أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بودبوز - صلاة العصر














المزيد.....

صلاة العصر


سعيد بودبوز

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 21:43
المحور: كتابات ساخرة
    



لم يكن موته مكلفاً، كان في غنى حتى عن الكفن، بل حتى عن الغسل الأخير، أما القبر فقد حفره بنفسه حينما سقط من الطائرة بسرعة تقدر بمئات الكيلومترات في الساعة، وقد أحدث زلزالا مختصراً ارتجفت له قلوب البقر في الزريبة المجاورة للكارثة. يقال إن ركوبه في تلك الطائرة لم يكن شرعيا أصلا ولا حتى مرغوبا فيه..لا يملك تذكرة السفر إلى بلاد المهجر. ولأنه كان طويل اللحية، قصير السروال، مبتور العباءة من تحت، مكفهرا عبوسا قمطريرا، ما لبث أن صاح في جوف الطائرة أن توقفوا هنا لنؤدي صلاة العصر!.. لم يجدوا مناصاً من إيقافه بدل إيقاف الطائرة، خاصة وأنه لم يكتف بذلك، بل أقسم لجميع الركاب بأنه لن يهدأ ما لم تتوجه الطائرة إلى القِبلة، قال له ممثل الطائرة:
- ولكن يا أخا الإسلام، كيف نوجه الطائرة إلى مكة ونحن في طريقنا إلى كندا؟
- هذا ليس شأني، أنا لا أعرف إلا شيئا واحدا، وهو أن توقفوا الطائرة حالا لأداء صلاة العصر..
- عفوا يا شيخنا، عن أي عصر تتحدث بالضبط؟
ازداد وجهه عبوسا وصاح في عنان الجو قائلا:
هل تسخرون مني؟ إن ساعتي تشير الآن إلى موعد صلاة العصر، أم أن ارتفاعكم عن الأرض قد أصابكم بالغرور، وظننتم بأنكم ستنفذون من أقطار السماوات والأرض بلا سلطان؟

- يا شيخ، نرجو أن تعتبر ساعتك هذه قد قامت إلى أن يحين موعد البعث والنشور في مطار كندا.. نحن آسفون، لكن لا يوجد عندنا خيار آخر.

- إنني أصر على إيقاف الطائرة حالا، ومن حقي كمسلم أن أفتش عن القبلة..
- تفتش عن أية قبلة يا رجل؟! أنت في قمة الجو الآن..
-فليكن!.
- هل تعرف تجاه القبلة من هنا؟
- لابد أن يكون هناك اتجاه للقبلة حتى وإن كنا في عنان السماء كما تزعمون.
- يا شيخ، إن القبلة توجد حاليا في الأسفل، فهل تستطيع أن تقتبلها، رغم ذلك، وأنت تصلي؟

- طبعا، ساقتبل القبلة أينما كانــــ.....

قبل أن يكمل هذه الجملة قذفوه من الطائرة ورددوا من ورائه:
تقبل الله صلاتك وصلوات جميع المسلمين.



#سعيد_بودبوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكاية والرواية بين الراوي والروائي
- جواب المقبرة
- الثالوث الدلالي في-روائح مقاهي المكسيك-
- حمار من نوع رونو
- هل توجد ثورة عربية؟
- -مذاهب وشوارب- (قصة قصيرة جدا)
- بين زمانية النهار ومكانية النهر
- سوءة حظه (ق.ق.ج)
- الإياب السردي في -مرايا- سعيد رضواني
- الضحك عقوبة!
- الصَّمْتُ الذي عَبَرَ اللغةَ
- لا (2)
- لا
- يوسف إدريس: بين انصهار الثقافة وانفجار الغريزة
- حكمة نيتشه بين الجبل والعقل (1)
- حوار مع الشاعرة لطيفة الشابي
- الماء والحكاية في -أحلام تمد أصابعها-
- بين الجنس الأدبي والجنس الآدمي (تحليل عنوان -أحلام تمد أصابع ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد بودبوز - صلاة العصر