أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف الغرينى - مذكرة فقد














المزيد.....

مذكرة فقد


شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


صار عالمه فارغا ، يذهب لعمله كل يوم متثاقلا ويعود فى نهاية اليوم منهكاً، عاقدا لحاجبيه، لم تعد حياته مرتعا لمايحب بقدر ما صارت روتينا وقيدا مملا كأيام الصيف التى لا يحبها ، كل يوم يمر عليه كان ينحت الأشياء حوله ويساوى بينها ،كل الوجوه كل الأوقات كل الأحوال الكل متشابه والكل تافه ، لم يعد هناك ما يدهش ، حتى أتاه ذلك اليوم الذى خرج فيه لمقابلة عمل مع فتاة تركية جميلة وأخرين ، كانت الفتاة تنظر إليه بابتسامة طوال الإجتماع ، وتختلس النظر إليه بطريقة يعرفها لكنه لم يرسل لها أى جرعات زائدة من تلك الإشارت التى يجيدها بإحتراف برا بقسمه وعهده الذى قطعه عل نفسه وتسبب له فى كل ما يعانى بعد أخر علاقة عاطفية مر بها، خرج من إجتماعه ثم عرج على أحد المولات، يتجول كشبح الظهيرة الهارب من المقابر، اقتنص ساعتين من وقت عمله المكتظ بالهموم والمسئوليات ، وجلس فى مقهى وفتح جهاز الكمبيوتر الذى كان يحمله لينهى بعذ الأعمال العاجلة ،لكنه بعد ما عرض له من مقاهى و ووجوه كثيرة وضجيج و فتارين، لم يشعر إلا برغبة فى الهروب والجلوس وحيدا فى غرفة نومه ، دفع حقائبه فى سيارته وبحث فى جيوبه عن بقشيش للسائس لكنه لم يجد حافظة نقوده ، التى تحوى كل بطاقاته ، بدأ العرق يتصبب من حبينه ، بفعل الشمس والإضطراب علاوة على جاكت البدلة ورابطة العنق الخانقة فخلعهم جميعا بإنفعال وقذف بهم فى مؤخرة السيارة وفتح زر قميصه العلوى وانهال بحثا وتفتيشا فى كل شىء وفى كل مكان فى السيارة ، ازداد احمرار وجهه لم يجد سوى خمسة جنيهات معدنية فى زاوية بباي السيارة الأمامى ،اخرجها ودفع بها لحارس الكراج وقال له آمراّ: قف هنا حتى اعود ثم ذهب يبحث عن حافظته غير مبال بما فيها من نقود، كل ما كان يرعبه هو البطاقات الكثيرة التى تحمل حساباته فى البنك ، والرخص التى سيتكبد فى سبيل تجديدها وقتا لا يملك بذخ إهداره فى دواويين الحكومة كما أنه على سفر قريب فى رحلة عمل ويحتاج فعلا لكل هذالبطاقات ، سأل رواد المكان عن الأمن و بحث عن مقره ثم أبلغ من فيه بالمفقودة سوداء الجلد التى ذهبت بعقله وأطاحت برتابة حياته ، ثم عاد لسيارته يجر أزيال الخيبة يحمل هما شديدا ، ثم ذهب بسيارته إلى أقرب قسم شرطة ليبلغ عما حدث وتكبد عناء اصابته بكآبة كل مرة يذهب فيها لقسم شرطة، فقال له الأمر : دون لنا طلبا لنعطي لك مذكرة فقد مختومة .. مذكرة فقد ؟ كلمة الفقد ذكرته بكلام الأدباء من أصدقائه فاستدعت من أعماقه كلمة أخرى فقال متهكما ألا توجد مذكرة وجع أيضا ؟ لكن أحدا لم يفهم كلامه ،و بعد أن ختم له الآمر مذكرة الفقد ، خرج مبتلا من شدة العرق محبطا أشد الإحباط ، قذف بنفسه فى سيارته وسار بها متجها لبيته لا يلوى على شىء، وفى الطريق لوحت له إمرأة عجوز منهكة تريد أن تركب معه، لكنه بعد أن غادرها بمائتى متر تقريبا عاد لها بسيارته وفتح لها الباب ، بدأت حكايتها المعتادة بأن اخرجت له لقيمات ادعت أنها من صناديق القمامة وعددت له أحفادها الأيتام التى ترعاهم وأنهم لا يأكلون ولا يشريون إلا لماماً ولايجدون من يعينهم على نوائب الدهرإلا أبناء الحلال أمثاله ، قال لها : للأسف يا حاجة فقدت اليوم حافظة نقودى وليس لدى ما أساعدك به ،قالت كيف يا ولدى اليست تلك الحافظة التى امامك وأشارت إلى تابلوه السيارة،كاد أن يجن جنونه من السعادة وشعر فى لحظة أنه أمتلك الدنيا أو عاد من موت محتم ، عاينها جيدا فوجد كل شىء بتمامه لم ينقص منه شىء ، لم يجد وقتها شىء يفعله فى هذاالفرح المباغت الذى حل محل غم مفاجىء إلا أن أخرج مبلغا كبيرا وأهداه للعجوز التى كادت أن تنهار من كثرة ما منحها من أموال ، فخطفت يده وقبلتها ثم قالت له الهى يرضع عليك زيعزك يا بنى ، توقف فى منتصف الطريق، كانت العجوز تتحدث وبداخلها هاجس أنه مجنون وربما يعود لرشده فيأخذ منها ما دفعه لها ،لكنه ابتسم لها ابتسامة خبيثة تؤكد أنه فهم مايدور بداخلها لكنه مع ذلك إنصاع لطبلها وتوقف وفتح لها الباب ،ثم تحرك بعد أن أدار إذاعة الأغانى وراح يردد مع أسمهان ..إمتى هاتعرف إمتى .........








#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة ضد مجهول
- الشعبى بين المعنى والمدلول
- فانتازيا
- عالق فى منتصف حلم
- إنترفيرون (قصص قصيرة)
- من أجل رفع العزلة بين الكاتب والقارىء
- الربيع الفرانشيزينج
- عبادة الأصنام فى مصر..!
- جهل المعرفة ومعرفة الجهل
- عفوا ..القرار ليس مؤقتا
- صانع التويتات وتابعه ...
- لو كنت ببلاويا !!
- الباطل الشرعى
- لماذا انسحب المشير بهدوء
- غباء يبعث على الأمل
- مصر بين الماضى والماضى السحيق
- رسالة من الشاعر سامح محجوب
- تاريخ الأخونة قبل أخونة التاريخ
- غرناطة جديدة
- عن أى شرعية يتحدثون!!


المزيد.....




- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف الغرينى - مذكرة فقد