أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حرب أمريكا وحلفائها على الإرهاب غباء أم إستغباء..؟؟















المزيد.....

حرب أمريكا وحلفائها على الإرهاب غباء أم إستغباء..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تزدحم وسائل الاعلام و الحوارات والاحاديث وبشكل اكبر يوما بعد يوم بقضية الدولة اتلاسلامية "داعش" وما سمى بالتحالف العالمي ضد الارهاب ، فقد نجح الاعلام العربي باشكاله المختلفة خلال الفترةالاخيرة وتحديدا في الشهور الماضية بتسويق هذه الحركة على انها صنيعة الاجهزة الامنية واحد ادواتها وانها حركة جهاد النكاح والفتاوى الغريبة وكذلك تلازم العنف والقتل بابشع صوره في ممارسات هذه الحركة تحت مسمى الجهاد وبخاصة في هذه الايام وتحديدا بعد اعدام الصحفيين الامريكين واحدهم يحمل الجنسية الاسرائيلية وايضا بعد فترة قصيرة من اعلان دولة الخلافة الاسلامية على اجزاء من اراضي العراق وسوريا مما يطرح العديد من التساؤلات حول دقة وصحة وحقيقة ما تم تسويقه عن طبيعة هذه الحركة ؟ وايضا عن السؤال الاساسي المتعتلق بحقيقة الاهداف الاستراتيجية الامريكية المعلنة وتحالفها في حربها على الارهاب؟ وما هي تداعيات ذلك على القضية الفلسطينية ؟
لابد من التاكيد على ان دولة الاسلام في العراق والشام ليست نبت غريب بل هي وليدة بنية ذهنية ممتدة في عمق اتجاهات منحددة في الفكر الاسلامي تلاحقت مع بنيات اجتماعية وسياسية فانتجت حركات اسلامية عبرت عن نفسها سياسيا في ظل انظمة التخلف والقهر وفشل مشاريع بناء المجتمع والدولة الحديثة سواء الليبرالية او القومية لتنتج اتجاه الجهاد السلفي الذي يجد صلته في التاريخ والحاضر العربي والاسلامي فكرا وممارسة حيث تجد الحركة في احمد بن حنبل وابن تيمية وصولا لمحمد بن عبد الوهاب وليس اخرا بشخصيات مثل عبدالله عزام وابو قتادة حاضنة فكرية والجهاد السلفي المعاصر ليس وليد السنوات الاخيرة بل يعود الى عقود خلت ظهرت تجلياته بوضوح في افغانستان ومصر والجزائر والسعودية منذ نهاية سبعينات القرن العشرين
تنطلق الحركة من انه ولاسباب مختلفة وعديدة تم توارث البعد عن اصول الدين واستدخال البدع عبر قرون عدة مما ابعد الناس مسلمون وغيرهم عن فطرة الدين الحنيف ،مما عطل فرص الاصلاح واستوجب الخروج على هذه المجتمعات وثقافتها وسياستها وتعميد المؤمنين بمرجل الجهاد وعبر مسيرته حيث يشكل بوتقة صهر المؤمنين الجددالذين سيقودون العالم نحو دولة الاسلام الحق ويخلصهم مما علق بهم من درنات مجتمعات مشوهة ، والجهاديون السلفييون يرون انه للوصول الى ذلك لا بد من اضعاف كل ما يعيق الوصول لهذا الهدف من مفاهيم واطر وبنيات ثقافية واقتصادية وعسكرية واجتماعية حتى لو تم تدمير ما يعرف ببنيات المجتمع الحديث والمعاصر وصولا الى حالة الفوضى والتي يجب استثمارهالتعزيز وتقوية الحركات الجهادية وبناء نماذجها ولو بشكل مؤقت مهما كلف الثمن وليس هناك ما هو افضل من حالة البلدان العربية خاصة في ظل هذا " الربيع العربي" اوالدول الفاشلة التي نتجت عنها
وهم بذلك اي الجهاديون السلفيون يلتقون مع الاستراتيجية الامريكية في استثمار "القوضى البناءة" التي اريد منها اضعاف وانهاك المنطقة وجرها للمزيد من التشرذم والتجزئة وتعزيز البنى الطائفية والعرقية والقبلية وغيرها من وصفات الفشل ،لتسهل ادارتها وتوجيها وتعميق تبعيتها ،خدمة لاهدافها الاستراتيجية المتعلقة بالسيطرة على المنطقة ومقدراتها وثرواتها ،وحماية للكيان الصهيوني ومنع نشوء قوة عالمية تنطلق من هذه المنطقة ،والتي سميت باستراتيجية الحرب على الارهاب وتعزيز الديمقراطية ، لكنها في تحركاتها الاخيرة اهملت الجزء الثاني لما يحمل في طياته من مسؤوليات شكلية قد تعيق حريته الكاملة في الحركة في المنطقة
من الجدير ذكره ان هذه الاستراتيجية التي عبر عنها اوباما باربعة نقاط ليست بجديدة فالولايات المتحدة في صراع مع قاعدة الجهاد وفي حرب معلنة ضدها منذ اكثر من عقدين ،ولم يؤدي ذلك الى اضعافها بل بالعكس ادى الى زيادة قوتها وانتشارها ،ورغم ان حرب امريكا وحلفائها ضد سوريا في السنوات الاخيرة فتحت الابواب لتعاون غير مستور ولدعم مفتوح باشكال مختلفة من حلفاء واشنطن لهذه الحركة وامتداداتها ،املا في احتوائها ورغبة في استعمالها وادارة الفوضى في المنطقة من خلالها ،الا الفشل في ابقائها في حدود الرغبة الامريكية استدعت اعادة تجديد بناء الحلف الامريكي في المنطقة خاصة بعد الضربات التي تلقاها في اكثر من مكان ومحاولة اضعاف ودرء خطر هذه الحركة عن حلفاء امريكا في المنطقة ،والعمل لاعادة بناء قوة "ثورية
"سنية بديلة بدل من ترك الساحة لحركات الجهاد السلفي ، المهم ان تكون هذه الحركات حتى وان كانت دموية عنيفة وتكفيرية تعمل في اطار الاستراتيجية الامريكية والسعودية ومن لف لفهم ،ويمكن لماكنات الاعلام واقلام الباحثين والسنة السياسيين وفتاوى ائمة السلاطين ان تجعل منهم قوى ثورية
ان احد اهم نقاط الضعف في مواجهة تيار الجهاد السلفي وتجلياته في الدولة الاسلامية وغيرها هو عدم وجود بديل مقنع في افق الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة خصوصا ان البدائل المطروحة لم تاتي بجديد عما قدمه زين العابدين في تونس مثلا او صدام والبعث بشقيه او امارات ودول الخليج وهي النماذج المتاحة للمقارنة لللانسان العربي
ان تجارب الاسلاميين الحداثيين او تجربة الاخوان لم تنتج ما قد يعتبر نموذجا وحلما يمكن اللحاق به ولهذا فان انتاج بديل هو محاولة محكومة بالفشل لان هذه الحركات لا تقدم بديلا حقيقيا ،والاسباب التي تنتج حركات الجهاد السلفي لا زالت موجودة في ثقافة وبنية عقل المسلمين لا بل هي تتعمق بالفقر والامية والبطالة والجهل وتردي الاوضاع الصحية وتسطيح المعرفة والثقافة وتحويل الناس الى حيوانات استهلاكية وتزداد تطرفا بكافة الاتجاهات مما يذر بمزيد من التعاطف مع هذا الاتجاه وخاصة للشباب المحبط الغاضب الرافض " للغربي والامريكي " والثائر على على هذا الواقع المرير
وبالعودة الى الاستراتيجية الامركية فانها وفي العمق وفي الجوانب الغير معلنة نرى انها تهدف الى اعادة بناء حلف شمال الاطلسي كقوة دولية ضاربة واستكمال المهمة المرتبطة بتفتيت المنطقة وتجزيئها واعادة بنائها بما يتناسب مع الرؤية الامريكية ،وتمهيد الارضية لصياغة وبناء التحالفات والمفاهيم في المنطقة بما يخدم تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني عبرتعميق التعاون الامني والاستخباري بين هذا التحالف والكيان الصهيوني بمبررات مواجهة الارهاب وهجماته كونه العدو المشترك مستخدمين فزاعة "داعش " ،وهم في الحقيقة من مولوه وسهلوا وصول السلاح اليه واطلقوا الفتاوى التي تجيزه وتشجع عليه ، ولاحقا بداوا حملة التخويف والتهويل منه ، ويريدون تعزيز وجودهم بحجة الدفاع عن المنطقة وتنوعها مع العلم ان التاريخ والحاضر يشهد ان موجات هجرة الاقليات من المنطقة وتغيير البنية الديمغرافية في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان ترافقت مع كل تدخل او غزو او احتلال غربي لكن هذا الشعار يجب ان ينبهنا الى قضية دويلات الاقليات التي تشكل احد محاور اعادة بناء الشرق الاوسط الجديد فففي هذه الاستراتيجية وبوضوح يتم تعزيز التقسيم في العراق وتقوية الدولة الكردية في الشمال مما اثار حفيظة تركيا ولم يرد اي شيء يذكر بشان الغاء الدولة السنية في اجزاء من العراق وسوريا بل المهم هو وجود منافس سني للدولة الاسلامية فيها وما نرى من دعوات الى استقبال وتوطين مسيحيي العراق وسوريا في لبنان
ومن جهة اخرى فان هذه الاستراتيجية تهدف ازالة القضية الفلسطينية عن صدارة الاجندة في المنطقة بحجة حماية الاستقرار وحقوق الاقليات واولوية محاربة الارهاب مما يساهم بعزل محور المقاومة ويعزز البعد الطائفي للمنطقة خاصة بعد ان اعاد صمود الشعب والمقاومة في غزة للقضية الفلسطينية بعضا من وهجها وذكر العالم بهمجية وعدوانية وعنصرية الاحتلال واشار بوضوح الى اهمية اعادة بناء وصيانة محور المقاومة وحلفائها على المستوى الاقليمي والعالمي ، ان هذه الهجمة وهي في حقيقتها عدوان جديد على المنطقة وعلى القضية والحقوق الفلسطينية وان الطريق الامثل لمواجهته تكمن في تصعيد الكفاح والفعل ضد الاحتلال وتعزيز منظومة المقاومة وثقافتها وبناء تحالفها على اساس واضح وثابت بان المعركة يوما بعد يوما تفرض على هذا المعسكر المزيد من التلاحم والاندماج والانخراط في المواجهة المفتوحة على مصراعيها مع الاحتلال الصهيوني
ويبقى السؤال الاساسي ما هي النتائج المترتبة على هذا الاعلان وخاصة بعد البدء في تنفيذ عملياته على الارض ومن سيعيق ويمنع من تحقيق اهدافة غير المعلنه خاصة ان الفشل في الوصول لاهادفه المعلنة مضمون بحكم بنية وطبيعة هذا التحالف نفسه، كيف سيتصرف النظام السوري وحلفائه هل ستكون المواجهة مفتوحة ام يترك الباب ام تفاهمكات غير مباشرة بتسوية في منتصف الطريق كيف سيتصرف الفلسطيننيون باطيافهم المختلفة وهم يرون انه من جديد يتم اطفاء الضوء عن القضية الفلسطينية بعد ان انارها دم اكثر من الفي شهيد خاصة وان هذا الحلف يعبد الطريق نحو مزيد من التطبيع وتعميق للعلاقات بين العرب واسرائيل ويتطلب موقفا واضحا وحازما من كافة القوى الوطنية والثورية وبالاخص على حركة الاخوان المسلمين السنية اين تقف من هذا الحلف وهذا المشروع وما هي قرائتها له واين سيؤول اصطفافها النهائي ؟
وايضا يبقى السؤال المفتوح حول المسؤولية الجماعية لمثقفي ومفكري وقادة المجتمعات العربية والمتعلق باهمية المراجعة الشاملة نحو انتاج بنية فكرية وسياسية ومشروع تحرري نهضوي قابل لان يكون نموذجا معبرا عن امال وطموحات الجماهير العربية

انتهى



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء القدس وهموم القدس
- -داعش- وإزدواجية المعايير في محاربتها
- نحو إعادة صياغة الوعي العربي
- كيف سنتفق وهل من الممكن ان نتفق ..؟؟
- حقائق على أبواب العام الدراسي الجديد
- الذاكرة الإنسانية تحفظ مبدعيها والشعوب تحفظ للشهداء نضالاتهم ...
- الإحتلال وتخريب الجبهة الداخلية الفلسطينية
- دحر الإحتلال ...الآن إمكانية واقعية
- القدس....العيساوية نموذجاً
- إطمئنوا يا عرب
- القدس ....يجب ان تبقى بوصلتكم
- مهرجان تأبين الفتى الشهيد أبو خضير خطاب مقاومة بإمتياز
- قراءة غير مكتملة في الحرب العدوانية على قطاع غزة
- جرائم الإحتلال بحق المقدسيين تتعاظم
- هل سنبقى متحدين بعد وقف العدوان على غزة..؟؟؟
- عندما نخجل من عروبتنا
- -داعش- وتصفية الوجود العربي المسيحي
- المستوطنون في القدس -يتغولون-
- عيد بطعم النصر والحزن والألم
- هذا العام ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - حرب أمريكا وحلفائها على الإرهاب غباء أم إستغباء..؟؟