أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هذا العام ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة















المزيد.....

هذا العام ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا العام
ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة
تلك الصرخة المدوية التي اطلقها الراحل الإمام الخميني قدس الله سره في اليابع من آب/1979،بإعتبار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام،يوماً للقدس العالمي،يوماً تخرج فيه الجماهير العربية والإسلامية للشوارع والساحات والميادين العامة للتعبير عن غضبها والإحتجاج على ما تتعرض له المدينة من عمليات تطهير عرقي وأسرلة وتهويد،تطال كل معالم الوجود العربي الفلسطيني والإسلامي فيها،عمليات وإجراءات وممارسات عنصرية قمعية وإذلالية،وتشريعات وقوانين وقرارات كلها تصب في إطار طرد وترحيل قسري للمقدسيين عن مدينتهم وأرضهم،لا يسلم منها لا البشر ولا الشجر ولا الحجر،إجراءات وممارسات تستهدف الإجهاز على المدينة بشكل كامل،ليس بغرض تحويلها عاصمة لدولة الإحتلال فقط،بل لكل يهود العالم،في عملية سطو وتزوير لم يعرف لها التاريخ البشري مثيلاً.
تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون ليوم القدس العالمي،تلك الصرخة المدوية التي أطلقها الإمام الخميني من اجل القدس هذا العام،في ظل عدوان همجي بربري يشنه الإحتلال الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة البطلة،ما زال يتواصل لليوم التاسع عشر ويشتد ضراوة وعنفاً،ويرتكب فيه العدو المدجج بكل انواع آلة الدمار العسكري الأمريكي المجازر وجرائم الحرب بحق أطفالنا ونساءنا والذين اقترب عددهم من (700) شهيد وأكثر من (4500 )جريح،يدعمه ويسانده ويوفر له المظلة والحماية والغطاء في ذلك من يدعون زوراً وبهتاناً تمسكهم بالشرعية الدولية ويذرفون دموع التماسيح عليها وعلى قوانينها وقيمها ومواثيقها،من هو ديكور بيد الأمريكان أمين عام الأمم المتحدة (بان كي مون) والأمريكان والمستعمرين الغربيين الذين شرعوا للعدو عدوانه وجرائمه ومجازره،تحت ذريعة ويافطة حقه المشروع في الدفاع عن نفسه،في أكبر عملية تزوير و"تعهير" للقوانين والمواثيق الدولية،حيث فقط هم لم يساووا بين الضحية والجلاد،بل ساندوا الجلاد على الضحية وصادروا حقه في الدفاع عن نفسه،وما كان لهم ان يتمادوا في هذا العدوان وتلك الجرائم،لولا دعم ومساندة المنهارين في الساحة العربية من مشيخات النفط والكاز وغيرهم من العربان الذين فقدوا البوصلة،ونظروا للأمور من زاوية خلافاتهم السياسية مع حركة حماس والوضع الداخلي لبلدهم،مختزلين القضية والمقاومة الفلسطينية في حماس.
غزة كشفت عار العرب وذلهم.... غزة انتصرت بمقاومتها وبصمودها وإلتحام شعبنا وجماهيرنا حول المقاومة...غزة كشفت بأن فلسطين محتلة من قبل العرب المرتعبين والمسكونين بالذل والعار....العرب العاملين كحراس للمشروع الصهيوني أكثر من الصهاينة انفسهم...غزة استوعبت قول سماحة سيد المقاومة الشيخ حسن نصرالله بأن دولة الإحتلال أوهن من بيت العنكبوت....غزة كان وما زال وفيّ لها محورها من قوى المقاومة وفي المقدمة منها البلد التي أطلق منها الراحل الكبير الإمام الخميني صرخته من أجل القدس وسوريا وحزب الله...ويكفي فلسطين وشعبها ومقاومتها وقدسها،بأن الصواريخ التي طالت معظم مساحة فلسطين التاريخية،ومعظم مغتصبات ومدن الإحتلال هي ايرانية وسورية.
منذ الصرخة المدوية التي أطلقها المرحوم الإمام الخميني قبل خمسة وثلاثين عاماً من أجل القدس،جرت في النهر مياه كثيرة،استمرينا نحن العرب والمسلمين،نحيي تلك الذكرى بالشعارات والهتافات والمسيرات والمظاهرات والتي جزء منها مدجن،وتسمح به الأنظمة تحت أعين اجهزتها الأمنية ومخابراتها وسقفها،لكي تمتص غضب الجماهير،ومن اجل التفريغ والتعبير عن غضبها وعواطفها ومشاعرها،وليت الأمور بقيت على هذا الحال،فمن بعد ما يسمى ب"ثورات الربيع العربي" وجدنا هناك من يصطفون من العرب العاربة والمستعربة علناً الى جانب الإحتلال ضد شعبنا وقضيتنا وقدسنا،وليس ادل على ذلك من تأييد البعض وتشجيعه للعدو في عدوانه الغاشم على شعبنا وأهلنا في قطاع غزة المحاصر.
تصطف بعض الأنظمة المنهارة الى جانب القوى المعادية لأمتنا وقضايانا القومية والوطنية،من أجل حماية انظمتها وعروشها وخدمة لمشاريع سياسية مشبوهة يريد فرضها الغرب الإستعماري والأمريكان على منطقتنا العربية،جوهرها قائم على إدخال منطقتنا في حروب وصراعات مذهبية وطائفية وتفكيك الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها،بما يخدم تلك المشاريع،وفي المقابل يستمر الإحتلال بالعمل،ويوصل الليل بالنهار،من اجل ان يحكم سيطرته على المدينة،حيث زرع في قلب كل حي وقرية عربية مستوطنة،ولم يكتفي بجدران الفصل العنصري والأطواق الإستيطانية الخارجية،بل عمد الى تقطيع اوصالها وجغرافيتها على المستوى الداخلي،من خلال إقامة المستوطنات في قلب الأحياء العربية،والتي تمنع تواصلها الجغرافي مع القرى والأحياء العربية المقدسية المحيطة،وصعد من عمليات هدم المنازل،بحيث لم تعد فقط مقتصرة على عمليات الهدم الفردي،والتي طالت منذ بداية الإحتلال اكثر من (2200 ) منزلاً فلسطينياً،بل أصبحت الهجمة والحملة تطال احياء بكاملها،كما هو حال حي البستان في سلوان،حيث خطر الهدم والتشريد يتهدد اكثر من (89) منزلاً و(1500) مواطن فلسطيني،وليس فقط الهدم،بل الإستيلاء على احياء فلسطينية بكاملها،كما هو الحال في حي الشيخ جراح وكبانية ام هارون،ناهيك عن الإستيلاء على البيوت والممتلكات العربية والفلسطينية،تحت حجج وذرائع قانون ما يسمى باملاك الغائبين،او إدعاء الملكية لليهود،او عبر عمليات الإحتيال والنصب والتزوير والتواطؤ والتنسيق ما بين الجمعيات الإستيطانية والمستوى السياسي والقضائي الإسرائيلي،أو عبر العديد من السماسرة وضعاف النفوس أفراد ومحامين ومهندسين ورجال أعمال وغيرهم،الذين يتولون عمليات تزوير الملكية لصالح تلك الجمعيات الإستيطانية.
واذا ما نظرنا إلى ما يجري على صعيد الأقصى،نجد ان خطر التقسيم الزماني والمكاني له،لم يعد مجرد شعار أو خبر او تصريحات صحفية إسرائيلية،بل المسألة اخذت تتجه نحو التطبيق العملي لهذا المخطط،،فهناك تشريعات وقوانين يجري سنها على المستوى القانوني والقضائي الإسرائيلي من أجل السماح لليهود والمستوطنين بالصلاة في الأقصى،وتخصيص اوقات واماكن لهم،وما يقوم به المستوطنين وجمعياتهم الإستيطانية بدعم ومشاركة المستوى القضائي والأمني،من إقتحامات يومية بمشاركة قيادات سياسية وحزبية،خير دليل على ما يرمي ويهدف إليه الإحتلال،ويترافق كل ذلك مع إقامة العديد من الكنس والمراكز التجارية الاسرائيلية بالقرب من المسجد الأقصى،والإستمرار بالحفريات أسفله ومن حوله لهذا الغرض.
منذ صرخة الإمام الخميني،وحتى اللحظة الراهنة،اسرائيل تضخ مليارات الدولارات من اجل تهويد المدينة،وزرعها بالمستوطنات،ونحن نعقد القمم العربية والإسلامية حولها،وتجتمع اللجان المسماة باسمها،وتقر دعماً للقدس،لا يصل منه إلا النزر اليسير،وأغلبه يتبخر بعد إنتهاء تلك القمم وإجتماع تلك اللجان.
القدس تضيع،ونحن نسير على نفس النمط والوتيرة والنهج"جعجعات" و"هوبرات" إعلامية وتصريحات ومقابلات صحفية،وشعارات وبيانات شجب وإستنكار،ونخوض جدال بيزنطي حول جنس الملائكة ذكر ام انثى.
نحن بحاجة الى الخروج عن ما هو مألوف،نحن بحاجة الى مواقف عملية،تخرج عن كل الأشكال والسياقات القديمة،بدل المبالغ التي تصرف للصراخ والهتاف وغيرها،تبرعوا بتلك المبالغ من اجل شراء منازل وبيوت وعقارات ووقفها،تبرعوا من اجل إقامة مشاريع إسكان في القدس،تحمي الأرض من خطر المصادرة،تبرعوا من اجل بناء مدارس في القدس،تثبت الطلبة في مدينتهم،وتحمي ذاكرتهم ووعيهم من خطر التشويه والإحتلال،فإحتلال الوعي يعادل إحتلال الأرض.
الإمام الخميني أطلقها صرخة مدوية،حولوا صرخة هذا الإمام الى أفعال حقيقية،فالتاريخ لن يرحم احدا منكم في حال ضياع القدس،وبدل الأموال التي تصرفونها على تدمير بلدانكم،وقتل أبنائكم بها،أيا ليت لو تصرفون الجزء اليسير منها لدعم صمود المقدسيين وبقائهم في قدسهم وعلى أرضهم.

القدس المحتلة – فلسطين
24/7/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد الأوروبي شريك في العدوان على شعبنا الفلسطين
- قراءة في لقاء القائد الوطني رمضان عبدالله على الميادين
- أليس هذا هو -الهولوكست- أيها الغرب المجرم..؟؟
- حركة الجهاد الإسلامي ...مواقف تثمن
- فرح بطعم الحزن والموت
- خصخصة المقاومة والإعلام
- غزة تحت النار
- المطلوب الآن الوحدة في الميدان
- القدس هبة جماهيرية بإتجاهين مفتوحة الآفاق لإنتفاضة شامله
- بعيداً عن حادثة الهباش رمضان والأقصى مجدداً
- لا بديل عن مشروع تقدمي نهضوي يسقط مشروع -الربيع العربي-
- نداء الى بقايا العرب والمسلمين.....ومن بقي منهم شريفاً
- أسرى القدس المحررين المختطفين
- العملية العسكرية على قطاع غزة مسألة وقت
- ما جرى ويجري إدارة للإنقسام وليس إنهاء له
- هل ينفط عقد حكومة -الوفاق- الوطني ..؟؟
- العرب و -تجريب المجرب-
- العراق تحت مقصلة التفتيت والتقسيم الجغرافي
- ايران تكسر العزلة والأطواق
- القدس......وازمة مؤسساتها


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هذا العام ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة