سامي التي لاتخمد صياحه الوسادة الكل يحاول التحقق من الساق فيقول سمير-ساق لاعب كرة قدم .اما عصام يقول-مو بسهوله تنكسر.واذا سامي يشير الى هادي ان يكرر العملية واذا هادي يرفع العمود وينزله بكل قوة واذا سامي يصيح باعلى صوته وكانما قد خرجت روحه من جسده. بعد الضربة مباشرة يخرج يوسف يشغل السيارة وعصام وسمير وهادي يحملون سامي الى الخارج ويدخلونه الى المقعد الخلفي وساقه تتدندل بينما سمير يجلس في المقعد الامامي قرب يوسف وتنطلق السيارة...............
تابع رقم 10
#سليم_القرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
