رجُل الإحصاء

ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 03:35
المحور: الادب والفن
    

الجزء 1



أغلب الأبواب التي يطرقها منذ نهاية شهر غشت لا تنفتح في وجهه، يتناهى لسمعه من ورائها غمغمات وكلمات يستجلي منها كلمتي "رجُل الإحصاء". يعود أدراجه إلى مكتب الفرز وتجميع المعطيات خائبا، يقدم تقريره المكرور، فيقرر رئيس الفرع طلب تدخل أعوان السلطة حسب ما تجيزه القوانين المنظمة للإحصاء العام.

يغادر المكتب الفرعي ليعود إلى المنازل الواطئة في ظهيرة اليوم الموالي رفقة شيخ الدوار وبعض الأفراد من القوات العمومية. يطرق أول باب بينما تقف رُفقته على بعد أمتار، وكالعادة لا أحد يفتح لهم. فيتدخل الشيخ مناديا على صاحب البيت باسمه، فيمعن أهل الدار في صمتهم. يستعمل الشيخ قبضته لطرق الباب القصديري بعنف، ولا من مجيب. يقررون الانتقال إلى المنزل الموالي، ويسبقهم شيخ الدوار إلى طرق الباب، فتطل عليهم عجوز من وراء الباب التي تتركه مواربا، ويبدو وجهها مبللا بالماء وقميصها مُشَمرا، مما يعطي الانطباع على أنها نهضت لتوها من وضوء قد تكون لم تنهه بعد بسبب سماعها للطرق القوي على الباب. ودون أن ترد على سلامه تسأله عن مراده، فيخبرها أنه برفقة رجل الإحصاء. لتخبره عن عجل أن عدد سكان هذا البيت لم يتغير منذ الإحصاء الفائت، ومن توفي منهم عُوِّض بمواليد جُدد من الأحفاد. تبسم رجل الإحصاء من كلام العجوز بينما ابتلع الشيخ غيضه وكضم غضبه من هذه السيدة التي تعطل عملهم والوقت غذاءً.

تقدم رجل الإحصاء من السيدة فشرح لها مراده مترجيا أن تجيبه على بِضع أسئلة حتى لا يعطلها عن صلاتها، فأومأت له بالإيجاب. فأصدر الشيخ تنهيدة عميقة ثم تراجع إلى ظل زيتونة فأقعى منتظرا أن يتم الباحث عمله...

يتبع...

#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل