أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجيب العمري - الارهاب في تونس من وراء النظارة.. مجرمون ام ضحايا ؟














المزيد.....

الارهاب في تونس من وراء النظارة.. مجرمون ام ضحايا ؟


مجيب العمري

الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 23:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لشدما يصاب الاطباء بالوسواس القهري الذي يتحول الى رفيق دائم لتفكيرهم و سيالة نوروناتهم، من تحت نظارتين طبيتين يمكن للمريء مشاهدة الجميع من زاوية المرض او العافية، من زاوية الحياة او الموت.
اليوم و بعد مرور قرابة اكثر من حولين على اندلاع اول ثورات ما يسمى بالربيع العربي و لم لا اسميه ربيع الارهاب و الرهاب لا استطيع ان ابعد عن مخيلتي صورة كاريكاتورية تحملها مخيلتي عن الامراض الانضدادية، او امراض المناعة الذاتية، maladies auto-immunes امراض المناعة الذاتية امراض جهازية انحرافية تنجم عن هجوم ارهابي من مجموعة من الخلايا اللمفاوية Lymphocytes و التي طالما مثلت درعا لهذا الجسد، عجزت فجاة عن التعرف على البصمة الوراثية للجسد الذي طالما احتضنها و مثل هويتها، فزادت من تخريبها له و تدمير خلاياه و انسجته بكل عشوائية و وحشية..
هذه الخلايا المهاجمة اعرضت فجاة عن شرف الدفاع عن الجسد و تحولت الى طابور خامس مهمته العمالة و تدمير من احتواه و انتجه من صلبه ..
هذه الصورة الكاريكاتورية الطبية التي اوردتها ليست سوى نظرة ساخرة مريرة من واقع الارهاب المقيت من وراء عدسات طبية حزينة و غاضبة .. غاضبة من واقع التدمير الذاتي التي انتجتها منظومات ارهاب ما بعد الربيع المقيت.. عشرات العمليات الارهابية خاضتها ام الثورات تونس منذ يناير 2011 عشرات العمليات نتاج خلايا نشطت على ترابها و استغلت ارتباك البلد لوضع انيابها في شرايينه راح ضحيتها العشرات قتلى و بلد جريح الشباب ، قتيل الروح .
يتم القبض على شباب في اعمار الزهور مكبلين مرتين،مرة مكبلي المعصمين باغلال التحقيق وراء القضبان و مرة مكبلي العقول و الارادة--;-- ضحايا الدمغجة و التنويم المغناطيسي التي تهواه حركات الارهاب الطائفي.
الانتحاري محمد الجليلي العيادي صاحب ال21 ربيعا تحول الى خلية ليمفاوية تائية قاتلة انفجرت به كيلوغرامات التي ان تي.
كان بالاحرى بمحمد ان يكون في رحاب الجامعة، ان يكون في رحاب مدرسة، ان يكون في رحاب التكوين، ان يكون في رحاب ناد، في رحاب دار الشباب. ان يكون مشروع بناء و لكنه انتهى الى خلية قاتلة تحولت الى 47 قطعة من الاشلاء المتناثرة، تناثرت معها احلام شباب انقسم بين مغادرة مقاعد الدراسة و اخرين تحولوا الى الانحراف و افضلهم حظا مر الى سواحل لامبادوزا دون ان يلتهمه قعر البحر المتوسط.
على الجميع التوقف للحظة و مواجهة الحقيقة، مواجهتها بكل تلابيبها نحن على شفا مواجهة انفسنا و ابنائنا و خلايانا، الحلول الراديكالية الامنية لم تكن يوما ناجعة في مواجهة اجيال تجرعت مرارة الخيبة لعقود بل و اتقنت فن الخيبة و اكتسبتها في جيناتها، الجميع يحمل النقمة يحمل الالم و الفقر، يحمل الجهل. سياسة الاجتثاث لن تتسبب الا بهيجان المرض، علموا هذا الشباب خذوا بيده، خذوا بيده و حطموا اصنام اكاذيب الديكتاتورية البنعلية عن ارقام المثقفين و الدارسين و الجامعيين اين هم اليوم ؟ هذه هي نسبة التمدرس التي تناهز 157 % كما يقول احدهم ساخرا؟
عصابات الذئاب من كهنة الاسلاميين الافاقين وجدتهم لقمة سائغة من اجل تمرير ترهات القتال العقائدي و وعود الجنة، القليل من السيولة من اليوروات و الكثير من خمور الجنة و النتيجة ارهابي بمباركة سلطة تحمي الارهاب و تشرع له بل و تقاتل معه.
ان فجر بالامس محمد فان غدا حامل لمئات و ربما لالاف من المجيشين مثله من المنومين وراء انغام ناي شيوخ النكاح السحري، اجتثوا كهنة معبد الجهل من تراب هذه الربوع و جدوا لهم الحياة .

لو كان لمحمد قدر الموت في يوم امس . لاخترت له الف طريقة ليموت غير ان يفجر خلاياه و يتحول هو ذاته الى خلية قاتلة، لتاتيه حبيبته بوردة حمراء على قبره، الامر يبدو اكثر رومنسية لو كان لمحمد حبيبة لما اختار ان يسافر الى خرافة 72 حورية و يحوز لعنات شعب تلاحقه الى المالانهاية..



#مجيب_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبي الفصام.. شيزوفرينيا الثورة
- فوضى ما بعد الثورة : الاطباء الداخليون في المستشفيات التونسي ...
- ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجيب العمري - الارهاب في تونس من وراء النظارة.. مجرمون ام ضحايا ؟