أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حربنا مع الإرهاب














المزيد.....

حربنا مع الإرهاب


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حربنا مع الإرهاب
حربنا مع الإرهاب الأسود حرب وطن مستباح منذ اكثر من نصف قرن جعلت منه البعثفاشية المقيتة خلال عقود تسلطها الأربعة عليه جسماً واهناً إزداد وهناً على وهن بسياسة المحاصصات الطائفية ومشاركة لصوص العملية السياسية الجديدة في إستنزافه والتي اثقلت كاهله بكل ما رافق هذه السياسة من فسق وفجور. إلا ان هذا الوطن المُنهك ينهض اليوم ليكتسب قوة جديدة من اهله الذين يشدون من ازره ويضمدون جراحه ليواجه اعتى هجمة شرسة يتعرض لها باحتلال ارضه من عصابات سوداء في كل شيئ ، وليس في مظهرها الخارجي ورايتها العفنة فقط.
حربنا مع الإرهاب الأسود هي حرب شعب جريح يعاني من آلام جراحه ويصرخ منذ عقود دون ان ينتبه لصراخه هذا من تسببوا في إيذاءه سابقاً من خلال دكتاتورية البعث ولا لاحقاً من خلال ازلام العهر الطائفي والإنحطاط القومي الشوفيني والإنحدار العشائري والتسافل المناطقي الذي يمارسه سياسيوا الصدفة اليوم. إلا انه سيعض على جراحه ويتجاهل آلامه لينهض ببناته وابناءه بشيبه وشبابه وبكل قومياته وأديانه ومذاهبه موحداً الصفوف في جبهات وطنية عريضة وواسعة متجاوزاً كل ما اراد الطائفيون حكاماً وبرلمانيين ومتنفذين في اموره ان يجعلوه سمة لحياته وطريقاً لمسيرته. شعبنا سيواجه الإرهاب الأسود وستتسابق قواه الوطنية في رفع رايات النضال للدفاع عن الوطن مهما بلغ عمق الجرح الذي خلفته سياسة الطائفيين في جسده .
حربنا مع الإرهاب الذي يجتاح وطننا اليوم ليشرد اهلنا ويعبث بحياتنا وينشر بذاءاته وتخلفه بيننا له من الأبعاد المتعددة ما لا يجب ان تفوت على شعبنا وكل قواه التي تقف اليوم بوجه هذا الإرهاب الدموي المجرم . له ابعاد تتعلق بمصير وطننا وبوحدة شعبنا وبالحفاظ على ثرواتنا والدفاع عما يريد هؤلاء المجرمون إغتصابه من ارضنا. وله ابعاد قد تتجاوز حدود وطننا لنشر السواد والعتمة والفكر المتخلف في المنطقة باسرها. وهذا ما يحتم علينا ليس وحدة صفنا الوطني فحسب ، بل ووحدة المصير مع شعوب المنطقة برمتها.
وحربنا مع الإرهاب هي حرب التضامن والتآزر مع القوى الوطنية الشريفة المتبقية من قوى الجيش والشرطة وكافة قوى الأمن بالرغم من التخاذل في بعض قيادات هذه التشكيلات العسكرية . القوى العسكرية المنظمة في الجيش والشرطة لا تتخلى ابداً عن إنتماءها الوطني بالرغم من محاولات البعض توجيهها توجيهاً طائفياً او حزبياً او مناطقياً. فالعراقي مجبول على حب الوطن دوماً ويتجلى ذلك خاصة إذا ما شعر العراقي بأن وطنه يتعرض لخطر حقيقي من الإرهاب. إننا اليوم مدعوون جميعاً لأن نقف مع القوى الوطنية المخلصة والشريفة في قواتنا المسلحة ومد يد العون والتاآزر لها والإلتفاف حولها والسير بفرق شعبية معها دفاعاً عن وطننا واهلنا. إن مثل هذه المواقف ليست بغريبة على الشعب العراقي إذا ما شعر بان وطنه يتعرض لغزو خارجي مقيت .
وحربنا مع الإرهاب حرب لابد لنا ان نخوضها ونحن على ثقة تامة بعدالة قضيتنا وانتصار الخيرين في هذا العالم الرحب الفسيح لنا ودعم حربنا هذه بكل مقومات الدعم الذي لابد وان يحقق لنا النصر على هذه التجمعات الإرهابية المتخلفة ومن يساندها من قوى البعثفاشية المجرمة ودول التكالب الخليجي التي ارادت بنا الشر دوماً لانها ترى في شعب العراق وثقافته وتطلعه إلى الحياة الديمقراطية الحرة الكريمة عامل تحريض لشعوبها التي ستثور عليها يوماً لا محالة رامية بعروشهم وكروشهم في مزبلة التاريخ.
وحربنا مع الإرهاب هي الصرخة المدوية التي يطلقها الشعب العراقي اليوم وكل قواه الوطنية الخيرة ضد التوجهات الساعية لإذلال هذا الشعب سواءً عبر اثارة النعرات الطائفية والشوفينية او من خلال الإقصاء السياسي او نشر التخلف الفكري وكل ما من شأنه ان يقود البلد مرة أخرى إلى دكتاتورية الحزب او الفرد او سطوة الإرهاب بكل اشكاله وتجمعاته.وعلى هذا الأساس فإن تلاحم الأديان والقوميات والطوائف والمذاهب العراقية اليوم هو الضمين الأول والأخير على إنتصارنا في هذه المعركة المصيرية وليذهب كل دعاة الطائفية والعهر السياسي وسارقي ثروات الوطن وناشري الفكر الظلامي المتخلف ورواد الفساد الإداري والمالي إلى الجحيم.
وحربنا مع الإرهاب تعني ايضاً ان نعمل كل ما بوسعنا لنصرة اهلنا في المناطق التي ابتليت بهذا الإرهاب وتم إقتطاعها مؤقتاً من جسد العراق. اهلنا في المحافظات الذين يتعرضون اليوم إلى الإرهاب الداعشي البعثي المجرم بحاجة ماسة إلى مؤازرتنا وشحذ هممنا وحشد طاقاتنا لتقديم كل ما نستطيع عليه من العون كي يتجاوزوا هذه الأزمة التي ستمر حتماً ولكن ليس دون تصدينا لمسببيها ، كل مسببيها داخل وخارج الوطن ،بكل ما يعنيه هذا التصدي من قوة وبأس وصبر وعزيمة. فالإيمان بالوطن هو الرصيد الذي نراهن عليه في هذه الأوقات العصيبة من تاريخ هذا الوطن . والعودة إلى تبني الهوية الوطنية كاساس لعلاقتنا بهذا الوطن ستشكل منار مسيرتنا الظافرة نحو هزيمة الإرهاب ودحر الإرهابيين.
الدكتور صادق إطيمش

.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول ...؟
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
- التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
- حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني ...
- الشيخ قال كِدَه ...
- ثمانون عاماً
- عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
- وسنظل نواجه التخلف الفكري
- مغالطات اليعقوبي
- نعم ... نحن لها
- مَن سيكسب الرهان ...؟
- وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟
- نواب ام أذناب ؟
- سوريا بين مآسي الحاضر وآفاق المستقبل
- البعثفاشية والإسلام السياسي وقاموسهما المشترك
- الثلاثي المتآمر على إغتيال ثورة الرابع عشر من تموز
- التحالف المدني الديمقراطي البديل للتغيير الحقيقي ، لا تبديل ...
- نعم ... التحالف المدني الديمقراطي قادر على التغيير
- التحالف المدني الديمقراطي ... البديل الواعد


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حربنا مع الإرهاب