أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون نعيم الرومي - جَمال الوجود














المزيد.....

جَمال الوجود


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 12:46
المحور: الادب والفن
    



على ساحل الوجود تنفست جمال الوجود ، فذابت روحي في حنايا نسيماته الرقيقة ، التي اغوتها تموجات بحر ساحرة ، تدرجت ألوانها الهادئة ، لتزداد سحراَ بلونها الأزرق الدّاكن ، الذي يسحبك الى أعماق البحر ، ويعيدك فجأة مع امواج صاخبة تهدأ تدريجيا ، لتعزف لحنا يخلب اللب ، ويسحر الوجدان .

تزحف النسيمات بلهفة عاشق ، مداعبة وجه الماء لتوقظه من هدوئه مترنحاَ ضمن مجموعات صغيرة من الراقصين تتمايل بخفة وهدوء ، فتتشابك الاذرع ويبدأ الرقص بهدوء ، وحياء ، على انغام لحن خافت تعزفه تلك النسيمات الناعسة رويدا رويدا ، لتطرب نوارسا تشارك الركب المحتفل ، فتضرب سطح الماء بأجنحتها البيضاء الجميلة ، يعلو العزف ، ويضرب الراقصين ارجلهم بقوة ، توقظ البحر من نومه العميق ليزفر امواجا ... تبدأ خفيفة ، وتشتــد متناغمة مع الركب الراقص ، فيعزف الجميع سمفونيـّـة الحياة .

يراقب الأحتفال وجه السماء الآزوردية محاولا لمس وجه البحر ، الذي يمتد متطاولا لتلتقي الجباه في نقطة اللآنهاية ليعلن الكون ولائه وطاعته الأبدية .

هناك في الجانب القريب البعيد تتطاول بعض نخلات تختال بظفائرها الخضر ، وعناقيدها الذهبية اللآمعه محاولة احتضان قمرا يلوذ بها قد اختبأ في أحضانها ، خافياً خجله من لونه الباهت بعد ان طال انتظاره لرحيل شمس أضناها التعب ، وداعبها النعاس ، فحيـّـت ساحلا تركت عليه أيادي الصغار بصمات مختلفة في أشكالها ، تبسمت الرمال وقد تحولـّـت ألوانها الى لون ذهب وفضة لتودع الشمس المغادرة لكي تـعـود ...

أغوى الشمس إحتفال رقص الراقصين ، فمشت مختالة بهدوء تـحاول المشاركة فيه ، بعد ان هدّها تعب يوم طويل ، واحمرت منها الأجفان والعيون ، نزلت الى البحرلتطوقها اذرع المحتفلين بحب وشوق فامتزجت الألوان بريشة الطبيعة الساحرة الأحمر مع لون البحر بتدرجاته الجميلة ، ولون السماء الأزرق الهادئ في لوحة ازلية خالدة يسجد لها الكون مبهورا خاشعا لسحر الوجود .

فجأة تأتي عربة الليل السوداء ، تجرّها غيمات راكضة ، تصعد الشمس ، وتغادر تحملها آلهة الليل وملائكة الظلام ، عندها يظهر القمر مزهوا بخيوطه الفضية اللآمعة ، التي أحبتها الرياض ، وعانقتها الزهور، وغازلها العشاق ، فأحاطت الموكب القدسي نجوماً تتلألأ بغنـج ورقـة وحب ، وفرحة عاشقة تناغي جميل وبثينة ، وقيس وليلاه .

يهدأ الراقصون ، ترتخي الأذرع ، ويلـّـف الليل الجميع بأحضانه تحت عباءته السوداء ...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكـتـوبـر / 2014
ســـــتــوكـهــولـم



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرَبيعْ العَرَبي
- قاسمْ .. صَرَّحْ
- ماشا الله ابْلَيَّه حَسَد
- يَالْمِشيت
- مانسيتْ
- هَلْهولَه اوصار التغْيير
- وا ويلاه ... يا ويَلي
- مِيَّة صَنَمْ
- الديچْ باض اعْلَه الوَتَدْ
- يابَط يابَط ... اسْبَحْ بالشَط
- امْوادعيكْ
- دارميات عراقية
- لَطُمْ حَدّادي
- سِنجار تُنادي
- أبكي دون دموع
- ضِفاير غَزل
- سَفينَةٌ تائهَةٌ
- نوباتْ
- الى مَنْ يهمه الأمرْ
- اشْدَعْوَه مسْتَعجلْ


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميسون نعيم الرومي - جَمال الوجود