أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجيب العمري - البوتاسيوم اكسير حياة في زمن داعش














المزيد.....

البوتاسيوم اكسير حياة في زمن داعش


مجيب العمري

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 08:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سنوات الى الامام رسالتان بجيبي جثتين مختلفتين على انقاض مركزي بريد قديمين في مدينتين تونسيتين قريبتين شبه مدمرتين :
رسالة 1 :
اليك حبيبتي،
صوت المدافع قريب، المدفعية تدك الحصون دكا، انا اجهل ماتى القصف، الجميع متاهبون, اكداس الرمال امام المنازل. السلاح قليل و الجند اقل.
يبدو اننا نموت قبل ان نموت حقا.
انا اتساءل اين انت، ماذا تفعلين و هل اتى الاعداء الى اقامتك ؟ لن اعاتبك على شجارنا الاخير، اعدك بانني لن اغضب منك مجددا لو بقينا على قيد الحياة .
صوت القصف يتجدد و اظنه صوت طائرات السوخوي الجزائرية انا استطيع تفرقة اصواتها ، اصبحت خبيرا في ذلك .
اكره اصوات القصف تمنيت ان اسمع العابا نارية عوض نيران الحرب، الالعاب النارية اجمل بحضورك، هل تظنين انه بامكاننا الحصول على قطعة ايس كريم ؟
ساخبرك انني احبك، احبك منذ قابلتك في الصف الاخير لحفل البالي.
ليلتها لم اشاهد شيئا فقط رقصة التوليب في عينيك على عتبة قلبي المتهالك في ليلة متوسطية حارة، انتهت الحفلة و كنت كعادتي مرتبكا خجولا و ذاكرتي تنزف عشقا. كان علي ان اخترع قصة مرضي الفجئي في المسرح لتاخذيني الى المشفى و تطماني علي، لا اعرف كيف خطرت لي فكرة التمارض.
عندما ياتي الدواعش لن نشاهد بالي و لن نشاهد سينما، اريد ان اسميها سيما من دون نون مثلما تريدين تسميتها اعلم انك مدمنة سيما و انني لست كذلك و انك تكرهين كتب التشريح و نظارتي القديمة. حفلات المزود ايضا ستنتفي, لم اخل نفسي يوما قد اشتاقها.
هل تذكرين غضبي عندما مازحتني ؟ كيف كنت تجرئين ممازحتي بخطفك و بيعك في سوق النخاسة ؟ غضبت حينها و اخبرتك انني ساقتحم اعتى معسكراتهم من اجلك . آه تذكرت. انا احتاج سلاحا، احتاج قطعة كلاشينكوف و بعض الذخيرة يجب ان ابادل تاجر السلاح حاسوبي الجديد مقابل الكلاشينكوف و الا كيف ساقتحم المعسكر ؟
ثوبك الاحمر القصير جميل، انا احبه. كما احب نظارتك الطبية، ارجوك لا تخلعيها في الحفلات الراقصة و لنهرب قبل نهاية الحفل لنسير حافيي القدمين في الازقة و الشوارع الصغيرة, انا احب المسير معك في شوارع فاليتا الخالية و سماع معزوفات اكوورديون يعزفها البوهيميون المعدمون لاقتلع منك قبلة على الرصيف قرب البار الصغير قد يشهدها القمر.
اللعنة صوت القصف يتجدد، هذا يثير اعصابي.
تذكري ان متنا سالقاك في حفل بالي في العالم الاخر كما اتفقنا .
قبلاتي الحارة.

رسالة 2 :
حبيبي، لن اسقط بيد الدواعش و لن يستعبدني احد، مازلت احمل زجاجة كلورير البوتاسيوم التي منحتني اياها من مستشفاك الاحمق، مازلت احملها حول عنقي. ان سقطت بيدهم ساحقن نفسي بها و ساصلي من اجل حفل بالي في العالم الاخر. افعل مثلي.
احبك



#مجيب_العمري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة المشرط التونسي, من فلسفة النضال الى خزي لاعقي احذية الن ...
- الارهاب في تونس من وراء النظارة.. مجرمون ام ضحايا ؟
- نبي الفصام.. شيزوفرينيا الثورة
- فوضى ما بعد الثورة : الاطباء الداخليون في المستشفيات التونسي ...
- ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجيب العمري - البوتاسيوم اكسير حياة في زمن داعش