أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد فتحى - عن المبدأ اللاسلطوى (الأسس والخصائص)















المزيد.....

عن المبدأ اللاسلطوى (الأسس والخصائص)


وليد فتحى

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اللاسلطويه هى أيدلوجية إجتماعية وسياسية ،وهى مصطلح تعنى (ضد السلطه) أو دون الحاكم أو الأرتباط بمؤسسات الدوله المركزية،وأول من أستعمل تلك اللفظه (اللاسلطويه) هو الثائر -بيير جوزيف برودون- عام 1840م لتوصيف أيدلوجية سياسية وأجتماعية ولتنظيم المجتمع دون وجود سلطه سياسية مركزية ،وبالتالى أفكار اللاسلطوى تتمحور حول تعاون العمال والفلاحيين وايضا الطلبه الثائرين والمتمردون لإنهاء قرون من الإستغلال والإستبداد والقهر والظلم الرأسمالى والفردية ،وأسس الرؤية اللاسلطويه بدأت ملامحها بعد سيطرة نابليون بونابرت على السلطه المركزية فى فرنسا وأعلان الملكية من جديد والديكتاتورية والسطوه والإستبداد وأعلان حروب أستعمارية ضد شعوب أخرى حتى يواجهوا نفس المصير بدلا من المشاركه فى تطلعهم الى المجتمع الجديد والثوره على الحكومات والإنظمه المركزيه البالية .
فبعد نجاح الثورات الشعبية لمواجهه الفقر والظلم فبدلا من تأسيس مجتمع الرفاه فتنقلب سلطه ديكتاتورية جديدة بطبقتها الجديدة ومصالحها الأنانية والأنتهازية فى السيطرة على الشعب والسلطه كلها وتصبح الأدارة الجديدة من أؤلياتها هى إعادة تأسيس دولة مركزية وعندها تلجأ الدوله الجديدة الى العنف والترهيب وأجهزه الشرطة والجيش لقمع من يطالب بعقد أجتماعى جديد لمكافحه الفقر والأضطهاد ،ولكن يفأجا المجتمع بخيانه طبقة البرجوازية ضد باقى المجتمع الذى يشمل أغالبية فقيره وشاركوا فى الثورة من أجل حقوق أقتصادية وسياسية بأنماطها الثورية .
لذلك نشأت الأفكار والرؤى الثورية التحررية بشعار (الدوله نفسها هى العدو).
ومن الممكن أن نربط الفكر اللاسلطوى بأربعه من أهم المفكرين فى خلال القرن التاسع عشر الميلادى والذى يسمى بعصر الأنوار ،وأول هؤلاء المفكرين الثوريين هو الثائر (ويليام جودوين) / 1756: 1836م صاحب كتاب عن الرؤية اللاسلطوية هو (تحقيق فى العدالة السياسية) المنشور عام 1793م وهذا الكتاب يناقش أفكار لمناهضة الحكومه والدولة المركزية والقانون والملكية الخاصة ومؤسسات الدوله بشكلها العام ؛وثانى هؤلاء المفكرين الثائرين هو (بيير جوزيف برودون) / 1809: 1865م أحد دعاه الفكر اللاسلطوى الفرنسيين والذى أعلن أن الملكية سرقة لثروات الشعب ولابد من الخروج الثورى لمواجهه أصحاب الأرض ورأس المال وهذا لن يتحقق إلا بتحطيم القوى المركزية التى تعمل لحماية هؤلاء اللصوص وهم الشرطة والجيش ومؤسسات الدوله وقوانينها المستبده والظالمه ، وثالث هؤلاء الرواد الثائرين اللاسلطويين هو الروسى (ميخائيل باكونين ) / 1814 : 1876م ، ورابع هؤلاء الثوار من المفكرين هو (بيتر كروبوتكين ) / 1842 : 1921م ،وله كتاب مهم أسمه ( الإستيلاء على الخبز) والمنشور عام 1892م وكتاب آخر ليس أقل أهمية أسمه (المساعدة المتبادلة) المنشور عام 1902م ،وكتاب ثالث أسمه (الحقول والمصانع وورش العمل) ويشرح فيه الدمج مابين المجهود الذهنى والبدنى وبين التعليم العقلى واليدوى ..
فالفكر اللاسلطوى لعب دورا هاما بارزا فى (كومونة باريس) والثورة المكسيكية والحرب الأهلية الأمريكية مابين الشمال والجنوب وثورات وأنتفاضات فى المانيا وإيطاليا وفرنسا عام 1872م وبعض المقاطعات الإنجليزية وخاصا فى إيرلندا وإسكتلاندا ومرورا بالثوره الروسية عام 1917م والثورة الإسبانية فى ثلانييات القرن العشرين وخاصا إنتفاضه عام 1936م فى مقاطعه كتالونيا ،ولإن اللاسلطوية نظرية حياتية إنسانية وسلوكية يعيش فى ظلها المجتمع دون وجود سلطة مركزية أو الحكومه بحيث يتحقق الإستجابة فى مثل هذا المجتمع الجديد بالتعاون المثمر فى علاقات تعاونية فى الإنتاج والإستهلاك وليس بالخضوع للقانون أو الأمتثال لأى سلطة فوقية متعالية وبالتعالى تحل الأتفاقات الحره والتعاونيات محل سلطه القانون وتنعقد تلك الأتفاقيات مابين الجماعات المتنوعه دون النظر الى الجنس والنوع والعقيدة واللون والعرق أو أى أتجاهات للتمييز الرجعى ،وتكون تلك التعاونيات على أسس أقليمية ومهنية حتى تتوسع بشكل تدريجى والى أن يشمل المجتمع ككل ..
فأبان الحرب الأهلية التى أعقبت الثورة الأشتراكية السوفيتية فى روسيا فى أكتوبر عام 1917م رفع الثوار اللاسلطويين اليساريين شعار أصبح نموذجا لجميع المنظمات الثورية اليسارية فى العالم بعد ذلك وهو شعار (الخبز والحرية ) وبالتالى تتابعت الموجات الثورية بعد ذلك لتنفيذ المخطط الثورى فى شعار (كل السلطه للشعب وحده )،وكان الثائر الفلاح الأوكرانى (نستور ماخنو) له دور كبير فى الثوره اللاسلطوية ونشر أفكار التمرد لمواجهه البلاشفه والجيش الأبيض ولكن بسبب عدم وجود تنظيم ثورى فتم قمع تلك الأنتفاضات الفلاحية فى أنحاء روسيا ،ولكن لم ييأس الثوار اللاسلطويين اليساريين وواصلوا نضالتهم وبطولتهم وإيضا إنتصاراتهم على أرض الواقع فى إسبانيا إبان الثورة الإسبانية لمواجهه الفاشية العسكرية فى عهد الديكتاتور فرانكو،وقد تم تأسيس أتحادى عماليين نقابيين لاسلطوى وهى (الأتحاد الوطنى للعمل - والأتحاد الفيدرالى اللاسلطوى الإيبيرى) وكان لهما الفضل فى نجاح أستقلال مقاطعات أسبانية على النمط اللاسلطوى الثورى لمواجهه قوى الديكتاتورية والفاشية والأمبرياليات الرأسمالية ،وللكاتب الثورى (جورج أورويل) أستطاع أن يكتب روايه تصف فيها مزايا اللاسلطوية فى أسبانيا ونضالتها من أجل التحرر ومن أجل الملكية العامه والأرض وبعنوان (الحنين الى كتالونيا) المنشورة عام 1937م .
يقول الكاتب (نعوم تشوموسكى) عن اللاسلطوية " ما يجذبنى الى اللاسلطوية على المستوى الشخصى هو أهدافها التى تحاول مواجهه مشكلات التعامل مع المجتمعات الصناعية المنظمة المعقدة داخل إطار من الهياكل والمؤسسات الحره" وبالتالى فهو وضع أيده على مزايا الفكر اللاسلطوى بأنه رؤية أنسانية ثورية لمناهضه الفقر والإستبداد والطغيان ويحاول أن يجد علاجا ثوريا بعيدا عن الحكومات المركزية التى لا تعمل إلا لصالح حماية مصالحها الإقتصادية ومواجهه غالبية الشعب الذى يعانى من مشكلات معقدة لا تحل بالقانون وإنما لابد وأن تحل بالتعاونيات فى الأرض والثروه والإشتراك فى الأنتاج والإستهلاك دون تكتل الثروات بمساعدة السلطة .
يقول الفيلسوف (مارتن بوبر) شارحا مبدأى السلوك الإنسانى المتضمنين : السياسى والإجتماعى ،فقد أوضح أن من خصائص المبدأ السياسى هى النفوذ والسلطة والهرمية والهيمنة فى حين أن المبدأ الإجتماعى هو الإرتباطات الإنسانية العفوية التى تبنى حول الحاجه المشتركة أو المصلحة المشتركة ،وبالتالى يحدث صراع جدلى مابين المبدأ السياسى والإجتماعى ولكن من المؤسف فى النهاية يتغلب المبدأ السياسى على الإجتماعى أنما مع الرؤية اللاسلطوية اليسارية ينجح المبدأ الإجتماعى ،وعندها تتاح الفرصة لتطبيق الفكر اللاسلطوى اذا تحققت الشروط الأربعه وهى ( طوعية - عملية - مؤقتة - صغيره) فأى فكر ثورى هو فى الأساس عمل تطوعى لأتجاه عملى واقعى من أجل خدمه المجتمع ومن أجل تحقيق مطالبه الأقتصادية والأجتماعية بشعاره الثورى الخبز والحرية ،ولكن فى نفس التوقيت يتحقق هذا الفكر على أرض الواقع فى أماكن تتسم بالصغر وليس التعقيد كالمصانع أو الأماكن الخدمية كالمواصلات والمستشفيات والمدارس وعندها يتصاعد وعى المجتمع تدريجيا أثناء كفاحه للسيطرة على أدوات الأنتاج الى أن تشمل الدوله أو الأقليم كله ،ولكن الثائر اللاسلطوى (باكونين) فى كتابه الله والدولة عام 1871م تأسف على حقيقة أن الإيمان بالله لم يزل موجودا بين الناس وخصوصا فى المناطق الريفية وأن الحكومات المركزية تستفيد من جهل الشعب كأحد الشروط الضروروية لحكمهم بينما يسعى الشعب الى محو ظروف العمل المرهق بإنصرافاهم الى الراحة والحوار العقلانى،وبالتالى لن يجد هذا الفقير اليائس إلا ثلاثة طرق للهرب من ألام الحياه فأثنان منها وهميتان وهى الخمر أودور العباده عموما لأغواء الجسد أو أغواء العقل، أما الطريق الثالث هو طريق واقعى ويجب نشره مابين صفوف الناس وهو طريق الثورة الإجتماعية .
وفى النهاية الفكر اللاسلطوى هو فكر للمجتمع البديل الذى لا هو رأسمالى ولا هو أشتراكى بيروقراطى مركزى أنما هو المجتمع الذى يقوم على فكرة التعاونيات والمصالح المشتركة فى الأنتاج والإستهلاك دون السعى الى تكتل الثروات وقائم على التعاون التطوعى حيث يسعون للعيش فى مجتمعات صغيرة ذاتية الحكم دون وجود سلطة مركزية حاكمه ..



#وليد_فتحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمود والتعصب هوية الأديان !!
- الإسلام دين وليس دولة !!
- كيفية نشأه الدين !!
- أستقاله العقل فى الإسلام
- عبرى عن حريتك فى العلن !!
- لا تخجلى -فأنتى أنثى!!
- الصهاريج الأثرية فى مدينة الأسكندرية
- نظرية الثورة الواحده _نظرية تحريفية_
- رسالة الى الأناركيين
- عن التنظيم واليسار
- بنود مسودة الدستور الجديد أجهاض للثورة
- صراع مابين العلم والدين !!!
- -السياسة هى التعبير عن الأقتصاد-
- معا من أجل حقوق (الملحدين) 2
- التخلف بطبيعته ظاهرة أجتماعية
- لماذا فشلت التجارب الأشتراكية؟؟!!
- -تشى رمز العالم لأمكانيات راجل واحد-
- هل فعلا الثورة مستمرة ؟؟!!
- معا من أجل حقوق (الملحدين)
- مابين التناقض الداخلى والخارجى (قراءة ماركسية)


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد فتحى - عن المبدأ اللاسلطوى (الأسس والخصائص)