أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - كيف استطاع تنظيم داعش من ان يقيم دوله الإسلام السنية















المزيد.....

كيف استطاع تنظيم داعش من ان يقيم دوله الإسلام السنية


سعد كريم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 07:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




هناك قاعدة فلسفيه تقول (( نقيض الشيء ينمو مع الشيء نفسه )) بمعنى ان اي مشروع يقام لتغير واقع معين موجود على الأرض فان نقيض هذا المشروع سوف يكبر ويتطور تبعا لكبر وتطور المشروع الذي تم إقامته علما ان النقيض يكبر ويتطور دون اي تخطيط مسبق عكس المشروع الأساسي وإذا أردنا نطبق هذه القاعدة على النفوذ الكبير الذي حصل عليها تنظيم داعش ومن قبله تنظيم القاعدة في العراق وسوريا ووصل الأمر بتمدده على مساحات كبيره على أراضي هذه الدولتين لدرجه أنهم أسسوا عليها دوله أطلقوا عليها اسم دوله ألخلافه الاسلاميه في حين لم تتمكن ألدوله الرسمي في سوريا أو العراق من ان تسترد هذه الأراضي الشاسعة مع العلم ان تنظيم داعش مهما تعقد نظام تشكيله فهو لا يخرج عن منطق التشكيل العصابي إذن ما الذي حصل وكيف نفسر ذلك , ولد تنظيم داعش قبل أكثر من سنه وتضخم في فتره قياسيه وحقق انجازات على الأرض لم يستطع جيش نظامي تحقيقها وهذا التضخم والانجاز السريع يؤكد لنا ان هذا التنظيم ليس هو المشروع الذي تم إعداده برويه وتأني وصرفت عليه ثروات كبيره في هذه الفترة القياسية كي يحقق هذه الانجازات وإنما هو النقيض الذي كان تحت الأرض ينمو ويكبر لسنوات طويلة مع نمو وكبر المشروع الذي هو نقيضه لكن لم يلحظ وجوده احد ولا يحتاج منا الى جهد كبير كي لنعرف هذا المشروع فبالتأكيد هو المشروع الإيراني الشيعي في المنطقة والذي بدأته إيران بعد منتصف السبعينيات من القرن الماضي عند تسلم الملالي نظام الحكم فيها وحولوها من دوله علمانيه الى دوله إسلاميه شيعيه وأطلقوا على مشروعهم مسمى تصدير الثورة وهذا ليس خافيا على احد بل كانت وسائل إعلامها وخطابها الإعلامي يجهر بها وقد مدت نفوذها من خلال المشروع الى اقوي ذراعين لها في المنطقة وهما سوريا والعراق لكون سوريا يحكمها النظام العلوي الشيعي المتمثل بالأسد وعائلته اما العراق فالغالبية الشيعية التي فيه جعلت أرضيه القبول لهذا المشروع كبيره جدا وبعد الاحتلال الأمريكي واستلام ألشيعه الحكم في العراق أصبح ذراع إيران في العراق وفي اقوي حالته وكانت هذه اللحظة هي لحظه خروج ألدوله الاسلاميه السنية من تحت الأرض الى العلن وكل عمليتها في التفجير التفخيخ والقتل وكل الجرائم التي ارتكبتها منذ الاحتلال الأمريكي لحد ألان هي مراحل لبناء هذه ألدوله وهذا العنف المفرط التي تستخدمه هي محاولاتها المستمرة لإيجاد توازن للقوه بينها وبين القوه الموجوده أصلا على الأرض سواء كانت قوات أمريكية أو قوات عراقيه أو ميليشيات إيرانيه وبعد ان ضرب سوريا إعصار ما يسمى بالربيع العربي لم تكن الإرادة والذهنية للسلطة السورية متفتحة بالقدر الكافي كي تتخلص من اثأر هذا الإعصار مثلما فعلت السلطة والشعب في مصر ويرجع سبب ذلك الى ان السلطة في سوريا لا تمتلك أرادها هي جزء من المشروع الإيراني الشيعي في المنطقة بل هي أداته الضاربة القوية فيها هذا من جانب ومن جانب اخر تشبذها بالسلطة لذلك لجأت الى القوه المفرطة ضد المعارضة السنية التي تحركت ضدها والمدعومة من دول الخليج والعالم الغربي والتي انتهت الى تشكيل الجيش الحر والذي هدفه فقط انتزاع السلطة من الأسد وكان اعتقاد السلطة في سوريا ان قوتها العسكرية وقوه إيران العسكرية واذرعها الميلشياويه قادرة على حسم هذه الحرب الطائفية لصالحها لكن الأمر انتهى الى تدمير سوريا وتأكل البنية الوطنية التي تربط بين المواطنين السوريين لصالح التفكك السني والشيعي وأصبحت سلطه الأسد لا تمثل كل سوريا ونتيجة الاقتتال المستمر والفتاك بين الأسد والجيش الحر خلقت فجوه كبيره من الفراغ الأمني وبيئة مناسبة جدا للدولة الاسلاميه السنية لان تقيم دولتها على الأرض السورية وفعلا أقامه دولتها ألقابله للتمدد وقد تمحورت كل التيارات الداعمة لهذا المشروع لتشكل تنظيم داعش الذي يدير هذه ألدوله والتي أصبحت بعد تمددها ووصولها الى مساحات كبيره من العراق وسوريا خطرا يهدد بابتلاع كل دول المنطقة وان القبول السني بهذه ألدوله يتزايد كلما زاد القبول الشيعي بدوله إيران الشيعية ونفوذها في مناطقهم وتقول المصادر ان المتطوعين للقتال في هذه ألدوله الاسلاميه السنية بلغ أكثر من ستة ألاف مقاتل في شهر يوليو المنصرم فقط لذلك فان نمو هذه ألدوله لا يتوقف الا اذا أصبحت دوله توازي بقوتها العسكرية دوله إيران الشيعية والتي نشأت كنقيض لها وتقاتلها بشكل مباشر وتنتصر عليها اما اي عمل عسكري حاليا لإيقافها مع بقاء قوه إيران وإسلامها الشيعي والأذرع التي تمدها في مناطقهم فهي غير مجديه وهذا ليس كلامي فقط بل كل التقارير تقول ان القضاء على هذه ألدوله الاسلاميه السنية التي تديرها داعش ليس عسكريا وسبب ذلك يعود الى ان الخطاب الإعلامي للحشد العسكري لكل من القوه السنية والقوه الشيعية هو حشد طائفي اي ان ألشيعه تعلن ألسنه ودينهم ويصفوهم بالنواصب وألسنه تلعن ألشيعه ودينهم ويصفونهم بالروافض وإذا استمر هذا الحشد الطائفي فبالتأكيد يكون هذا الحشد لصالح تنظيم داعش ودولته الاسلاميه السنية لسبب بسيط ان دوله إيران الشيعية واذرعها التي مدتها في الدول العربية قد استنفذت كل إمكانيتها ولا يوجد لها عمق اخر يزيد من قوتها العسكرية اما دوله تنظيم داعش السنية فهي دوله لازالت فتيه وقابليتها للنمو كبير جدا وان عمقها تستمده من كل شعوب الدول الاسلاميه السنية سواء من حيث المقاتلين والأموال أو أي متطلبات أخرى وعلى إيران ان تفهم هذه الحقيقة خصوصا بعد استطاعت هذه ألدوله السنية من ان تقضم مساحات مهوله من الأراضي التي تمثل ذراعها إذن ما الحل وكيف يستطيع الشعب العراقي ومعه الشعب السوري ومعهم المجتمع الإنساني من التخلص من هذا الغول الذي هبط عليهم ويهدد المنطقة برمتها بعد خسارة الحل العسكري بالتأكيد يبدأ الحل أولا بتفكيك اذرع وميليشيات إيران في العراق وسوريا وكل المناطق التي مدت نفوذها إليه وتعطي ألفرصه لهذه الدول من ان تقيم نظامها العلماني الذي تنشئ من خلاله دوله المواطنة حتى تتمكن من توحيد مواطنيها تحت ظلها وإذا أطالها التغير هي ايظا واستطاع الشعب الإيراني من أقامه دوله مواطنه علمانيه عندها تتخلص المنطقة برمتاها من كوارث وانهار دماء وخراب ينتظر المنطقة برمتها ومن ضمنها إيران ومن يعول على أمريكا والعالم الغربي في إخراجهم من هذا المأزق فهو واهم لأن الأمريكان يحسبون مصالحهم أولا ومن ثم يتدخلون عسكريا اذا كان هذا التدخل يصب في مصلحتهم لكن ألخدعه التي سقطوا فيها بعد غزوهم للعراق وإنفاقهم أكثر من تريليون دولار وقتل ألاف من جنودهم وأصابه عشرات ألاف منهم بغيه تسليم السلطة الى الأحزاب الدينية الشيعية في العراق وجدوا أخيرا ان هذه الأحزاب الدينية حملت العراق وارتمت معه في حضن إيران وأصبحت إيران هي التي تقرر مصيرهم ومصير العراق في حين ان إيران هي العدو الاستراتيجي لأمريكا والعالم الغربي وهذا ليس خفي وقد وجدنا ذلك واضحا عندما رفضت أمريكا توجيه الضربات الجوية لتنظيم داعش بعد احتلاله للمحافظات السنية في العراق بعد استجدائها من الحكومة العراقية في بغداد في حين تعاونت مع الأكراد في شمال العراق عندما حاول تنظيم داعش احتلال مناطقهم ولم تكتفي بالضربات الجوية بل زودهم بالأسلحة ألحديثه لصد هجوم تنظيم داعش وما تطلبه أمريكا من حكومة ألعبادي الجديدة ألان كي تساعده في حربه ضد تنظيم داعش وتنقذه من هذا المأزق هو نقل العراق من حضن إيران الى حض أمريكا وان لم يفعل فقد تنقلب أمريكا وتساعد تنظيم داعش على تحقيق أهدافه اذا غيرت الأخيرة أهدفها وإستراتيجيتها وأصبحت تتفق مع مصالح أمريكا في المنطقة وهذا ليس غريبا فالمصالح تحكم وان ما نسمعه عن تصريحات أبو بكر البغدادي هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي من اعترافهم بالخطأ الذي ارتكبوه من جراء مهاجمتهم لمناطق الأكراد والذي جعلهم يحيدون عن هدفهم الأساسي وهو مهاجمه الروافض على حد قوله وبالتأكيد مثل هذا الكلام يفسر غزل من داعش لأمريكا على اعتبار ان مشروع دوله إيران الشيعية في المنطقة يعارض المصالح الامريكيه , مما تقدم أردت ان أقول ان أمريكا لا تقدم حمايتها مجانا ومن يدفع ضريبة الحماية يجب ان يقدم ولاء كامل لها وليس نصف ولاء لها والنصف الأخر لإيران كما فعلت حكومة المالكي



#سعد_كريم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم تستطيع قوات الاحتلال الأمريكي من ان تحقق أمن حقيقي ...
- الكارثة التي ارتكبها حزب البعث بعد وصوله الى السلطة بحق الثق ...
- الحزب الشيوعي العراقي ينزع ثوبه الوطني ويرتدي بدله الرقص
- المثقف هو من يصنع عقله بنفسه اما الانسان العادي فيصنع عقله م ...
- هل فعلا يستطيع الله ان يحمي الانسان من المخاطر ويعطيه الحظ ك ...
- مفهوم الشرف مابين الشفاه وبين الأفخاذ
- مقارنه بين اثر الروح ألوطنيه وبين العقيدة الدينية على الوطن
- رحلتي الى مجلس العزاء
- كل الأنبياء مصابين بأمراض نفسيه ولم يكونوا أصحاء نفسيا
- مهزله التحقيق في قضيه مقتل الاعلامي محمد بديوي
- هل كان النبي محمد ثائرا كما يدعي بعض المثقفين أم لم يكن
- من كان وراء نجاح غزوات النبي محمد وأتباعه هل هو الدافع الماد ...
- الوسيله التي استخدمها النبي محمد في اقناع اتباعه بدعوته الدي ...
- لماذا أخفى النبي محمد اجادته للقراءه والكتابه وادعى انه امي
- الانسان.... يفكر بدماغ إنسان ويتصرف بسلوك حيوان ويعيش في حدي ...
- الشذوذ والانحراف الجنسي في المجتمعات الاسلاميه
- الانسان قرد عاري
- الفلوجه المنكوبه
- العرفان ...... المجاملة ...... التملق ... ثلاث مفردات منها م ...
- أمام العراقيين طريق واحد للتخلص من الإرهاب لا ثاني ولا ثالث ...


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد كريم مهدي - كيف استطاع تنظيم داعش من ان يقيم دوله الإسلام السنية