أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - تركيا العضوة الشاذة في الناتو














المزيد.....

تركيا العضوة الشاذة في الناتو


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جريئة تركيا، ترفض وللمرة الثانية قرارات حلف الناتو، تعترضها، إذا تعرضت مصالحها التاريخية أو الغائية للخطر، كما وتضع على المحك مصالحها الاقتصادية، وتدرك أن خطواتها الماراثونية في التطور الاقتصادي بنيت بدعم من الرأسمالية العالمية، أي من حلف الناتو، فضلت هذه المرة مصالحها التوسعية الروحية- التاريخية وليست الاقتصادية، ولم تنجرف إلى الحلف المتجه لمحاربة منظمة داعش الإرهابية، والتي أقرت من قبل مجلس الأمن ودول الناتو والعديد من الدول العربية والإسلامية، وهي بهذا أكدت على حقيقتين: الأولى أنها تدعم مجموعات خاصة من منظمة داعش، بالسلاح وتمولهم كما وتساهم بجمع أعضائها في أراضيها وضمن مجمعات خاصة موجودة في ولاية هاتاي القريبة من الحدود السورية. والثانية لا تعطي اعتبارا لدول الناتو ولا لقرارات مجلس الأمن، لأنها ترى ذاتها العضو الأهم بعد أمريكا فيها، والتي لها خاصية مخالفة عن الجميع، كدولة مسلمة أولا، وتحتضن أكبر ترسانة لأسلحتها في أراضيها إضافة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي فيما بين القارتين. وهذه الخاصية هي التي ساندتها بأن تدرج حزب العمال الكردستاني ضمن قائمة الإرهاب في أوروبا وأمريكا، وهي التي أغمضت أعين العالم عن جرائمها بحق الشعب الكردي فعتمت عليهم خصوصياتهم القومية وعلى مدى القرن الماضي. كما وغنها في الأروقة الدبلوماسية تبرر عدم مشاركتها محاربة داعش بمنطلقين: الأول داعش تملك أسرى من مواطني تركيا والذين قبض عليهم قبل شهور، والابتعاد قد تحافظ على أرواحهم. والثانية وهي التي لا تصرح بها، نزعتها المذهبية السنية، وهي تأمل أن تخرج داعش كمنظمة متطرفة تخدم مصالح الهلال الشيعي وعلى راسها السلطة السورية. مع كل هذا فهي في التكتيك الأبعد وكأنها تحاول بليونة سياسية الخروج من دائرة الصراع السوري قدر المستطاع.
تدرك تركيا، أن التقاعس على مساندة أمريكا في حربها على الإرهاب ستضع ملفها تحت الدراسة، مثلما حصلت في المرة الأولى أثناء إزالة الطاغية صدام حسين، وتعلم بالمقابل حقيقة أخرى وواثقة منها، بأن أمريكا سوف تغض الطرف عن هذه في المرحلة الجارية على الأقل، كما فعلتها في المرة الماضية، وهي تستند في هذا إلى خصوصياتها المذكورة سابقا، ضمن الناتو، وستتحمل الطعنات السياسية أو الدبلوماسية التي قد تظهر، تهدئة لبعض المتشددين في الحكومة الأمريكية حول ملف تركيا واستراتيجيتها الذاتية، وعليه نرى البعض من الإعلام الأمريكي والمحللين السياسيين وشخصيات سياسية من الدرجات العليا يعرضون القضية التركية كتخاذل وخداع، ، ولا يخفون بعض التهديد المبطن لمستقبلها إذا استمرت على نهجها الحاضر، رغم تبريرها المعروض سرا، بوجود مواطنيها في قبضة منظمة داعش، وتخاف من أن يكون مصيرهم كمصير الصحفيين الأمريكيين والبريطاني.
ولا شك أن التغاضي الظاهر عن تحييد ذاتها من حروب الناتو، قد تعيد مستقبلا إلى دراسات حول إمكانية إيجاد بديل عنها كدولة استراتيجية للحلف، ولا يستبعد أن تكون كردستان القادمة هي البديلة، لكن هذه تتطلب الكثير من الحراك الدولي والدبلوماسية الكردية وحل الخلافات الذاتية بين القوى الكردستانية. كما ولا نشك في أن مثل هذه الأفكار تعرض كطروحات للنقاش في بعض الأروقة السياسية لدول الناتو، والتقييم المستمر من قبل الجنرالات الأمريكيين والسياسيين من السويات العليا للنوايا الكردية الصادقة مع أمريكا، وقدرات البيشمركة في مساندة حربها ضد داعش إلى جانب رؤية مستقبلية لبعض السياسيين الأمريكيين والأوروبيين للكيان الكردستاني الحاضر، والتي ظهرت من خلال الزيارات من أعلى المستويات، تظهر إن هذه المقارنة موضع نقاش ومحاورات، حتى ولو لم تكن رسمية، رغم أن ميزان المفاضلة السياسية والاقتصادية والمصلحة العامة تلغي الوجود الكردي مقابل ثقل الدول التي تعادي كردستان ولها مصالح مع أمريكا وهم العديد من الدول العربية وتركيا، وفي كثيره إيران عندما يكون القضية الكردية على المحك، والتهجمات المبطنة والمباشرة على الكرد عامة والقضية الكردستانية بشكل خاص من قبل جميع القوى المذكورة سابقا تنحصر في الرؤية المستقبلية للعالم على جغرافية الشرق الأوسط ومصير الشعوب الأخرى غير المستبدة، والتغييرات المحتملة للمنطقة.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الكوني حيث الوجود والعدم
- لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟
- التطرف في الأديان
- ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني
- من تاجَرَ بدماء شعب غزة؟
- الكردي الكافر الخائن اللاوطني
- حضور مرعب لا يفارق الكرد .. إلى المفكر القدير إبراهيم محمود.
- ما بين الله الإيزيدي والإسلامي
- يحسدون هولير على الدعم الأمريكي المقنن
- كردستان تتلاحم
- ينبعث البعث تحت غطاء داعش
- السلطة السورية توقظ معارضة الداخل
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - تركيا العضوة الشاذة في الناتو