أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - يا فقهاء إذلال المرأة ... طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية














المزيد.....

يا فقهاء إذلال المرأة ... طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يا فقهاء إذلال المرأة ... طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية
طالما سمعنا من فقهاء السلاطين وطالما قرأنا الكثير عنهم وهم ينشرون لغوهم عن دونية المرأة ونقص عقلها ودينها وبالتالي عدم قدرتها على ان تقوم بالمهام التي يقوم بها الرجل الذي جعل منه هؤلاء الفقهاء سيداً وآمراً على انسان مثله خلقه ربهم من نفس الطينة التي خلق منها المرأة التي أُريد لها ان تكون شريكة له في حياته لا جارية مُسخرة لخدمته اينما كان وكيفما كان. لقد جاء هؤلاء الفقهاء بكل ما بجعبتهم من قوانين العصور الغابرة ليجعلوا من المرأة لا تخرج من بيتها إلا مرتين في حياتها، المرة الأولى إلى بيت الزوجية والثانية إلى القبر. ما اسخف مقولاتكم هذه اليوم امام مَن خرجت من بيتها لتؤدي واجباً طالما ملأتم مساجدكم وجوامعكم وتكاياكم بالتبجح به جاعلين منه من فرائض دينكم وسميتموه جهاداً ودفاعاً عن الأرض والعِرض، ولم يرَ القاصي والداني، الذي كتب عليه سوء حظه ان يعيش زمانكم الرديئ هذا، سوى التفريط بالأرض وانتهاك العرض، وها هي القدس وقد يأست من فحولتكم الزائفة. وها هي عصابات الإسلام السياسي ومليشياتها، التي طالما طبلتم وكبرتم ورقصتم عراة لها، تنتهك اعراض بني دينكم وتعيد مع سبايا نساءكم اسواق الرقيق وبيع العبيد.
لقد خرجت المرأة الكوردية بالأمس وتخرج اليوم وستخرج غداً لتريكم ما تجود بها سوح نضالها من بطولات وتضحيات تجعلكم وتجعل كل مريديكم من اشباه الرجال، وتجعل كل تخريجاتكم الفقهية وتصوراتكم البدائية حول المرأة وموقعها ودورها في المجتمع، فقاعات متطايرة في مهب رياح النضال التحرري الذي لم تشارك به المرأة جنباً إلى جنب مع اخيها ورفيقها وزوجها وصديقها فقط، بل وقادته ايضاً من خلال التخطيط والتنفيذ لعمليات قتالية بطولية جعلت العالم كله، حتى اعداء الكورد والحاقدين على ثورتهم التحررية على كل اراضي كوردستان شمالآ وجنوباً وشرقاً وغرباً، ينظرون إلى هذه المرأة بعين اوسع عشرات المرات من تلك العيون التي تداري خجلها وبؤسها وهي تنظر إلى وجوهكم الكالحة وما يرتسم عليها من اكاذيب وهرطقات وما تخبئ وراء تجاعيدها من تخلف فكري وانحطاط اجتماعي.
المرأة الكوردية التي سجلت في كوباني اليوم وعلى كل ارض كوردستان بالأمس وما ستسجله من مفاخر وبطولات غداً هي مفخرة الإنسانية المتطلعة إلى الغد الواعد المشرق بانوار التحرر والتضامن الأممي والفكر الثوري الذي جعل من هذه المرأة اهزوجة التاريخ في القرن الحادي والعشرين هذا. المرأة الكوردية التي يتغنى العالم اليوم ببطولاتها وتضحياتها ومساهماتها في الدفاع عن ارضها جعلت خنازير حظائركم، ممن تتوسلون بالدعاء لهم من فوق منابركم ليستمروا بهدر مال الرعية على استجداءكم، عراة امام شعوبهم، تلاحقهم اللعنات الأبدية كما تلاحقكم انتم ايضاً، وتلاحق كل ما سممتم به عقول الناس بدونية المرأة والإنتقاص من وجودها في المجتمع الذي لم يكن لكم اي مكان فيه دون وجودها.
المرأة الكوردية التي تجبركم اليوم، يا فقهاء السلاطين ومن يتبعكم من المغفلين، وتجبر كل ما اتيتم به من اكاذيب وما نشرتموه من افكار بدائية حولها ان تتوارون انتم واكاذيبكم هذه في مزبلة التاريخ البشري، حيث انه المكان اللائق بكم وبهرطقاتكم حول المرأة التي يجب ان تكفوا عنها بعد اليوم وتكفوا عن نشر تصوراتك البدائية القبيحة عنها، وتلجموا افواهكم من اللهج بدونيتها ونقصها، بعد ان اثبتت هذه المرأة سموها وعظمتها ومدى وعيها واهليتها للدفاع عن ارضها واهلها، وبعد ان انجزت ملاحم كوباني النسائية البطولية اروع واسمى ما حققته البشرية التقدمية في نضالها الأممي. فاكملت كوباني بنساءها ورجالها ملاحم ستالينغراد وامتدت لتعانق كومونة باريس واتنصارات الفيتكونغ. ولا غرابة في ذلك إذا ما ارتبط مثل هذا النضال بالفكر النيِّر والتوجه الوطني العميق الجذور والإنتماء القومي الإنساني والإصطفاف الأممي التقدمي.
فغضوا الطرف، بعد اليوم، حين تتحدثون عن المرأة يا اعداء المرأة. فليس لكم بعد اليوم من احقية بالحديث عنها طالما لم تتحمل عقولكم الجوفاء بعد بانها خير منكم واشجع منكم واوثق ارتباطاً بارضها منكم واكثر استعداداً للتضحية في سبيل ما تؤمن به، دون ان يكون للتبجح، الذي تمارسونه في مجمل تصرفاتكم، اي موضع لديها في مسيرة حياتها. وهذا ما اثبتته اليوم المرأة الكوردية في كوباني وما ستثبته الأيام التي ستُعَلِّم الدنيا كيف يطأطأ اعداء المرأة رؤوسهم لها.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مرض - اليساريين وتمنيات العدوى به
- محنة الإسلام والمسلمين في القرن الواحد والعشرين
- الفقراء على مائدة الفقهاء ... الظاهرة المرافقة لحكم الإسلام ...
- إذا صَمَتَ الفقهاء ….. فالينطق الحكماء
- من افضال الدولة الإسلامية على الإسلام والمسلمين ...
- هل يكفي تجفيف منابع الإرهاب المادية فقط ؟ وماذا عن الفكرية ؟
- مشكلة العلمانيين مع الإسلام السياسي
- وماذا بعدئذ، هل تُصلِح سياسة المحاصصات غداً ما افسدته بألأمس ...
- -- ليس هناك فرق بين ما تفعله داعش وإسرائيل --
- ديمقراطية الإسلاميين ... خداع ومكر ومعدن صدئ
- شهر العسل في خليفستان
- ألم نقل لكم بانه تغيير وجوه فقط ...؟
- دروس في السياسة من معلم كوردي إلى ساسة ألإقليم
- مَن يقمع حرية شعب...لا ينتصر لحرية شعب آخر
- أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ
- الم يتعلم اسلاميو العراق من اخطاء انتفاضة آذار الشعبانية ؟
- لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟
- البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
- أيها الناس ... إنه العراق . . .
- حربنا مع الإرهاب


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - يا فقهاء إذلال المرأة ... طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية