|
القدس....العيساوية نموذجاً
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 10:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القدس....العيساوية نموذجاً بقلم:- راسم عبيدات القدس كانت دائماً بوصلة النضال الوطني الفلسطيني.....والقدس هي من تتصدر المشهد الفلسطيني،تعطي بلا حدود،تدفع الثمن وتضحي ولا تنتظر الثمن من احد... تنتصر لقضاياها بطريقتها.... تفجر وتشعل لهيب الهبات الشعبية والجماهيرية وتقودها وتوجهها نحو انتفاضة شعبية عارمة...والإحتلال يستخدم كل اساليبه ووسائله من اجل كسر إرادتها ...قمع ومداهمات واعتقالات بالجملة ومحاكمات بالجملة أيضاً واحكام وغرامات "قراقوشية" بمئات الألاف بل وحتى بملايين الشواقل من اجل تطويع المقدسيين وكسر إرادتهم،فهم منذ جريمة حرق الفتى الشهيد ابو خضير حياً وقدسهم مشتعلة على كل الجبهات،وتخوض حرب شوارع مع قوات الإحتلال واجهزته الأمنية والشرطية ومستوطنيه....وأهل القدس يقولون هذا وقت المغارم لا وقت المغانم...ولن ننزل عن الجبل.. ويسطر المقدسيون أروع أشكال النضال والكفاح الشعبي...وتتصدر هذا المشهد المقدسي المقاوم قرية العيساوية الباسلة،والتي تمرس اهلها فصائل وأحزاب وجماهير في معمان النضال الشعبي والجماهيري والكفاحي،ويخوضون حرباً حقيقية مع قوات الإحتلال وأجهزتها الشرطية والأمنية وقواتها الخاصة ومستعربيها على مدار الساعة،ولا يرهبونها ولا يخوفون لا السجن ولا السجان،بل أصبحوا اكثر جرأة وصلابة في كفاحهم ونضالاهم،ويزدادون وعياً وثقة بمشروعهم الكفاحي والنضالي،وهم متقدمون على القيادة السياسية في وحدتهم الكفاحية والنضالية والسياسية،بل تتولد لديهم قناعة راسخة بأن هذه القيادة دون مستوى التحديات وهي اعجز بشكلها الحالي عن ان تشكل عنواناً وثقة لهم،ولذلك خلقوا اجسامهم الخاصة بهم،التي تمكنهم من نظم وهيكلة أطرهم وعملهم. العيساوية نموذجاً يجب ان يدرس ويعلم في النضال الشعبي والجماهيري...كما هو حال غزة في العمل المقاوم،فكما هي غزة محاصرة فالعيساوية محاصرة أيضاً ولكنها تقاوم وتقود المقاومة في القدس وتتصدرها بإمتياز،ويبدو بأن الحصار في كلا الحالتين،يلعب دوراً بارزاً في غرس مفاهيم وقيم المقاومة عند أبناء وجماهير غزة والعيساوية. العيساوية ممثلة بعدد لا بأس به من المناضلين في سجون الإحتلال بشكل دائم من مختلف الوان الطيف السياسي الفلسطيني،وعدد منهم بحكم الوعي والتجربة والخبرة والفاعلية والنشاط،يتصدر قيادة المنظمات الإعتقالية لأكثر من فصيل فلسطيني،وهم ايضاً جزء فاعل من قيادات منظمات الأسر في مختلف المجالات والميادين،واللافت للنظر بأن الكثير من معتقلي العيساوية الذين يخرجون من المعتقلات الصهيونية،يواصلون نضالهم ومقاومتهم للإحتلال،وبما يؤكد على مبدئيتهم وثقتهم بخيار المقاومة والكفاح،ولنا في المناضلين سامر ومدحت وشادي ورأفت وأختهم شيرين،خير مثال ودليل،حيث أن هذه العائلة المناضلة،بإستمرار وعلى مدار سنوات،كان في المعتقلات الصهيونية ثلاثة من أبنائها،وهذا لم يفض من عزيمتهم ولا عضدهم، ولا من عضد وعزيمة والديهم،الذين دائماً يعتزون ويفخرون بابنائهم،ويحثونهم على مواصلة الكفاح والنضال،ولديهم من الإرادة والمعنويات ما يشحن معنويات جيش باكمله،ونحن خبرنا ذلك من الأم المناضلة " أم رأفت" والدتهم،فعندما كان ابنها القائد سامر العيساوي،يخوض اطول إضراب مفتوح عن الطعام (280) يوماً،لم تهن او تضعف او تطالبه بإحساس ومشاعر الأم بفك او كسر إضرابه،بل كانت دائماً تقول هذا خياره،وعلينا ان نقف معه وندعمه،فإنتصاره هو إنتصار للحركة الأسيرة باكملها ولكل أبناء شعبنا،وحتى لو إستشهد فإنه سيكون أرسى قواعد جديدة في النضال والكفاح،يبنى عليها في المعارك النضالية القادمة ضد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية واجهزة مخابراتها،وعندما إنتصر سامر في معركة الأمعاء الخاوية،كان نصره نصراً لكل أبناء شعبنا الفلسطيني،حيث تحول الى رمز وقائد وطني إلتفت حوله كل جماهير شعبنا الفلسطيني على طول وعرض فلسطين التاريخية. والعيساوية لا يمكن لنا ان نختزلها في هذا المناضل او القائد،بل والحق يقال العيساوية،ابدعت وما زالت تبدع في النضال والكفاح الشعبي والجماهيري،وكانت سباقة في ميدان الفعل والمواجهة على صعيد العيساوية والقدس،ولذلك إستحقت لقب ستاليننغراد القدس بجدارة. لا مشروع وطني ولا دولة فلسطينية بدون القدس،فالقدس هي البوصلة التي يجب ان تكون حاضرة في كل برامج احزابنا وقيادتنا،ليس فقط على الصعيد النظري والشعاري،بل يجب ترجمة الأقوال والبرامج والشعارات الى خطط وبرامج عمل،من شأنها أن تسهم في تدعيم ثبات المقدسيين وصمودهم وبقائهم في قدسهم وعلى ارضهم،فالإحتلال يتحدث عن سحب الهوية الإسرائيلية من (14250) مقدسي،تحت حجج وذرائع ان مركز حياتهم ووجودهم ليس في القدس،في الوقت الذي لا تسحب فيه أية هوية مستوطن،ليس له علاقة بالقدس سوى بالأسم او العنوان. الإحتلال يسابق الزمن ويريد قادته ان يصحو،وقد اصبحت القدس فارغة وخالية من سكانها العرب الفلسطينيين،وهم يخوضون حرباً معهم يستخدمون فيها كل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة لطردهم وترحيلهم،وهاجس العامل الديمغرافي يقلق الإسرائيليين،فالعرب في القدس في تزايد وليس تناقص،فلا الضرائب الباهظة بأشكالها وعناوينها المتعددة،ولا الحصار ولا المصادرة للأراضي ولا الإجراءات البيروقراطية والمبالغ الخيالية المفروضة على رخص البناء ولا الغرامات الخيالية على البناء غير المرخص،ولا الإستيلاء على المنازل والممتلكات ولا جدران العزل والفصل العنصري ولا الأحزمة الإستيطانية في الأطراف وفي قلب البلدات الفلسطينية وكل إجراءات التهويد والأسرلة قد افلحت في طردهم وتهجيرهم،بل يزدادون صلابة وقوة وتصميماً على الدفاع عن وجودهم وبقائهم ومجابهة ومقارعة الإحتلال في كل الساحات والميادين. القدس موحدة على صعيد القاعدة وبكل ألوان طيفها السياسي في مقاومة ومقارعة الإحتلال،وهي تفرز قياداتها من خلال الفعل في الميدان،والشباب المقدسي يتصدر المشهد في الكثير من المعارك التي يخوضها المقدسيون ضد المحتل،وهم على قناعة بأن إعادة قضية القدس للصدارة وواجهة الأحداث والإهتمام،فقط ممكنة من خلال قيامهم بدورهم ومهامهم ومسؤولياتهم،فقد ملوا الشعارات وبيانات الشجب والإستنكار وحرف"السين" من العرب والمسلمين،فالأرض تضيع والأقصى يقسم،والعرب والمسلمين جزء منهم متآمر وآخر متفرج،وما تبقى جريح ويئن من وطأة الإحتراب والإقتتال الذي فرضه العرب عليهم.
القدس المحتلة – فلسطين 17/8/2014 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إطمئنوا يا عرب
-
القدس ....يجب ان تبقى بوصلتكم
-
مهرجان تأبين الفتى الشهيد أبو خضير خطاب مقاومة بإمتياز
-
قراءة غير مكتملة في الحرب العدوانية على قطاع غزة
-
جرائم الإحتلال بحق المقدسيين تتعاظم
-
هل سنبقى متحدين بعد وقف العدوان على غزة..؟؟؟
-
عندما نخجل من عروبتنا
-
-داعش- وتصفية الوجود العربي المسيحي
-
المستوطنون في القدس -يتغولون-
-
عيد بطعم النصر والحزن والألم
-
هذا العام ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة
-
الإتحاد الأوروبي شريك في العدوان على شعبنا الفلسطين
-
قراءة في لقاء القائد الوطني رمضان عبدالله على الميادين
-
أليس هذا هو -الهولوكست- أيها الغرب المجرم..؟؟
-
حركة الجهاد الإسلامي ...مواقف تثمن
-
فرح بطعم الحزن والموت
-
خصخصة المقاومة والإعلام
-
غزة تحت النار
-
المطلوب الآن الوحدة في الميدان
-
القدس هبة جماهيرية بإتجاهين مفتوحة الآفاق لإنتفاضة شامله
المزيد.....
-
ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي
...
-
خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي
...
-
الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو
...
-
ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج
...
-
بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
-
سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة
...
-
نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما
...
-
اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب
...
-
مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
-
زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان
المزيد.....
-
الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو
/ زهير الخويلدي
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
المزيد.....
|