أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها















المزيد.....

البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
إن ما يعجب له المرء حقاً وتحت هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا ان يلجأ الضالعون في الهجمة الشرسة على شعبنا ووطننا إلى تلك المنطقة التي يضمرون لها ولأهلها العداء المقيت ، إلى منطقة كوردستان وإلى عاصمة اقليم كوردستان بالذات اربيل. الكل يعلم علم اليقين ان كثيراً من هؤلاء العروبيين او الإسلاميين الذين يصولون ويجولون اليوم في كوردستان ويطلقون تهديداتهم ضد الشعب العراقي هم ليسوا إلا فصيلاً من تلك الزمر التي وقفت بالأمس ضد تطلعات الشعب الكوردي ناعتة اياه بابشع الأوصاف ومتهمة اياه باكبر التهم ، تماماً كما يفعل بعض العروبيين اليوم من المقربين من احزاب الإسلام السياسي المتنفذة على الساحة السياسية العراقية سنية كانت او شيعية. كيف نفسر ، نحن العراقيون الذين وقفنا ونقف اليوم وسنقف غداً إلى جانب نضال الشعب الكوردي في كل كوردستان وحقه في تحقيق مصيره على كل ارض كوردستان إنطلاقاً من الإيمان بالمبدأ الاممي في حق الشعوب بتقرير مصيرها بنفسها ، ان يسمح هذا الشعب المناضل بحماية اعداءه واعداءنا في آن واحد على ارضه . أهي طيبة هذا الشعب التي دفعته لذلك ؟ إن كان الأمر كذلك فإن اصدقاء ومؤازري ومحبي الشعب الكوردي يجب ان يتدخلوا في الأمر ويوضحوا لهذا الشعب الذي ناضل طويلاً ضد هؤلاء الأشرار سواء في انفالهم السوداء او في حروبهم المتكررة ضد الشعب الكوردي وضد الشعب العراقي برمته بأن مثل هؤلاء لا يمثلون إلا قوى البعثفاشية الساقطة حتى وإن جاءوا اليوم بلبوس آخر .

قوى البعث الساقطة بسقوط نظامها الدكتاتوري البغيض تحاول النهوض اليوم مجدداً ولكن ليس بذاك الثوب الفاشي الممكشوف بكل جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب العراقي منذ إستيلاءه على السلطة السياسية في الثامن من شباط الأسود عام 1963 مروراً بكل ما إقترفه من جرائم بحق الشعب العراقي بكافة قومياته واطيافه وبما اقترفه من جرائم إقليمياً ودولياً من خلال حروبه العبثية وسياساته المليئة بالعنجهية الفارغة والتبجح الأهوج ، بل بثوب جديد يجعل من الدين سُلَّمَ تسلق له ليواصل من خلاله نشر سمومه الفكرية من خلال تبني الطائفية والخروج بمظهر المدافع عن المكون السني العراقي والممثل له في المحافل العراقية المختلفة وفي مجمل العملية السياسية التي مهدت الطريق لإشتراكه بها . تلك القوى التي اتى بها الإحتلال الأمريكي والتي لم يكن بمستطاعها التخلي عن كوادر البعثفاشية المقيتة بحجة نقص الكادر العراقي المؤهل لقيادة العملية السياسية مبررة ذلك بتخلي هؤلاء البعثيين عن حزب البعث وسياساته الرعناء فاصبحوا من التوابين الذين أوكلت لهم مفاصل هامة من مفاصل الدولة العراقية الجديدة في الوقت الذي يهيم به عشرات الآلاف من العقول العراقية العلمية والأدبية والفنية التي بإمكانها إدارة وتوجيه وتنفيذ كل ما يحتاجه الوطن من وسائل النهوض والتطور والتقدم على مختلف المستويات وفي شتى المجالات . إلا ان قوى الإسلام السياسي والمحاصصات الطائفية وكل من عمل معها والتي تحكمت بالسلطة السياسية في وطننا أصرت على إبعاد هذه الكوادر العلمية ووضعت مختلف العراقيل امام عودتها إلى الوطن لممارسة عملها ضمن الإختصاصات العلمية الكثيرة التي تنهض بها والتي كان من الممكن توظيفها في مسيرة وطننا نحو الدولة المدنية الحديثة التي لابد لها وان تواكب التطورات الكثيرة التي اتت بها معطيات القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية .

البعثيون الذين يختبأون اليوم خلف واجهة العملية السياسية والمشاركون فيها سواءً في ما يسمى بالبرلمان العراقي او حتى في الجهاز التنفيذي للدولة والذين لا يخفون تعاطفهم مع البعث ودكتاتوريته المقبورة ، يمارسون طرقاً جديدة لتحقيق اهدافهم ضمن هذه العملية التي تسمح لهم بذلك من خلال ممارساتها في طبيعة الحكم الذي اهملت فيه الهوية الوطنية العراقية بعد ان تبنت وبشكل اساسي الهويات الثانوية الأخرى كالطائفية والحزبية والعشائرية والمناطقية وغيرها من الهويات الثانوية الفرعية التي لا يمكنها ان تشكل بديلاً عن الهوية الوطنية العراقية وكل ما يتعلق بها من حقوق وواجبات المواطنة . وأول وأهم هذه الطرق التي يستخدمها البعث الدكتاتوري اليوم يتمحور حول تبني مريديه الدين الإسلامي كمدخل لتسريب افكارهم السوداء ومبادءهم القمعية الشوفينية . ويتجلى ذلك من خلال ارتياد بعض عناصر البعث الذين وقفوا موقف عداء سافر بوجه المعارضة العراقية لنظام البعث آنذاك ، ليدافعوا بكل ما لديهم من قوة وعنف وسوء ادب ايضاً عن سيدهم المقبور ونظامه الدكتاتوري وليكيلوا للمعارضة بكل فصاءلها ابشع الشتائم وانواع التهديدات ، معبرين عن ذلك كله في برامج بعض الفضائيات التي كانت تستضيفهم دوماً وتوجه النقاشات معهم صوب تقديم افكارهم وعلو كلمتهم . لقد إستمر هؤلاء البعثيون على هذا المنوال من خارج العراق حتى بعد سقوط البعثفاشية في العراق فألبوا على العملية السياسية الجارية بكل الوسائل اللاأخلاقية التي مارسوها بدءً بما سموه مقاومة الإحتلال الذي كان الشعب العراقي ضحيته الأولى وانتهاءً بانتشار عصاباتهم التي نسقت مع المنظمات الإرهابية الهمجية المختلفة الوافدة إلى العراق من كل حدب وصوب والتي لم يخجل هؤلاء البعثيون المجرمون من مشاركتها بالجريمة في تفجير المباني العراقية والإعتداء بقتل وترهيب العاملين في المؤسسات الحكومية ، وحتى الجوامع والحسينيات والمارة في الشوارع او المتبضعين في الأسواق او عمال المساطر اليومية الباحثة عن قوت يومها واطفال المدارس ورياض الأطفال والمسافرين في مناطق تجمع سيارات النقل لم يسلموا من ويلات عملياتهم الإرهابية وافعالهم الإجرامية . وبقدرة قادر نرى ونسمع هؤلاء البعثيين وإذا بهم جزء من العملية السياسية وقادة لبعض كتلها النيابية وهم يصولون ويجولون في ذلك الخان الذي يسمونه البرلمان ، وما هو في الحقيقة سوى عَلوَة مزايدات بين تجار السياسة الباحثين عن الأرباح المادية في هذه التجارة أسوة بكل انواع التجارة الأخرى . هؤلاء الذين جاء بهم حظ العراق العاثر ليعودوا مرة اخرى إلى الساحة السياسية العراقية دون ان ينبسوا ببنت شفة حول سيئات وجرائم نظامهم الدكتاتوري المقبور وحتى انهم إمتنعوا علناً وعبر الفضائيات عن إعتبار سيدهم الجرذ المقبور مجرماً بحق الملايين من العراقيين بكل اطيافهم ، لابل تجرأوا على الترحم عليه ايضاً بكل ما يحمله التحدي من صلافة واستهانة بارواح شهداء البعثفاشية المقيتة وقائدها الذي لاذ بجحور الفئران بعد ان تسبب باحتلال وطننا وتدمير بناه .
وقد برز ذلك كله وبشكل واضح جداً اليوم حينما كشف هؤلاء البعثيون عن وجههم الحقيقي بتواطئهم مع إرهاب الإسلاميين في منظمة داعش والنقشبندية وباقي العصابات الأخرى التي استباحت جزءً من وطننا وتسلطت على اهلنا في الموصل وتكريت وبعض المدن الأخرى التي اشاعت فيها القتل والدمار تحت رايات هذه العصابات التي اختفت وراءها البعثفاشية المقيتة وتعاونت مع حامليها المجرمين بقتل وارهاب الشعب العراقي واحتلال ارضه. وحينما اشتد على بعضهم الخناق لجأوا إلى كوردستان التي آوتهم في عاصمة الإقليم التي انطلقوا منها في تهديداتهم الجوفاء ونشر مزاعمهم حول ما سموه بالثورة الشعبية او الحراك الشعبي الذي لا يشكل في كل مسمياته ومضامينه غير تلك المبادئ الشوفينية التي تؤمن بها البعثفاشية وفي مقدمتها التنكر لوجود اية قومية اخرى تعيش على المناطق التي يسمونها الوطن العربي والتي تشمل كل اراضي العراق حسب منطوقهم الشوفيني الذي يركز فيهم مبدأ العداء لكل الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الكوردي والوقوف ضد كل تطلعاته المشروعة .
إن البعثفاشية التي تختفي اليوم تحت جبة داعش وعمائم النقشبندية وترفع شعار الدفاع عن السنة في العراق لا علاقة لها بكل ذلك ، وهي نفس العصابات التي إدعت يوماً بتبنيها للدولة العلمانية ووضعها الإشتراكية واحداً من اهدافها الحزبية وإيمانها بالديمقراطية والتعددية وغير ذلك من الأكاذيب التي ارادت التبجح بها للتلون باللون المناسب الذي يستقيم مع كل وضع ويتفق مع كل موقف . وها هي اليوم تلبس الجبة والعمامة وتضع يدها بيد الإرهاب الأسود المعادي لكل الشعوب والرافض لكل ما يشير إلى الحياة الإنسانية الكريمة والحامل للفكر الرجعي المتخلف ، فكر القرون الأولى من عمر البشرية، ومع كل ذلك نرى ان قسماً من قادة هذا الفكر البعثفاشي الإرهابي المقيت وقد وجد ملاذاً آمناً له بين من يكن لهم ابغض العداء ومن يتربص بهم الدوائر لينقض عليهم كما يتقض الوحش على فريسته.
إن أصدقاء الشعب الكوردي ومؤازري كوردستان ارضاً وشعباً يهيبون بالشعب الكوردي المناضل ان يرفض هذا الإجراء الذي تتخذه حكومته بحماية هؤلاء المجرمين . إن الواجب الوطني والقومي ومصلحة كوردستان بالذات تحتم إتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء المجرمين الذين كانوا بالأمس عوناً لدكتاتورية البعث وكل ما ارتكبتها هذه الدكتاتورية من جرائم بحق الشعب العراقي وتقديمهم إلى القضاء في كوردستان او خارج كوردستان .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الناس ... إنه العراق . . .
- حربنا مع الإرهاب
- من المسؤول ...؟
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
- التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
- حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني ...
- الشيخ قال كِدَه ...
- ثمانون عاماً
- عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
- وسنظل نواجه التخلف الفكري
- مغالطات اليعقوبي
- نعم ... نحن لها
- مَن سيكسب الرهان ...؟
- وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟
- نواب ام أذناب ؟
- سوريا بين مآسي الحاضر وآفاق المستقبل
- البعثفاشية والإسلام السياسي وقاموسهما المشترك
- الثلاثي المتآمر على إغتيال ثورة الرابع عشر من تموز
- التحالف المدني الديمقراطي البديل للتغيير الحقيقي ، لا تبديل ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بش ...
- -من المهم أن تفهم أن آخر شيء أريد فعله هو وضعك في السجن-
- بيلاروس تجري اختبارا مفاجئا لحاملات الأسلحة النووية التكتيكي ...
- زاخاروفا: روسيا قد تضرب أهدافا عسكرية بريطانية في أوكرانيا و ...
- بوتين يؤدي اليمين لولاية دستورية جديدة
- تقارير إعلامية تتحدث عن آخر النقاط الخلافية في مفاوضات غزة
- بوتين يتوقف أثناء مراسم تنصيبه ليصافح ضيفا بين الحضور.. فمن ...
- ضابط بريطاني: الأسلحة الروسية مصممة لإسقاط مقاتلات مثل -إف-1 ...
- وزير الدفاع المصري يبحث مع قائد القيادة المركزية الأمريكية ا ...
- وسائل إعلام: الزعماء الأوروبيون يشعرون بالرعب من التصعيد في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها