أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - شهداء القدس وهموم القدس














المزيد.....

شهداء القدس وهموم القدس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



محمد يزف محمد،ومحمدا يودع محمد،وشهداء القدس محمودين،فمنذ جريمة خطف وتعذيب وحرق الشهيد الفتى محمد ابو خضير حياً،على يد عصابات مجرمة وحاقدة من المستوطنين،وشلال الدم المقدسي لم ينقطع،فكان الشهيد محمد الأعرج على حاجز قلنديا في أضخم واكبر تظاهرة جماهيرية على حاجز قلنديا،تنديداً بالعدوان والمجازر والجرائم الصهيونية بحق شعبنا واهلنا في قطاع غزة...ومن بعدها كان الشهيد محمد جعابيص سائق "الباكر" الحفار،الذي قتل بدم بارد على يد قوات الأمن والشرطة الإسرائيلية،بعدما قام المستوطنون بالإعتداء عليه،واليوم جاء استشهاد الفتى محمد سنقرط بعد اسبوع من الموت السريري نتيجة إطلاق الرصاص المعدني عليه على الراس ومن مسافة قصيرة من قبل شرطة الإحتلال وليلتحق بالمحاميد الثلاثة الذين سبقوه...أنه عرس المحاميد المتواصل في القدس...عرس سيتواصل ما دام الإحتلال جاثم على صدور شعبنا وقدسنا.
القدس هي من تهب وتشعل فتيل الأحداث والإنتفاضات،تدفع وتقدم على مذبح الحرية والدفاع والصمود وحماية المقدسات وبالذات المسجد الأقصى،الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين..القدس تحاصر وتزرع المستوطنات في قلب احيائها العربية،تحاصر قراها وتمنع من التمدد والتواصل الجغرافيا والديمغرافي،والهدف واضح الطرد والترحيل القسري،ولكن المقدسيون يقولون هنا ولدنا..هنا ترعرعنا...وهنا كبرنا..وهنا نموت وندفن...في قدسنا عنوان عزتنا وكرامتنا.
قتلة الشهيد الفتى أبو خضير تأجلت للعشرين من الشهر القادم،وهي جريمة مكتملة الأركان،ولا تحتاج الى ادلة وقرائن وبيانات،وفيها إعترافات واضحة،ولكن الإحتلال كعادته،يحاول ان يجد منفذاً ومخرجاً للقتلة،لكي لا تتم محاكمتهم وسجنهم،فتارة يجري الحديث عن ان اثنين من المتهمين قاصرين،والمتهم الثالث مشكوك باهليته،كل ذلك لكي ينالوا حكماً مخففاً،او يتم الإفراج عنهم،ولنا شواهد وسوابق عديدة جرى فيها إطلاق سراح قتلة أبناء شعبنا من قبل المستوطنين،او ممن إرتكبوا جرائم ضد مقدساتنا وممتلكاتنا،كما حدث مع المتطرف الصهيوني من أصل أسترالي "روهان" عندما قام بحرق المسجد الأقصى في آب/1969،حيث جرى ترحيله الى أستراليا فورا تحت ذريعة عدم أهليته.واليوم يجري الحديث عن قتلة الشهيد الفتى أبو خضير بنفس الإتجاه،وكأن سجون الإحتلال ليست مليئة بأطفال شعبنا،والذين حكم عليهم بعشرات السنين لقضايا امنية،ولا نخال كذلك بانه سيجري محاكمة لقتلة الشهيد محمد جعابيص،والذي تثبت كل الدلائل بانه جرت تصفيته بدم بارد،ودون ان يشكل أي خطر على جنود الإحتلال او حتى مستوطنيه،وما ينطبق عليه ينطبق على الشهيدين محمد الأعرج والفتى محمد سنقرط،فالحجج والذرائع جاهزة ،قوات الأمن تصرفت وفق الأوامر والدفاع عن النفس.
هذا هو حال شعبنا في مدينة القدس..معاناة دائمة ومستمرة ...الكل يعاني العامل والمعلم والطالب والمواطن والتاجر والطفل.
العامل يدفع به للعمل في المؤسسات الصهيونية في الأعمال السوداء والدونية،حيث يتعرض للإضطهاد والتمييز على خليفته القومية،ولقمة عيشه مغمسة بالذل وإمتهان الكرامة،والمعلم يحرم من الوصول الى مدرسته من كثرة الحواجز وتجري إعاقته عن قصد،وفي الكثير من الأحيان،لا يستطيع التعبير عن رأيه او موقفه ضد الإحتلال،فهو مهدد من قبل اجهزة الأمن الإسرائيلية في لقمة عيشه،والطالب يحرم من التدريس بسب النقص في الغرف الصفية،مما يضطره للتسرب من المدارس،والضياع بين سوق العمل الأسود أو مخاطر الإنزلاق الى الأمراض الإجتماعية من "طوش" و"تسكع" في الشوارع او ينغمس في الرذيلة والأمراض الإجتماعية الأخرى كالمخدرات وغيرها،ناهيك عن محاولة أسرلة وعيه والسيطرة على ذاكرته الجمعية وتشويه انتمائه وزعزعة ثقته بقضيته وبحقوقه وحشو دماغه بمعلومات مغايرة للواقع والتاريخ عن بلده ووجوده فيها.
اما المواطن المقدسي،فهو مثقل بالهموم،من كثرة ما يتعرض له من ضغوطات وإجراءات وممارسات بحقه من قبل حكومة الإحتلال واجهزته المختلفة،حيث الحرمان من البناء والسكن،نتيجة القيود الكثيرة والتعجيزية والتكاليف الباهظة للحصول على الترخيص والتي تجاوز ال(50) ألف دولار للشقة الواحدة،ناهيك عن الغرامات الباهظة المفروضة على البناء غير المرخص،وما يستتبع ذلك الكثير من الضرائب مثل المسقفات"الأرنونا" والدخل والتامين الوطني ورسوم المجاري والتلفاز.
أما عن اوضاع التجار وبالذات منهم تجار البلدة القديمة من القدس،فقد بلغت درجة كبيرة من الخطر،ليس بسبب ما يتعرضون له من إجراءات ومضايقات وقيود من قبل الإحتلال وما يسمى ببلدية القدس فقط،بل الكثير من محلاتهم التي أغلقت والتي تزيد عن (300) محل بسبب ان تكاليف فتحها أكثر من تكاليف إغلاقها،والعديد منها بسبب ما تراكم عليها من ضرائب وبالتحديد المسقفات "الأرنونا" والبالغة عشرات الآلاف الشواقل،أصبح مهدد بخطر الإستيلاء عليه من قبل بلدية الإحتلال واجهزتها المختلفة،ناهيك عن ان هذا الوضع اضطر العديد من التجار لنقل مركز حياتهم من القدس للضفة الغربية،من اجل تدبير امور معيشتهم وحياتهم،وبما يعني بالملموس تفريغ البلدة القديمة من سكانها العرب،وبما يمهد لإستيلاء المستوطنين عليها.

أما الأطفال المقدسيين فهم يجري التنكيل بهم بشكل يومي،حيث تجري عمليات اعتقال لهم شبه يومية،اعتقالات وما يصاحبها من إرهاب وتخويف وتحقيق واحكام،تحرمهم ليس من طفولتهم فقط،بل من دراستهم،ناهيك عن إبعادهم عن أسرهم واماكن سكنهم،وكل ذلك يؤثر على نفسياتهم وسلوكهم،تلك هي حياة الطفل المقدسي في ظل الإحتلال.
بإختصار المقدسي في بلده غير آمن،ويدفع ثمناً باهظاً كإستحقاق لصموده وبقاءه في القدس ودفاعاً عن وجوده وكرامته ومقدساته.
يقف وحيداً وبإمكانياته الذاتية في خوض معاركه على كل الصعد ضد الإحتلال،متسلحاً بالإرادة وغريزة البقاء في هذه المدينة،التي تعبر عن كينونته ووجوده وهويته،ولا يسمع من محيطه العربي والإسلامي غير طحناً بدون طحين،وصوت حتى بدا يخفت يدين ويستنكر على إستحياء إجراءات وممارسات الإحتلال بحق القدس ومقدساتها وسكانها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -داعش- وإزدواجية المعايير في محاربتها
- نحو إعادة صياغة الوعي العربي
- كيف سنتفق وهل من الممكن ان نتفق ..؟؟
- حقائق على أبواب العام الدراسي الجديد
- الذاكرة الإنسانية تحفظ مبدعيها والشعوب تحفظ للشهداء نضالاتهم ...
- الإحتلال وتخريب الجبهة الداخلية الفلسطينية
- دحر الإحتلال ...الآن إمكانية واقعية
- القدس....العيساوية نموذجاً
- إطمئنوا يا عرب
- القدس ....يجب ان تبقى بوصلتكم
- مهرجان تأبين الفتى الشهيد أبو خضير خطاب مقاومة بإمتياز
- قراءة غير مكتملة في الحرب العدوانية على قطاع غزة
- جرائم الإحتلال بحق المقدسيين تتعاظم
- هل سنبقى متحدين بعد وقف العدوان على غزة..؟؟؟
- عندما نخجل من عروبتنا
- -داعش- وتصفية الوجود العربي المسيحي
- المستوطنون في القدس -يتغولون-
- عيد بطعم النصر والحزن والألم
- هذا العام ذكرى يوم القدس العالمي مختلفة
- الإتحاد الأوروبي شريك في العدوان على شعبنا الفلسطين


المزيد.....




- حفتر يعين نجله صدام نائبا له
- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - شهداء القدس وهموم القدس