أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليان كوردي - رسالة من شهيدة كوردية














المزيد.....

رسالة من شهيدة كوردية


ليان كوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 16:22
المحور: الادب والفن
    



رسالة من المقاتلة الكوردية آرين

رسالة من داخل القلعة (( كوباني ))

أنا بخير يا أمي ... احتفلنا البارحة بعيد ميلادي التاسع عشر على ما اعتقد .
غنى صديقي آزاد أغنية رائعة عن الأم ...تذكرتكِ وبكيت .. آزاد صوته جميل انهمرت دموعه وهو يغني ... هو أيضآ اشتاق لأمه التي لم يراها منذ عام تقريبآ ...
البارحة أسعفنا أحد أصدقائنا وكان مصاباً بطلقتين .. هو لا يعرف شيئاً عن الطلقة الثانية فكان يشير إلى أعلى الصدر فقط حيث الرصاصة الأولى ... كان ينزف من الخاصرة أيضآ واستطعنا تضميد جراحه وأعطيته ليترآ من دمي .
نحن هنا في شرقي كوباني يا أمي ... مئات الأمتار فقط تقف بيننا وبينهم نرى راياتهم السوداء نتنصت على مكالماتهم واحيانآ لا نفهم شيئاً فهم يتكلمون بلغات غريبة لكننا نفهم بأنهم خائفون فقط .
نحن مجموعة قوامها تسعة مقاتلين ... أصغرنا سنّاً يدعى رشو وهو من قرى عفرين ... قاتل في تل أبيض ثم التحق بنا هنا ...ويليه في الترتيب صديقنا آلان القادم من قامشلو أنه من أفخر أحياءها .. قدوربك.شارك في القتال في سرى كانيه ولا يعرف عمره بالضبط لكنه يقول حوالي عشرين ... وهو صاحب طفولة شقية هناك آثار بعض السكاكين على جسده .. يضحك ويقول هذه السكاكين كلها من أجل أفين بنت الجيران . وأكبرنا سنّاً يدعى ديرسم وهو من جبال قنديل أستشهدت زوجته في ديار بكر وتركت له طفلة اسمها هيلين ... ديرسم وشّمَ على زنده اسمها وهو لم يراها بعد .
نحن في منزل يقع على أطراف كوباني ... ولا نعرف شيئآ عن أصحاب المنزل ... هناك صور على الحائط لرجل مُسن وصورة لشابٍ مؤطرة بشريط أسود يبدو أنه متوفي أو شهيد .. وهناك صورة للقاضي محمد و الملا مصطفى و آبو و خارطة عثمانية قديمة تعود لأربعة قرون مذكور فيها اسم كردستان .
لم نشرب القهوة منذ زمن واكتشفنا أن الحياة جميلة حتى بدون قهوة ...وبصراحة يا أمي لم أتذوّق قهوة رائعة المذاق كقهوتكِ .
نحن هنا للدفاع عن مدينة مسالمة .. لم تشارك يومآ في القتل لم تعتدي يومآ على أحد بل آوت الكثير من الجرحى والنازحين من إخوتنا السوريين .. نحن هنا ندافع عن مدينة مسلمة بحتة فيها العشرات من المساجد ... ندافع عنها و نحمي مقدساتها من أيدي التتر والمغول .
سأزوركِ يا أمي ريثما تنتهي هذه الحرب القذرة التي فرضت علينا .. سأزوركِ حتمآ وصديقنا ديرسم أيضآ وعد بزيارتكِ و من ثم سيتوجه إلى ديار بكر ليلتقي بطفلته هيلين ... كلنا مشتاقون يا أمي لكن الحرب لا تفهم الأشواق. وقد لا أعود يا أمي ... حينها تأكدي من أنني حلمت بلقاءكِ طويلاً ولم يحالفني الحظ .
أعرف بأنكِ ستزورين كوباني يومآ وستبحثين عن البيت الذي شهد آخر أيامي والذي سيحتفظ برائحتي لمدة طويلة ... أنه يقع على أطراف كوباني من الجهة الشرقية جزء منه تضرر جراء تعرضه لقذيفة هاون و بابه حديدي لونه أخضر فيه عشرات الثقوب جراء استهدافه من القناصة وهناك ثلاثة شبابيك أحدها على جهة الشرق
سترين اسمي عليها بحبر أحمر ... خلف هذا الشباك يا أمي وقفت أعدُّ لحظاتي الأخيرة و أتأمل خيوط الشمس التي كانت تخترق الغرفة عبر الفتحات التي أحدثها الرصاص في أخشاب الشباك ...
خلف هذا الشباك يا أمي غنى آزاد لأمه وكم كان صوته جميلا جبليآ وهو يغني ( لى دايه من بيريا تاكر ) يا أمي اشتقت لكِ .
............
التوقيع ... ابنتكِ آرين







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي ايه السيسي ايه؟؟؟
- ملكات الجمال هل هنّ جميلات حقاً؟؟
- وطن تائه
- توءم الروح
- مزنوقة مع القضية على ذمة التحقيق،،
- من طينٍ ونار..
- الصحة تاج على راس الاسد المنتخب !
- حوار كوردي جداً
- وكالة روناهي. مايحكومشي
- ابتسامته أذابت الجليد
- بعد الصمت لاترحل...
- انت سؤالي وجواب الأوحد .
- احببتك واعلم...
- خدني على بلادي..
- خدني على بلادي...
- رسالة الى الله
- الشيطان في مهمة


المزيد.....




- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليان كوردي - رسالة من شهيدة كوردية