أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف الغرينى - فانتازيا














المزيد.....

فانتازيا


شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 4425 - 2014 / 4 / 15 - 18:35
المحور: الادب والفن
    


الذى أتى بك إلى هناك لم تكن سوى نزوة عابرة و"فانتازيا" تريد أن تعيشها فى غفلة من هذا العالم، لكنك دائما تخذل نزواتك هى عادتك تتراجع أمامها بمجرد أن تستدعيك تلك البقعة البيضاء التى ورثتها عن جد ما مبارك فى أجدادك ، أعرف أنك تتعجب من كلامى لكنى أعانى فراغا هذه الأيام جعلنى أفترش الأرض مبعثرا مذكرات قديمة ، اصطدمت أول ما اصطدمت بملاحظات دونتها فى "نوت" صغيرة عنك أيها الشريف ذو النزوات الناقصة؛ هكذ أسميتك فأرجوك ألا تغضب فذلك الإسم خير لك من أن أسميك بإسم أخر قد لا يليق بك، خاصة لو عرفت من أنا ؛ ولكن دعنى أذكرك بما فعلت فى تلك الليلة ، بمجرد جلوسك على الطاولة وعندما وضع لك "الجرسون" حوض الثلج وبه زجاجات "البيرة" نظر فى عينيك ليكشف فيها أنك تبحث عن ساقطة تراقصها وتلهو معها وتخرج بها مخمورا إلى بيتك الذى غابت عنه زوجتك لبعض الوقت لأنها ترافق أختها التى تضع مولودها ، لكن "الجرسون" ابتسم عندما قرأ ما هو ابعد من ذلك و عرف منك أنك تريد ساقطتين وليست واحدة ، أجال بصره فى المكان فالتقت عينه بهن فأتيا إليك طوعا ،إحداهن جلست على طاولتك دون مقدمات والأخرى جاءت تسأل عن "ولاعة" سجائر ربما تكون قد تركتها على طاولتك قبل أن تأتى أو حسبما أرادت أن تدعى لكنك اشعلت لها سيجارتها بولاعتك الانيقة وتصرفت" كجنتلمان" بعد ان دعوتها للجلوس وأنت تتفرس فى صدر تلك الشقراء و جسدها المكتنز داخل فستان يشبه جلد النمرة ،أما الأخرى فكانت سوداء سوادا إفريقيا طويلة تفوح منها روائح غريبة لكنها راوئح تتسرب إليك بلطف حتى تعتادها و مع ذلك كانت تحمل عينين قاتلتين تعيدك فى لمح البصر لكهوف وأدغال وسحر الغابات الأستوائية ، هل تذكر تلك العينين أيها الشريف ،وكيف انك همت فيهما لحظات غبت فيها عن الواقع؟ لا أعتقد انك تذكر كثيرا مما أقول لكن دعنى أنعش ذاكرتك ؛ ألم تطلب منهما أن تجلسان واحدة على يمينك وأخرى على يسارك قبل أن تبدأ تلك الشقراء التى تفيض غواية وسحرا حكايتها بعد أن هدأ صخب الموسيقى قليلا، وقتها أخبرتك -بعد ان كانت يدك تتحسس طريقها الى خصرها القسيم- انها طبيبة اضطرتها الظروف للبغاء؟ هل تذكر كيف انسحبت يديك إلى ركبتيك وكيف عادت إليك عيونك حسيرة تلك التى كانت قد افترشت صدرها المرمرى ،وكيف أغلقت حواسك ومستقبلاتك وكيف أنك تخليت عن الفنتازيا التى كنت تريد أن تعيشها قبل ان تأتى لهذا المكان فى لحظة، بينما تركت إذنيك وأوتارك الضعيفة لروايتها حتى أنها عندما تمكنت منها صنعت لك منها ضفيرة محبوكة وجدلت لك مأساة كبرى كبلتك بها وجعلتك واثق أنك ستفشل فيما لم تنجح فيه من قبل ؛ هكذا سردت لك الحكاية التى جعلتها تأتى لهذا المكان وترتدى هذا الفستان الفاضح، أما الأخرى الافريقية فكانت لا تتكلم إكتفت بأن تومىء وتبكى كلما وصلت الشقراء فى حكايتها إلى "ماسترسين" يؤكد عمق مأستها والمفارقة التى وضعتها بين خيارين أحلاهما مرّ، اثق أنك الأن بدأت تذكر هذه الواقعة التى جعلتنى أصفك بالشريف ذو النزوة الناقصة ؛ بعد أن كنت تريد مضاجعة امرأتين فى فراش واحد وجدت نفسك تربت على كتفيهما بأكف وأصابع أب وقور ثم وضعت علي أحداهما معطفك الثمين وبعد أن أخرجت كل ما فى جيوبك من أجلهما، بينما تركتهما تذهبان وجلست وحيدا تكمل زجاجة "البيرة" التى كانت فى يديك وانصرفت بجيوب خاوية تماما دون أن تلاحظ أننا كنا فى السيارة المجاورة لسيارتك ننتظرك أنا ونفس المرأة الشقراء و بصحبتها تلك الإفريقية السمراء لأعيش معهما حلمك العجيب فى ليلة عامرة بألوان من الجنون من نفس النوع الذى جئت من أجله إلى هذا الماخور وأجمل ما فى هذه الليلة كانت حكايتك التى امتطينا بها الليل بأكمله والضحكات الصاخبة التى ضحكناها عليك عندما كانت المرأتان تصفان تعبيراتك و وتقلدان تأثرك الشديد والراهب الذى احتللك فجأة وكانما تصطحبه فى جيبك لثل هذه المواقف ،كانت ضحكاتهما تتعالى بينما كنت شغوفا بسماع أدق التفاصيل عنك، انتهت الليلة كما تعرف كيف ستنتهى بين ماجن وعاهرتين لكن قصتك لم تنتهى عندى والدليل أنى مازلت أذكرها بعد كل هذا الوقت وايضا مازلت اتسأل: كيف فعلتها ؟



#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالق فى منتصف حلم
- إنترفيرون (قصص قصيرة)
- من أجل رفع العزلة بين الكاتب والقارىء
- الربيع الفرانشيزينج
- عبادة الأصنام فى مصر..!
- جهل المعرفة ومعرفة الجهل
- عفوا ..القرار ليس مؤقتا
- صانع التويتات وتابعه ...
- لو كنت ببلاويا !!
- الباطل الشرعى
- لماذا انسحب المشير بهدوء
- غباء يبعث على الأمل
- مصر بين الماضى والماضى السحيق
- رسالة من الشاعر سامح محجوب
- تاريخ الأخونة قبل أخونة التاريخ
- غرناطة جديدة
- عن أى شرعية يتحدثون!!
- اللهم أمتنا على الإخوان !!
- مصر والمقاولين
- ابن الريس كمان وكمان


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف الغرينى - فانتازيا