أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - ديمقراطية الإسلاميين ... خداع ومكر ومعدن صدئ














المزيد.....

ديمقراطية الإسلاميين ... خداع ومكر ومعدن صدئ


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 12:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبق وان كتب الكثيرون عن حقيقة إدعاءات الإسلاميين بقناعتهم بالديمقراطية وما طرحته كل احزابهم التي مثلت الإسلام السياسي من مختلف توجهاته حول إنتهاجهم الديمقراطية في دولتهم الإسلامية المنشودة التي ربطوا بينها وبين ما سموه بالقوانين الشرعية التي ستسير عليها دولتهم الربانية . واعطى مفكرو الإسلام السياسي مختلف التفسيرات للديمقراطية التي وضعوا مقاساتها على مقاسات عقولهم وفسروا مسارها حسب ما توحي لهم به تفسيراتهم وتأويلاتهم لنصوصهم الدينية التي جعلوها شذر مذر فيما بينهم حتى باتت عصية الفهم على المسلم قبل غيره . وجاهدوا وأجهدوا انفسهم بتقديم الأدلة والبراهين التي لا تقبل الجدل من وجهة نظرهم على هذه الديمقراطية التي ستكون الظاهرة التي تتميز بها المجتمعات الإسلامية بعد توليهم على السلطة في اي مجتمع من هذه المجتمعات الذي تسود فيه دولتهم الإسلامية . ومن حسن حظنا ، نحن الديمقراطيون ، ان تتجلى لنا ولغيرنا كثير من الأحداث التي خبِرنا فيها وخبِر معنا كل ذي عقل سليم ماهية هذا التبجح بتبني الديمقراطية وكذب إدعاءات الإسلاميين وكل احزاب الإسلام السياسي بمختلف توجهاتها المذهبية. فقد تجلى لنا ذلك وبشكل واضح مدى قتاعة قادة ولاية الفقيه في ايران بالديمقراطية حينما يلجأون ، وبكل مناسبة تتاح لهم إلى كم الأفواه واضطهاد القوى المعارضة للنظام ، حتى وإن كانت من ضمن الجوقة الملائية المطبلة المزمرة لولاية الفقيه. كما خبِرنا ديمقراطية الأخوان المسلمين في مصر حينما استولوا على مقدرات الشعب المصري لمدة عام كامل بينوا فيه عمق الصدأ الذي يلف مناهجهم وتوجهاتهم البدائية في بناء الدولة الحديثة . كما خبِرنا هذه الديمقراطية في تونس التي اراد حزب النهضة فيها، حينما استولى على الحكم بعد ثورة بوعزيزي ، كم افواه كل التيارات الديمقراطية التي واصلت نضالها بشجاعة فكرية نادرة واجهتها عصابات الغنوشي بقتل الناشطين في هذه المعارضة من حملة الفكر ورواد الديمقراطية. ولا داعي هنا التطرق إلى السودان وديمقراطية الإسلام السياسي إبان حكم البشيرـ الترابي . أو إلى افغانستان اثناء تسلط الطالبان على امور البلاد والعباد في هذا البلد . أو إلى ما تمارسه همجية آل سعود تجاه المد الديمقراطي الرافض للعصبة الحاكمة ونظامها هناك .او إلى الممارسات الكثيرة التي تجلت في سياسة الإسلاميين واحزابهم داخل وخارج السلطة ومدى ارتباط هذه الممارسات بالديمقراطية التي تنشدها شعوب الأرض اليوم والتي لا تعني حرية الرأي والعمل السياسي والعدالة الإجتماعية فحسب ، بل وتعني ايضاً الإنسان الفرد بكل ما له من حقوق وما عليه من واجبات في مجتمعه بغض النظر عن قلة او كثرة تمثيل ونوعية هذا الإنسان دينياً او قومياً او إجتماعياً ، بحيث يصبح مفهوم الأقلية والأكثرية لا يعكس التوجه الديمقراطي الحقيقي في هذه الفترة من تاريخ البشرية.
وحينما يتطرق الإسلاميون إلى تجاربهم الديمقراطية فإنهم يلجأون وبالدرجة الأولى إلى حصان السبق الذي يمتطونه والمتمثل بالدولة التركية التي يستشهد بها الكثيرون منهم حينما يجري الحديث عن ديمقراطية احزاب الإسلام السياسي. لاشك في ان حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا سبق وان تبنى منهجاً جديداً لتحقيق اهدافه بالوصول إلى السلطة السياسية يختلف عن منهج العنف الذي تبنته احزاب الإسلام السياسي الأخرى في المجتمعات الإسلامية. فقد طور هذا الحزب منهجاً يعتمد على مؤسسات الدولة الديمقراطية ليوظفها كطريق للوصول إلى هدفه السياسي ومن ثم تثبيت موقعه هذا عبر إصلاحات لا يجب ان تكون مطابقة للشريعة الإسلامية تماماً ، حتى إذا ما نجح بذلك فيمكنه التحول تدريجياً إلى كشف قناعه وإظهار حقيقة قناعة هذا الحزب على حقيقتها وذلك من خلال المسار التدريجي للتخلي عن الديمقراطية التي اوصلته إلى الحكم والسير بالبلاد نحو الدولة الإسلامية التي يتبناها هذا الحزب الإسلامي . والأمثلة التي ساقتها لنا السياسة التركية في السنين الأخيرة تشير بما لا يقبل الشك إلى التدرج في التخلي عن الديمقراطية والعودة بالبلد إلى تطبيق حدود القرون الأولى والتأسيس للدولة الإلهية. وما التصدي للمتظاهرين وقمع تحركاتهم بكل وسائل القمع والعنف ، او ارتفاع وتيرة قتال الشعب الكوردي حتى على الأراضي العراقية والسورية، والعمل المشترك مع المنظمات الإرهابية والذي تجلى على الأرض السورية على وجه الخصوص . والكثير الكثير من الإجراءات التي اتخذتها حكومة حزب العدالة والتنمية في السنين الاخيرة ، إلا امثلة صارخة على هذا التوجه الذي يمشي بخطوات ثابتة نحو قمع الديمقراطية كما تريدها وتفهمها شعوب القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية. إلا ان اروع واوضح الأمثلة التي جاء بها حزب العدالة والتنمية واعطى فيه نموذجاً حياً لخداع الإسلاميين وخطابهم وتبجحهم بالديمقراطية هو ما صرح به نائب رئيس الوزراء التركي المدعو بيولنت آرنك في خطاب القاه يوم الإثنين الماضي 28.07.2014 طالب فيه التساء بعدم الضحك خلال تواجدهن في المجتمع خارج بيوتهن. وقال ان التصرف الصحيح والمهم للمرأة هو الحشمة التي لا يمكن ان تتحقق مع السماح لضحك المرأة في المجتمع . وبالرغم من ان كثيراً من نساء تركيا واجهن هذا الطلب من نائب رئيس الوزراء بالضحك والإستهجان ، إلا ان لهذا الطلب الذي يصرح به مسؤول سياسي في حزب اسلامي حاكم دلالات لا ينبغي إغفالها وتفهم مدى إرتباطها بالنهج المخادع لإحزاب الاسلام السياسي كافة.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهر العسل في خليفستان
- ألم نقل لكم بانه تغيير وجوه فقط ...؟
- دروس في السياسة من معلم كوردي إلى ساسة ألإقليم
- مَن يقمع حرية شعب...لا ينتصر لحرية شعب آخر
- أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ
- الم يتعلم اسلاميو العراق من اخطاء انتفاضة آذار الشعبانية ؟
- لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟
- البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
- أيها الناس ... إنه العراق . . .
- حربنا مع الإرهاب
- من المسؤول ...؟
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
- التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
- حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني ...
- الشيخ قال كِدَه ...
- ثمانون عاماً
- عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
- وسنظل نواجه التخلف الفكري
- مغالطات اليعقوبي


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - ديمقراطية الإسلاميين ... خداع ومكر ومعدن صدئ