أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد فتحى - -تشى رمز العالم لأمكانيات راجل واحد-















المزيد.....

-تشى رمز العالم لأمكانيات راجل واحد-


وليد فتحى

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 17:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"( تشى رمز العالم لأمكانيات راجل واحد) عبارة أوجزها المفكر الماركسى فرانز فانون عن المناضل الثائر أرنستو تشى جيفارا ,ومن مرتكزات الفكر الأشتراكية العلمية هو رفض الصنمية
والدوجما وعبادة النص أو الفرد وأستخدام القوانين العامة لحركة الشعوب والتاريخ مستوحأه من خصوصيات الواقع وظروفه الموضوعية والذاتية ومنهجية المادية الجدلية والتاريخية ..
,فجيفارا الذى بدأ حياته صائدا للفرشات وتجوال مناطق ومدن أمريكا اللاتنيبة على دراجته البخارية كان لا يعلم أنه سينتهى به المطاف بأن يتحول الى ثائر أشتراكى أممى من أجل حقوق
الفقراء والمعدمين من الفلاحين والعمال ومواجهه سلطة الرأسمالية فى أنحاء قارة أمريكا اللاتنيبة ورمزا للثورة والكفاح المسلح والنضال المستمر فى أنحاء كثيرة من قارة أفريقيا وأسيا ,
فكان الرجل الثانى فى الثورة الكوبية (1954: 1959م) بعد الرفيق فيدل كاسترو قائد ثورة كوبا ومديرا للبنك المركزى الكوبى ووزير الصناعة وممثلا للحكومة فى المحافل الدولية والأمم
المتحدة من أجل الأستقلال الوطنى,وثائرا أمميا فى الكونغو وبوليفيا الى أستشهادة على يد المخابرات المركزية الأمريكية فى 9 أكتوبر 1967م..
وبعد أستشهادة تمت الدعاية لمناهضة رؤية وفكر جيفارا بأنها فكرة ثورية ولت وماتت بموت صاحبها والأعلان عن مراسم الدفن وبعدم أمكانية أى تغيير سياسى أقتصادى ألا من خلال
التحالف مع البرجوزاية ,وعدم أحقية النضال ألا بالشكل السياسى المعترف به من قبل الرأسمالية والأمبريالية العالمية وهى صندوق الأقتراع ومن ثم البرلمان,وبالتالى أى دعوه للنضال
المسلح ورؤية البؤر الثورية من أجل أهداف الثورة والتغيرات الجذرية فهى دعوه طوباوية أو بالأحرى أرهابية !!!
ولكن مع تغييرات الأوضاع الأفليمية لكل دولة فى العالم الثالث فى أمريكا اللاتنية وأفريقيا وأسيا تتضح معالم زيف ما تسمى بالديمقراطية عن طريق التصويت والبرلمان ووهم وخداع
دعاوى البرجوزايين فى أصلاحات أقتصادية لأن تلك الدعاوى لا تحقق ألا أمتيازات أضافية لفئة معينة من طبقات المجتمعات وهم الرأسمالين بكل أنواعهم ومساهمة فى تأكيد الأمبريالية
العالمية والمزيد من سياسات الأفقار والقمع والظلم والطغيات تحت مبررات سياسية !!
فجيفارا ليس مجرد تجربة أو رمز أو أسطورة ,وليس مجرد ثورى حالم , وليس مجرد مقاتل مغامر وبالتالى تجربته أنتهت لمجرد أستشهادة ,ولكن هذه التجربة التى أستمرت من (1955:
1967م) كثيرون على خطائها والوقائع والظروف مهيأه لأستكمالها ألا وهى النضال المسلح والبؤرة الثورية..
ولكن بدايا أريد أن أوضح رؤية أو أستراتيجية جيفارا الثورية وهى تتلخص فى (أن قوم مجموعة صغيرة أو عدة مجموعات صغيرة من الثوار المؤمنين بالتغيير المسلح والشكل الجذرى
بالمبادرة الثورية بأقامة قواعد عسكرية مسلحة فى مناطق بالريف ,وبالتالى تبدأ تلك العمليات فى أستنزاف القوات الرأسمالية النظامية وبشكل متسارع وأجهاضها بضراوة حتى تشمل
عشرات بل مئات البؤر الثورية الأخرى فى مناطق الريف والمناطق الفقيرة وبعد فترة وجيزة من الزمن سيتحالف الفلاحين أو الأحرى الفقراء والمعدومين بالأشتراك فى تلك البؤر الثورية
والمساهمة فى تقويض قوات السلطة المرتبطة بسياسات الأمبريالية العالمية الى أن تشمل القوات بعد ذلك فئات متنوعة من الشعب من العمال والفلاحين فى مسيرة النضال الثورى المسلح
ووصولا الى النصر النهائى والأستيلاء على السلطة تحت قيادة الشعب العامل..).
ولكن كثيرون من المفكرين الماركسين وخاصا الذين كانوا مرتبطين برؤية وسياسات الأتحاد السوفيتى السابق يرون أن تلك النظرة أو الرؤية الثورية هى مجرد عمليات فوضوية لا تخدم
ألا الرأسمالية لأنها لا تعى أهمية أدراك ووعى الجماهير من البداية فى فكرة الثورة وبأن لابد من تشكيل ظروف موضوعية وذاتية معينة من أجل ثورة الجماهير ,وأن جزءا من النضال
يشمل فى التحالف أحيانا مع البرجوازيين لأهداف وطنية أو الأشتراك فى الأنتخابات البرلمانية حتى يكون البرلمان نافذة شرعية لتثقيف وتوعية الجماهير بأمكانية الثورة والأنتفاضات
لكسر الأنظمة الرأسمالية البالية ومن ثم هزيمتها ..
ولكن من خلال المنهج الجدلى نرى بأن وعى الجماهير لا يتشكل ألا من خلال الحركة المادية الذاتية ومن ثم أدراكها بأمكانية التغيير عن طريق الأنتفاضات ثم الثورة ,فأذا أعتبرنا أن
الكفاح المسلح والنضال من أجل الحقوق الأنسانية (الأقتصادية _الأجتماعية) لابد أن يتشكل من خلال تواجد الجماهير فى المعادلة الثورية ,فأذن البؤرة الثورية هى جزء من الظرف
الموضوعى وبالتالى يساهم فى تلويح أفكار ثورية مباشرة وفضح السياسات الأقتصادية المرتبطة بفئة ضئلة العدد الذين يساهمون فى أفقار الجماهير والأبقاء على سلطتهم أكثر وقت
ممكن من خلال الحماية الدولية المرتبطة بالأمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة وأنصارها فى الداخل الذى يمثل عصا وسلاح السلطة لمناهضة الجماهير وهم الجيش
النظامى والداخلية التى تريد حماية السلطة على حساب الملايين ,ولأن هذان الجهازان اللذان فى يد الحاكم أو السلطة ينعمان بأمتيازات أضافية حتى لا ينقلبوا على الطبقة البرجوزاية.
وبالتالى نجد متنعمين بالثروات من عقارات ومزارع وأموال والسيطرة على منابع كثيرة من وسائل الأنتاج..
فأذن جاءت تجربة الثائر جيفارا متسقة موضوعيا وذاتيا مع المنهج المادى ,ولأن شكل الريف وعناصره البشرية يختلف تبعا لكل منطقة ,فالريف الصينى يختلف كليا عن الريف
فى كوبا أو أمريكا اللاتنية على وجه العموم,فالثانى يتسموا بالسلبية فى كثير من الأحيان والخوف المرعب من طغيان السلطة لأن هذا الريف مشوه فهو مزيد من الشكل الأقطاعى
والشكل البرجوزاى الرأسمالى ..
فالجيفاريون يرون أن التناقضات لا تحل ألا من خلال حرب التحرير الشاملة وتلك التناقضات التى نجدها مابين فقراء الريف وفقراء المدينة وبالتالى تشمل المهن المختلفة وأيضا
المناطق المختلفة ,لأن الجميع يتحدون من اجل هدف ثورى واحد وهو هزيمة البرجوزاية الرأسمالية والمدعومة من الأمبريالية العالمية ,فلابد من أتحاد وحل التناقضات من خلال
حركة التحرير المسلح ,وعلى عكس الثورات التى تشتعل جماهيرا فتظل تلك التناقضات كامنة وسرعان ما تنفجر ومن الممكن أن تكون وبالا على الثورة نفسها وبالتالى يستجمع
الفلول قواته وأستغلال التناقضات مابين الريف والمدينة أو بين الفقراء مع بعضهم ..
فجيفارا وأنصار الفكرة يرون بأن الأنسان من المستحيل أن يعيش فى وجود الأطار الليبرالى الرأسمالى وبالتالى عدم أمكانية تحالف النظام الأشتراكى مع النظام الرأسمالى التابعى
وبالتالى أستحالة التعايش السلمى فلذلك الثورة لابد أن تكون مستمرة ودائمة حتى تقضى على الأنظمة الرأسمالية وحل التناقضات ,ولأن الأتحاد السوفيتى والصين قد ألعنوا
بالتحالف التكتيكى مع البرجوازية وخداع الجماهير بأن هذا الأجراء من أجل الثورة الأشتراكية ,فسرعان ما كشف الثائر جيفارا تلك التحريفات الماركسية وأعلن الخروج من
فلك السيطرة السوفيتية _الصينية ,فلذلك لم تقف الأحزاب الشيوعية فى أمريكا اللاتنية وعلى وجه التحديد فى (بوليفيا) مع جيفارا ,وكان من السهل قتل جيفارا بكل بساطة
على يد الرأسمالية وبمساعدة غير مباشرة من الأتحاد السوفيتى وبالتالى القضاء على رؤيته التحررية النضالية من أجل الثورة والجماهير ,وألغاء منهجية النضال المسلح
من على خريطة الثورات والأكتفاء فقط بالتغيير عن طريق البرلمان والتحالف مع البرجوازيين!!!
ولكن مقولة لينين الشهيرة (الأمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية العالمية) والتى أثبت الواقع العملى والعلمى بصحة تلك العبارة ولكن الماركسين الذين كانوا فى عهدى ستالين
وخرشتيف ومن كانوا فى فلك وسياسات الأتحاد السوفيتى لم بيعوا تلك العبارة بتحالفهم مع البرجوازيين وللأسف كان سببا مباشرا فى أضعاف الثورات فى مناطق عديدة
من العالم الثالث أو أجهاضها نهائيا والتسبب فى قتل مئات وألاف من الرفاق على مستوى العالم ودخول الباقى الى السجون تحت وطأه التعذيب ,لكن جيفارا خرج وأعلن
الرؤية الثورية والشاملة بأن لا تحالف مع البرجوزاية ولا الرأسمالية وبأن الثورة مستمرة وستشعل فى جميع أنحاء العالم وخاصا فى أمريكا اللاتنية وأسيا أفريقيا وعن
طريق البؤر الثورية فى مناطق الريف أو الفقيرة ..
فجيفارا أكد تطابق النظرية مع التطبيق ,فكانت مسهاماته فى الأرجنتين فى عام 1954م ومقابلاته لتجمعات يسارية فى المكسيك ومن ثم مقابلته لرؤول كاسترو ومشاركته
فى حرب التحرير فى كوبا وأنتصار الثورة ومحاولات تشكيل البؤر الثورية فى الكونغو وبعد ذلك فى بوليفيا ,ودعمه للثورة الجزائرية وزياراته لمصر وفلسطين لأستكمال
الثورة الأممية ,فكلها علامات مضيئة فى حياة هذا البطل الثائر ,ولكن جاءت الشركات الأمريكية ودول أجنبية أخرى بأخراج رؤية جيفارا عن مضمونها وتشويها ,والتعامل
مع شخصية جيفارا مجرد شكل سنيمائى أو موديل رائع يخاطب مشاعر المراهقين والشباب!!
وساهمت السياسة البرجوزاية فى تدمير الفكرة وموتها نهائيا حتى لا تستكمل ثورتة وأتجائه الفكرى نحو تحرير الأمم المقهورة من الرأسمالية والأمبريالية العالمية, فجيفارا
لم يعرف سوى لغة المقاومة وأنها الأسلوب الأوحد بما ينسجم مع ظروفها وسماتها وخصوصيتها..
فجيفارا الذى طبق مقولته (أينما كان الظلم فهذا وطنى ) و(دعونا نبدأ فى محو كل مفاهيمنا القديمة) و(طالما أن القهر موجود فسيكون هناك من يناضل ضده) و(أنا على أستعداد
للقتال ضد الطغاه فى كل مكان) ..
فوقف جيفارا لمناهضة الظلم والطغيان والرأسمالية ولم يكتفى بتحقيق الثورة وأهدافها فى بلد واحد مثل كوبا وأنما ساهم فى أضافة رؤية أكثر ثورية ومتسقة مع منهجية
المادية الجدلية والتاريخية فى صناعة البؤر الثورية حتى تكون مرتكزات ثورية مسلحة لأضعاف أو القضاء على سلطة النظام الرأسمالى البرجوزاى والمدعوم من
الأمبريالية وتلك السلطة فى الجيش والشرطة وهما عصا السلطة الحقيرة ومصالحها التى تقف دائما ضد الفقراء !!!"



#وليد_فتحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فعلا الثورة مستمرة ؟؟!!
- معا من أجل حقوق (الملحدين)
- مابين التناقض الداخلى والخارجى (قراءة ماركسية)
- قراءة فى مأساه المرأه (المصرية)
- مشروع كيفية تدمير الأثار المصرية
- عذرا السيسى ليس عبد الناصر!!
- أزمه الأشتراكيين
- الديمقراطية الشعبية بالتوازى مع العلمانية
- فلسفة الشعب


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد فتحى - -تشى رمز العالم لأمكانيات راجل واحد-