انتخابات 26 أكتوبر في تونس لا تعني الأغلبية

بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 13:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتخابات 26 أكتوبر في تونس لا تعني الأغلبية
ــــــــــــــــــــــــــــ

"التمثيلية تعني سلب الممثَّلِين سيادتهم ومنحها للمُمَثلِين "
كورنيليوس كاستورياديس
ـ 1 ـ
مافيا الانقلاب لا يبرزون من عملية الانتخاب غير الواجهة البراقة : المشاركة الشكلية ووضع ورقة في صندوق غالبا ما يكون عرضة للتدليس أما وجهها الآخر وجه أنك بالمشاركة تكون قد اخترت من سيخونك على مدار دورة نيابية كاملة فذلك مالا يتورعون حتى على التلميح به.
عملية اختيار ممثلين عنك في برلمان البرجوازية مسرحية عادة ما تكون محسومة النتائج حتى قبل أن تبدأ لصالح الاقلية المسيطرة على رأس المال والثروة والموارد الأقلية الوكيلة والعميلة وفي واقع الحال النهضة والتجمع العائد .
لا تنسوا فالبعض يكفيه فقط دور الشريك ولكن في المعارضة يكفيه أن يكون اقلية لا حول ولا قوة لها تنبح في البرلمان ممثلة فيه بأنفار أقل حتى من عدد أصابع اليد الواحدة أو تشارك بوزير أو اثنين في حكومة للكمبراور.
لا تنسوا كذلك فبالتصويت ستختارون جلاديكم و أيضا من يحسب على أنه يعارضهم.
آليات رأس المال في التطويع والتدجين والهيمنة آليات لا تطيح بها إلا مقاطعة نشطة تحول العملية الانتخابية إلى مأزق بالنسبة للنظام تعطلها وتفشلها ولا يكون ذلك إلا بعودة الأغلبية إلى النضال على قاعدة مطالبها وحقوقها في السيادة على القرار والموارد والثروة والتخطيط والإنتاج .
ـ 2 ـ
وضع ما بعد الانتخابات الانقلابية لمافيا الفساد و الاستبداد البرلمانية والرئاسية القادمة سيتحكم فيه الالتزام بإملاءات الطغم المالية ومضاربي البنوك والبورصات أسياد ديكتاتورية الأسواق: القوى الاستعمارية إقليميا ودوليا. أي ستتحكم فيه درجة الارتباط و التبعية لهذه القوى والقبول بتنفيذ وحراسة مشروع تواصل هيمنتها وليس برامجكم الانتخابية الكاذبة كما تصورها لكم واقعيتكم السياسية الساذجة الفجة .
إذن فليسكت كل كومبارس هذه المسرحية المكشوفة وخصوصا أصحاب نحن طلاب سلطة جماعة وجدنا لنحكم لأنهم ليسوا في الأخير غير جياد "كورس" لتمرير اللعبة ليسوا أفضل من النهضة والتجمع : ارتباطا و تمويلا وعمالة ووكالة.
ـ 3 ـ
مؤشرات كثيرة تدل على أن تعليمات القوى المتحكمة بالقرار في الوضع بتونس تحضر لترويكا جديدة في الحكم مسنودة من كومبارس هو تقليديا أداة بيد طغمة الكمبرادورـ
الترويكا ـ نهضة وتجمع و يسار لبرالي ـ
والكومبارس التقليدي بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشغل ومهامها رعاية السلم الاجتماعي والتمكين للترويكا.
بقية أحزاب الارتباط والتمويل مجرد جياد "كورس "في الانتخابات الانقلابية لإضفاء الضجيج اللازم للسباق.
هكذا يتواصل الانقلاب بوجهه الناعم من جهة والمسخرة من جهة أخرى 4 سنوات بعد 17 ديسمبر الثوري.
ستستفيقون يوما قريبا قريبا على الكارثة وهي لم تعد محدقة فقط بل صارت واقعا ملموسا.
ـ 4 ـ
لا فرق في الأخير أن يحكم الخوانجية متحالفين مع بعض الكتل الأخرى القزمية أو يحكم التجمعيون من كل كتل أحزاب التجمع المتذرر مع كتل قزمية أخرى كما لا فرق كذلك أن يحكم التجمعيون والخوانجية في تحالف الفاسدين وتبقى الكتل القزمية الأخرى أقليات برلمانية متذررة للنباح في البرلمان لا تقدر على أي شيء حتى لو تجمع أقصى أقصاها من اليمين مع أقصى أقصاها من اليسار اللبرالي.
المؤكد أن كل من سيكون في السلطة سيكون عونا منفذا لسياسة البنوك المانحة والمستثمرين والقوى الاستعمارية و المؤكد كذلك أن الأزمة ستتواصل أزمة تدهور أوضاع الأغلبية أزمة البطالة أزمة الغرق في التداين والتبعية وسيتواصل القمع كما سيتواصل بعبع الإرهاب كلما احتد الصراع واتخذ طابعه الصميم الطبقي و الأكيد أنه وقتها سيتحد كل هؤلاء على إشاعة وضع الفوضى و الارهاب والترهيب لقطع سيرورة تجذر الصراع ووقفها لكن لاشك أنه بتجاوز بعض عوامل الضعف الذاتي للحركة سينفلت في لحظة ما عقال المارد الطبقي وسيتقدم وسط الفوضى و الدماء فارضا حلول الأغلبية .
إننا في بداية سيرورة جديدة لانتفاضات قادمة باكتمال "السيكل" الأول من سيرورة 17 ديسمبر الثوري .
ـــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي

#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل