أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمود عباس - لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟














المزيد.....

لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 20:59
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الفكر الذي لم يعرف للراحة وقتا، والقلم الذي لم يلثم حتى اللحظة، يتوقف فجأة وبعد غزارة أمطر بها القراء، وغطى صفحات موقع ولاتي ما، بمواضيع فكرية سياسية ثقافية مدموجة بنكهة فلسفية عميقة، شملت معظم القضايا الجارية، دون مواربة أو تملق لقوة سياسية حاكمة أو مشردة. عرف شنكال من آهاتها، وكتب عن صرخاتها المكلمة الصادرة من أعماق أوديتها الجريحة، كتب عن الدمعة التي سقطت في الأعماق المهشمة، عن الإيزيدي الذي غبن من كل الأطراف، كتب عنهم كل يوم منذ خروج الصرخة الأولى من أحضان شنكال الممزقة، إلى قبل أيام، وسكت فجأة! الناقد الذي لا يقف عند حدود المعارف، عندما تتعلق القضية بالفكر أو المفاهيم أو الثقافة، صريحا مع ذاته قبل أن يكون مع الأخرين، جرحه نقده اللاذع يوما ما أمام أصحابه، واليوم يهدمه في أحضان هجرته.
عرفته لساعات ومنذ عقدين وأكثر، حينها لامه صديق على عدم الكتابة بالكردية، فكان أن خرج من الملامة ليصبح ناقداً فيها، متجاوزاً القراءة والكتابة، مترجما إليها ومنها، إنه العصامي الذي لولا كرديته لكان أحد أكبر النقاد شهرة على الإطلاق في العالم العربي.
هجر مضطراً من أعماق مكتبة كانت تغرق بالمئات من الكتب المتنوعة، ومن مدينة كتب عنها وألتصق بها روحا وثقافة، نزعته المعاناة اليومية والمرض والواقع الاقتصادي من أحضان قامشلو التي أحبها، وتركها بدمعة، فهاجر من كردستان الولادة إلى كردستان القيامة، كردستان اللجوء والأمان، كغيره من المثقفين والعامة، لكنه بخلاف الكثيرين منهم كان حاملا معه فكره وقلمه، والتي كثيرا ما لا يتواجد لهذه البضاعة بائعاً، في أوطاننا، فتتعفن على بسطات الطرق ولا تجلب انتباه المارة، ويتشربها الضياع مع الزمن، وتهمل من قبل الأسياد، والحكام، وإن اشتريت فستكون لإدخالها إلى الخدمة الذاتية.
استقر على مضض في مدينة دهوك، احتضنته حكومة الإقليم، على كفاف العيش، بعد طول معاناة وبحث، وهو الباحث والناقد المعروف إبراهيم محمود، صاحب ذخيرة أدبية تشمل كل الوطن العربي، وظف براتب كان يغنيه كفاف العيش، قانع بالموجود، أملا باستمراريتها دون انقطاع، وهو الذي لا يبالي بقيود الكتابة والنقد بكل أبعادها، ولا يعرف للمجاملة وجها، فكتب ونقد مخاطراً كفاف العيش والوظيفة، وهذا الذي حصل.
إبراهيم محمود يغيب في ركن بيت لا ثمن لدفع الإيجار، يفكر في كفاف العيش الذي انعدم، أراه من وراء الزمان والمكان وكأن الكلمات لا تخرج فالغصة تتجاوزها، والحسرة تكتمها، والألم رهيب، وهو الذي يعاني من آلام جسدية، لم تبارحه منذ سنين، يضاف إليها بين حين وآخر معاناة العيش ومتطلبات عائلة تقاسي. لا شك إنه يعكس حياة أمة بكاملها، وشريحة لا تختلف عنه، لكن ويبقى إبراهيم محمود الفكر والقلم، الذخيرة القومية والوطنية التي قلما تظهر، والتي من المعيب جدا لكردستان الحلم وحكومتها إهماله هكذا وإدراجه ضمن قانونه الذي يلغي وظائف كل الخارجيين.
ولكي نكون منصفين مع كردستان القيامة، والتي تتكالب عليها الأعداء من كل صوب، ومن ضمنهم حكومة المركز والتي قطعت عنها حصتها الاقتصادية ورواتب موظفيها، فاضطرت على تقليص موظفيها إلى الحد الأدنى، وكان أوائل من شملهم هذا التقليص المفكر إبراهيم محمود، ولا شك الإقليم يئن تحت وطأة هجرة تجاوزت حدود الإمكانيات، وهي مشكورة بما تقدمه من خدمات جليلة تجاه لاجئيها دون مساعدات دولية كالتي تحصل عليها الدول المجاورة.
وبنقد على سوية نقده، نقول: إن راتب أحد أنصاف الألهة في حكومة الإقليم كاف لإعانة العشرات من العائلات كعائلة إبراهيم محمود، واحتضان هذا الناقد والباحث والمفكر ضمن مكتبة بطاولة وكمبيوتر، وقليلا من الراحة النفسية، وحرية الرأي والكتابة، والنقد، فيا أمة لا خير فيها تهمل مفكريها وتقرب جهلاء سياسيين.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف في الأديان
- ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني
- من تاجَرَ بدماء شعب غزة؟
- الكردي الكافر الخائن اللاوطني
- حضور مرعب لا يفارق الكرد .. إلى المفكر القدير إبراهيم محمود.
- ما بين الله الإيزيدي والإسلامي
- يحسدون هولير على الدعم الأمريكي المقنن
- كردستان تتلاحم
- ينبعث البعث تحت غطاء داعش
- السلطة السورية توقظ معارضة الداخل
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمود عباس - لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟