ميلاد سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 21:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بالأمس، شاءت الظروف أن أجلس مع فتاة سلفية رجعية تدّعي الوسطية العقلانية، وفي سياق الحديث عن التطرف والعنف والقمع المجتمعي والعادات والتقاليد، كان من الطبيعي أن نعرج على الأديان لتنال منا ما تستحقه من النقد والمراجعة الفكرية، وبدوري حاولت أن احطم أصنامي قبل الهجوم على أصنام الأخرين، فتكلمت عن تجربتي وموقفي من الفكر المسيحي والديانة الارثوذوكسية، وانتقدت تصرفات أغلب دجالي الدين أصحاب العِمم السوداء والكروش الكبيرة، وكانت الصدمة، إن هذه الزميلة، أخذت بدورها موقف دفاعي مستميت عنهم، وكأنها تحتاط من شر لابد منه. وكان بيننا الحديث التالي:
-إنت إزاي تقول كدا على الكهنة.. دا انتوا بتقولوا عليهم صورة المسيح على الأرض؟!.
-حضرتك المسيح لا صورة له على الأرض.. وكل شخص بيمثل نفسه فقط... هم بشر.. يشتغلون بوظيفة لا تحظى بأي رقابة أو إدارة.. بالتالي نسبة الفساد والإختلاس والتجاوزات والإنتهاكات فيها بشكل أعلى.
-ربنا يحاسبه ويتصرف فيه... ما يصحش بجد.. أنا مسلمة وبقولك ميصحش نتكلم عن رجال الدين أي كانوا بالشكل دا؟!.
-أنا كمواطن حين أخطأ يتم محاسبتي.. وهو رجل دين يُخطيء فربنا يحاسبه!؟..إي عدل هنا؟!. يبقى الحل إن ربنا يحاسبنا إحنا الإثنين... أو القانون يحاسبنا إحنا الإثنين.. ولكن هو ككاهن بيحاسبه المجمع المقدس المكون من كهنة وأساقفة لا يختلفون عنه في نفس العقلية والتجاوزات.
-يبقى لو فيه مشكلة... تتحل في الغرف المغلقة.. ميصحش تتكلم عن مشكلة رجل دين حتى لو واحد وسط مليون قدام الناس؟!.
-حضرتك الدين شأن إنساني عام، ورجال الدين بشر مثلهم مثلنا، ووجود مشكلة فهذا يستدعي الحل والمراجعة والنظر وليس التكتم والإخفاء، أما دُور العبادة فهي موجودة وسط المساكن وليست في مخابيء تحت الأرض.
-عامة أنا مش مصدقاك.. حتى لو جبت لي بنات وأسر تشهد ضد كاهن.. ممكن ملفقين له التهمة وبيشهدوا زور.. الناس دي بركة وعمرها ما تغلط.
-غريب إنك مسلمة ومؤمنة بعصمة الكهنة الأرثوذوكس؟!.
-أنا ما قلتش معصومين... ولكن واثقة أن غلطاتهم أكيد مش ما أنت بتحكي خالص.
-أوك... بالتوفيق
#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟