سعد كريم مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 00:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك خلط كبير في مفهوم الخالق عشش في عقول الناس بسبب ما روجت له العقائد الدينية خلال مرحل التاريخ للإله الواحد الذي اعتمد على فكره ( كن فيكون ) وهنا نحاول ان نستخرج مفهوم منطقي يقبله العقل البشري يستند الى المعطيات العلميه وهذا بدوره يستلزم ان نتعرف أولا على ما هو الشيء الذي يخلقه هذا الخالق ومن اي يأتي بمادته وثانيا ما هي الوسيلة يستخدمها الخالق في انتاج منتجة الخلقي .
ففي خصوص الماده التي يستخدمها الخالق في منتجه الخلقي يأتي بها من هذا الكون الذي نعيش فيه والمترامي الأطراف الى أللانهاية وكل هذا الكون وبكل اتساعه تشكله حجارة بناء واحده اسمها الذره وتتكون هذه الذره من نواة داخلها نوعان من الجسيمات تسمى النيترونات والبروتونات وغلاف خارجي فيه جسيمات تسمى الالكترونات وتمثل هذه الذره كل الماده التي في الكون لكون هذه الذره تحتوي بداخلها على أربع قوى هي (( قوه الجابية , القوه النوويه الضعيفة , القوى الكهرومغناطيسية , القوى النوويه )) فمن هذه القوه الأربعة تنتج كل طاقه التي في الكون
اما الوسيلة التي يستخدمها الخالق في انتاج منتجه الخلقي فهي ألقدره على التلاعب بهذه القوى الأربعة الموجوده داخل الذره لغرض تغير الماده التي تشكلها هذه الذره من حاله أو شكل أو طبيعة الى حاله أو شكل أو طبيعة أخرى لغرض تأدية وظيفة جديدة تختلف عن الوظيفة التي كانت تؤديها ومن خلال هذه المعلومات ألمبسطه يمكننا ان نستخرج تعريفا مبسطا لمفهوم اي خالق في هذا الكون ويكون وفق الأتي
((( الخالق هو كل من امتلك المعرف العلميه بقوانينها واستخدمها في تحويل الماده والطاقه من الحالة التي هي عليها الى حاله جديدة لتؤدي وظيفة جديدة داخل نظام معين اعد مسبقا ))) علما ان هذا التعريف ينطبق ايظا على الانسان لذلك استحق لقب خالق ليكون واحد من الخالقين الذين ساهموا في خلق هذا الكون .
اذا أردنا ان نتحدث عن موضوع اي كائن خلقي له علاقة بوجود الحياة على سطح هذا الكوكب علينا ان نفهم ان هذا الوجود هو وجود افتراضي وليس وجود حقيقي سواء كان خالق واحد أو منظومة خلقيه اشترك فيها أكثر من خالق طالما ان حواسنا ألخمسه لا تلمس هذا الوجود هذا من جانب أخرى نحن نتحدث عن عقل هذا الخالق وليس عن سطوته أو سلطانه .
كيف نقرأ عقليه الخالق في المشروع الخلقي على سطح هذا الكوكب
ظهر كوكب الأرض الى الوجود بعد الانفجار الشمسي الكبير قبل ما يقارب من أربعه مليارات وخمسمائة مليون سنه وكان وخلال الخمسمائة مليون سنه الأولى بدأ يتشكل الغلاف الجوي الذي يحمى سطح هذا الكوكب من التأثيرات الخارجية ويتجمع غاز الأوكسجين في محيطه وبدئت بواكير الحياة تظهر الى الوجود من خلال ظهور بعض الرخويات والطفيليات وظهور للخلية في المياه العذبة لكن هذا المشروع الخلقي لم يستمر ويتطور وتوقف عند هذه الحدود لمده أكثر من ملياري وتسعمائة مليون سنه وقبل ما يقارب من خمسمائة وأربعون مليون سنه من ألان ظهرت الى الوجود الكائنات الحية المتطورة مثل الثدييات والأشجار العالية بشكل مفاجئ في دهر اسمه دهر الانفجار الكامبري هذه الواقعة الغربية جعلت علماء الطبيعه يعتقدون بنظريتهم بأن الجينات التي خلقت منها هذه الكائنات الحية كانت محمولة على عدد كبير من المذنبات التي ضربت سطح الأرض في تلك الفترة وقد يكون منطق هذه النظرية صحيحا لكن هناك اسأله كثيرة محيره تتمحور في أسباب عدم تتطور الكائنات البداية التي ظهرت مع بداية المشروع الخلقي قبل أربعه مليارات سنه والتي اشرنا إليها في حين ان الظروف البيئية التي تسمح بتكاثرها وتطورها موجوده فكان بالإمكان ان تستمر وتتطور حتى لو كان تطورها عشوائي هذا من جانب ومن جانب اخر ان فترة توقف المشروع الخلقي كانت فتره طويلة جدا وتشكل أكثر من ثلثي عمر الأرض , فإذا أردنا ان نربط المشروع الخلقي على سطح هذا الكوكب بخالق افتراضي فبالتأكيد ان هذا الخالق الافتراضي كان يملك فكرة إنشاء نظام الحياة للكائنات الحية على سطح هذا الكوكب لكنه لم يملك المعرفه العلميه لنظام الحياة الذي يتشكل من الجينات والتي تستطيع ان تتفاعل مع ذرات الماده والطاقه الموجوده في محيطها لتنج الخلايا الحية وتتجمع مع بعضها كي تشكل أجهزه نظام الكائن الحي من خلال الولادة والنمو والتكاثر وعند امتلاك هذا الخالق الافتراضي لهذه المعرفه العلميه بعد ما يقارب من ثلاثة مليارات سنه أطلق مشروعه الخلقي بالمواصفات التي ذكرناها في دهر الانفجار الكامبري الذي ذكرناه لكن يظهر ان عقليه الخالق الافتراضي هذا لم تكن مطمئنه لاستمرار هذا المشروع الخلقي لاعتقادها بان الكائن الحي يحتاج الى القوه البدنية كي يستمر في الحياة لذلك وجدنا هذا المشروع الخلقي يتطور خلال المائتان وخمسون مليون سنه الأولى باتجاه ظهور مخلوقات عملاقه بنيتها قويه جدا أمثال الديناصورات والطيور الكاسرة العملاقة والحيوانات البحرية الضخمة ومنها الحيتان والأشجار العملاقة وكان هذا خطأ كبيرا ارتكبه الخالق الافتراضي لأنها تسيدت على الكره الأرضية وعاثت فيها دمارا وتدميرا وقد استمر وجودها في الحياة على ما يقارب المائتان وأربعون مليون سنه حتى انقرضت قبل حوالي خمس وستون مليون سنه من الآن وهناك عده نظريات تفسر انقراضها وأهمها هي النظرية التي تقول ان كويكب اصطدم بالأرض وأدى هذا الاصطدام الى انفجار نووي كبير امتد أثره الى كل سطح هذا الكوكب حيث وصلت درجه الحرارة عليه الى ما يقارب 900 درجه مئوية ناهيك عن الإشعاعات النوويه لذلك لم تنجوا الكائنات الحية من هذا الانفجار الكبير الا التي كانت تستطيع العيش تحت سطح الأرض بمسافة 35 سم فأكثر وكذلك الكائنات التي تعيش في قاع البحيرات والمحيطات وكان هذا الانقراض فرصه كبيره للخالق الافتراضي كي يعيد ترتيب كل الأوراق للمشروع الخلقي على سطح هذا الكوكب ويظهر انه امتلك معرفه علميه جديدة تمكنه من استخدام تقنيه جديدة لخلق جينات لكائنات حيه جديدة تعتمد على الذكاء بدل القوى البدنية في بقائها وسلالتها على قيد الحياة وكان ابرز انتاج خلقي لهذه التقنية الجديدة هي فصيلة القرود الذكية بأنواعها المائة وثلاث وتسعون نوعا وقبل ثمانية مليون سنه من ألان ظهر متغير جديد قلب المعادلة الخلقيه رئسا على عقب لأنه تعلق بتغير الهدف من المشروع الخلقي برمته فطيلة الفترة المنصرمة كان الهدف من خلق هذه الكائنات الحية هو ان تبقى سلالتها على قيد الحياة من خلال العيش والتكاثر وبقائها على قيد الحياة يتطلب ان تتعلم كيف تحصل على غذائها وتحمي نفسها اما بعد بروز الذكاء الى الواجهة فأصبحت هناك نية عند الخالق الافتراضي لاستخدام هذا الذكاء في ألمساهمه بخلق الكون وبمعنى اخر ان يتحول الكائن الحي من مخلوق الى خالق وهذا ما جعل إحدى أنواع فصيلة القرود الذكية التي اشرنا أليها من ان تتطور ليخرج منها الجيل الأول من الانسان القديم والذي يطلق عليهم أشباه البشر ومنهم إنسان الجاوه وجاء بعده إنسان النياندرتال لكن هذه الأجيال من الانسان لم يكن مؤهله للمهمة التي تنتظرها لان هذه المهمة تحتاج الى دماغ اكبر وجسد منتصب بالكامل يستطيع ان يصنع الأدوات التي يستخدمها في مهمته كخالق وكذلك يحتاج الى وسيله متطورة يتعلم من خلالها اللغة لتكون وسيله لنقل المعلومات فيما بينهم لذلك تطورت أشباه البشر الى الانسان الحديث الذي يمتلك هذه المواصفات والذي ظهر الى الوجود قبل ما يقارب من مائتي ألف سنه من ألان لكن حظ هذا الخالق الافتراضي ومعه الانسان الحديث كان سيئا جدا لان وجوده صادف أثناء وجود في العصر الجليدي الأخير وقضى مده أكثر من مائه وثمانون ألف سنه من فتره وجوده داخل هذا العصر الجليدي والتي تمثل حوالي 95% من فترة وجوده كان يعيش فيها داخل الكهوف ليحمي نفسه من قسوة الطبيعه حيث كانت الكره الأرضية عندها عبارة عن كتله كبيره من الجليد وهذا ما جعله لم يستطع التحرك والتعرف على أسرار الماده والطاقه واستخدامها لتنفيذ الهدف المناط به لذلك لم يبرز ذكائه بشكل واضح وإطلاق إمكانيته الفكرية أو قدراته العقلية الا بعد ان انتهى العصر الجليدي قبل أكثر من عشره ألاف سنه وخروجه من الكهوف التي كان يعيش بها الى الطبيعه المفتوحة واستطاع خلال هذه العشرة ألاف سنه ان يتسيد على كل الكائنات بعد ان امتلك المعرفه العلميه وتلاعب بالمدى والطاقه ويحولها الى حالات مختلفة ومجلات مختلفة ويخلق له كون مصغر على سطح هذا الكوكب مثلما يفعل اي خالق اخر في الكون , والسؤال الذي يطرح نفسه هل الانسان هو الكائن المطلوب خلقه أم ان هناك كائن اخر سوف يظهر في المستقبل خصوصا وان الأرض لازالت فتيه وتتقبل الحياة على أرضها لمليارات السنوات القادمة ويمكن استخدمها كمختبر لانتاج المخلوقات من قبل اي خالق سواء كان افتراضي أو معلوم كالإنسان
#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
