أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن العاصي - في سياق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية















المزيد.....

في سياق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة أولية في التداعيات المحتملة

تسعى الإدارة الأمريكية هذه الأيام إلى بناء تحالف واسع لمواجهة مخاطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية . فقد استشعرت الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية ، إضافة إلى الدول الإقليمية ، المخاطر الجدية التي بدأ التنظيم يشكلها على مصالحهم ، خاصة بعد أن استطاع التنظيم التمدد في عمق الأراضي العراقية ، ومن بسط نفوذه المسلح على حوالي نصف مساحة العراق ، بما تحتويه هذه البقعة الجغرافية من آبار للنفط وسدود مياه وثروات استراتيجية .
ففي مشهد دراماتيكي غير مسبوق حفلت الأسابيع الماضية بتطورات مهمة جداً في منطقة الشرق الأوسط، لعل أبرزها انهيار القوات العسكرية النظامية العراقية أمام تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية كحجارة الدومينو ، تاركين خلفهم أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة ،ومستودعات عديدة ممتلئة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة المتوسطة والثقيلة ،الأمر الذي مكّن مقاتلي الدولة إلى الوصول على مشارف مدينة بغداد ، وإلى حدود إقليم كردستان شمالاً،وقد استغل التنظيم ضعف العقيدة لدى غالبية أفراد الجيش العراقي نتيجة الصراعات المذهبية التي مزقت البلد ،كما ساعده على التمدد السريع حالة الغضب لدي المكون السِنّي نتيجة السياسات الطائفية والإقصائية التي اتبعها نوري المالكي اتجاههم طوال سنوات وجوده في السلطة ، الأمر الذي خلق حالة من العداء الشديد له ولأعضاء حكومته من قبل أهل السنة ،الذين تعرضوا لأبشع معاملة من قبل حكومة المالكي، وزج بالآلاف منهم في السجون الطائفية ، هذا الوضع ساعد تنظيم الدولة من السيطرة ببساطة على كافة المناطق العراقية التي يقيم فيها السُنة دون أي مقاومة بسبب تقاطع المصالح.
لكن الصورة المخيفة التي قدمها التنظيم للفكر الإسلامي المتطرف ،ومحاولته إعلان دولة خلافة إسلامية من خلال استحضار التاريخ وإحياء بعض الطقوس الإسلامية مثل المبايعة وإقامة الحد الشرعي ،وانتشار الصور والفيديوهات التي تُظهر قيام أعضاء من تنظيم الدولة يقطعون رؤوس العباد وأياديهم، تطبيقاً لأحكام الشريعة الإسلامية النساء ، وتجنيد الأطفال ، واعتبار النساء الغير مسلمات سبايا ورجالهم كفار ،هذه الصورة أقلقت المجتمع الدولي كثيراً ، لكن هذا القلق اتخذ فقط صورة الإدانات والتصريحات التي تنبذ هذا السلوك الوحشي وتعتبره منافي للقيم الإنسانية .

لكن الأمر اختلف كثيراً لدى هذا العالم الحر والمتحضر ولدى منظريه وقادته السياسيين والعسكريين حين بدأ تنظيم الدولة الإسلامية بالمس بالمصالح الأمريكية والغربية في العراق ،فقد استولى التنظيم على أهم الحقول النفطية العراقية ولم يتأخر في بيع شحنات ضخمة من النفط للسوق السوداء بأسعار تنافسية ، الأمر الذي وفر سيولة نقدية كبيرة لهذا التنظيم للصرف على مقاتليه،وتمويل عملياته العسكرية، ثم أن التنظيم صادر كميات كبيرة جداً من الأسلحة المتطورة ومن العتاد من مستودعات الجيش العراقي خلال الأسابيع الماضية ،وتخشى الإدارة الأمريكية أن يستخدم التنظيم هذه الأسلحة صد حلفائها في المنظقة ، خاصة إن علمنا أن الطريق كانت سالكة للتنظيم نحو الأردن ،وكانت قواته قد وصلت بالفعل إلى حدود كركوك أهم مدينة نفطية في العراق ،من جهة أخرى لم تكترث الولايات المتحدة الأمريكية لسقوط آلاف الضحايا على يد القوى المتطرفة في العرق وسورية ومن ضمنها تنظيم الدولة ، لكن حين تجرأ تنظيم الدولة وأعدم الصحفي الأمريكي علانية ، وتم تصوير عملية ذبح الصحفي ونشرتها وسائل الإعلام المختلفة ، وشاهدها مئات الملايين من الناس بمن فيهم المواطنين الأمريكيين أنفسهم ، هذا المشهد الذي شكل تحدي واضح من قبل التنظيم للولايات المتحدة الأمريكية ، وتعمد واضح لكسر هيبتها وإذلالها من خلال الرسالة التي أراد التنظيم إيصالها ألى الإدارة الأمريكية وإلى المجتمع الغربي .
كل هذا إضافة إلى الخشية الأمريكية من أن تؤدي هذه التطورات إلى حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها في ظل تناقضات وصراعات أقليمية ، بين المملكة العربية السعودية من حهة وإيران من جهة أخرى ، إضافة إلى خلافات سعودية - تركية وكذلك تركية - إيرانية ، وكذلك الوضع المتدهور في اليمن ،والملف السوري وتعقيداته ، والإنفلات الأمني الذي لايبشر بخير في لبنان ،وظهور بوادر تأييد علنية في بعض المدن الأردنية لتنظيم الدولة ورفع أعلامه ، الخلافات الخليجية - الخليجية ، كل ذلك يجعل المنطقة برميل بارود جاهز للإتفجار في أية لحظة ، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية للتحرك ،فقد أعلن رئيسها المتردد عن أن بلاده ستقود تحالف دولي يضم حلفاء تقليديين للولايات المتحدة كبريطانيا وفرنسا وكندا واستراليا وانضمت ألمانيا بعد رفض وتردد ، وكذلك شدد الرئيس الأمريكي على أهمية مشاركة عربية وإقليمية بهذا التحالف ، حتى ينال شرعيته التي يحتاجها .

وقد استبقت الولايات المتحدة تشكيل التحالف ، ونفذت الطائرات الأمريكية غارات جوية ماحقة استهدفت مواقع تواجد وتحصينات تنظيم الدولة في العراق ، هذا القصف الجوي المتواصل أدى فعلاً إلى تراجع قسري لقوات التنظيم عن بعض المدن التي كانوا يحتلونها ، ومما مكن قوات البيشمركة الكردية وكذلك القوات العراقية من إعادة فرض سيطرتها على بعض البلدات والقرى وإعاد لهما بعض الثقة التي فقداها خلال الأسابيع الماضية .

الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أن هدف التحالف الذي سيتشكل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية هو القضاء على التنظيم في العراق وإنهاء وجوده ، ومحاصرته واحتوائه في سورية ،وكذلك تجفيف منابع تمويل التنظيم المالية ، والحد من تدفق المقاتلين عبر الحدود إلى سورية والعراق . وإذا كان مفهوماً لدينا أن الإدارة الأمريكية قد أفصحت عن استراتيجية محاصرة تنظيم الدولة في سورية واحتوائه من خلال إعادة النظر بموقفها من تسليح الفصائل المعتدلة من الجيس السوري الحر كما تقول هي ، هذه الفصائل التي خذلتها الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين ، وتركوهم وحدهم في مواجهة مصيرهم في معركتهم مع النظام السوري ، فإنه ليس مفهوماً لدينا البتة ماهي استراتيجية الولايات المتحدة وخططها للقضاء على تنظيم الدولة في العراق .
وبالرغم من إلان حلف الناتو عن تشكيل قوة تدخل سريع ، إلا أننا نشك أن هذه القوة ستشارك في العمليات ضد قوات التنظيم على الأرض،وتضاربت الآراء حول الهدف من تشكيلها ، هل هو لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ، أم لمواجهة أطماع الرئيس الروسي بوتين في اوكرانيا. ومن الجلي للجميع أن الغارات الجوية التي يشنها الطيران الحربي الأمريكي على تنظيم الدولة في العراق ، لن يؤدي إلى القضاء عليه ، إذ لا بد من مواجه برية معه ، فهل تكتفي الإدارة الأمريكية بتوجيه ضربات جوية وتدعيم قوات البيشمركة وتسليح قوات الجيش العراقي النظامية ، لتولي مهمة المواجهات البرية مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ؟ أم ستطلب الولايات المتحدة من بعض الدول العربية المشاركة بقوات نظامية وقطعات من جيوشها للمشاركة في هذه الحرب ؟ ومن من الدول العربية سيوافق على إرسال قوات عسكرية ؟
وفي حال وافقت بعض الدول العربية على إرسال قوات من جيوشها لمقاتلة تنظيم الدولة ، فماهي التداعيات الداخلية والإقليمية المتوقعة لهكذا مشاركة ؟خاصة وأن شعوب العديد من الدول العربية تؤيد هذا التنظيم سراً أو علانيةً ، وليس دوماً حباً في هذا التنظيم ، بل مقتاً للأنظمة العربية وسياساتها والتي يرى غلبية المواطنين العرب في مواقف تنظيم الدولة تحدي لهذه الأنظمة العربية القمعية،ثم أليس هناك من خطر إنزلاق العراق أكثر وأكثر في حرب طائفية أهلية تقضي على ما بقي من مقومات الدولة العراقية وتحولها إلى أفغانستان جديد ، أو إلى دولة فاشلة ، كل هذه أسئلة برسم الأسابيع القادمة ،لكن من الواضح والمؤكد أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوط شديدة على دول المنطقة ، بدء من الضغوط التي مارستها على كافة القوى السياسة في العراق لتشكيل الحكومة في والبدء في عملها ، وكذلك الضغوط التي ماستها على النظام الأردني كي يثنيه عن موقفه الذي كان قد أعلنه قبل بضعة ايام على لسان رئيس وزراءه الذي قال أن الأردن لن يشارك باي تحالف وأنه لن يقاتل بالنيابة عن أحد ، وكذلك ضغوط على وزراء الخارجية العرب أثناء اجتماعهم لإعلان موقف واحد متشدد اتجاه محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
فهل تنجح الولايات المتحدة في قيادة هذا التحالف ، وفي القضاء على تنظيم الدولة في العراق ، في ظل طل هذه التعقيدات المصاحبة لهذا الملف محليا وإقليمياً ،ومن المؤكد أن الولايات المتحدة والغرب مدركين تماماً لهذه التعقيدات ، وهذا ما دفع الإدارة الأمريكية كي تعلن أن هذا التحالف سوف يستمر إلى بضعة شهور أو بضع سنين كي يحقق أهدافه ،وهو ما يجعل المشهد في المنطقة قاتماً لا انفراجات جوهرية فيه قريباً .



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الفلسطيني يقع في فخ -الشاباك-
- بعد مخاض غزة العسير ... سلطة رام الله تلد مسخاً
- شيخُ قبيلتي
- حتى لا تتبدد دماء الشهداء
- العدوان الصهيوني على غزة
- حضرة الرئيس
- مناديل الحوريات
- بخار الّليل
- مناديل الوداع
- بستان التوت
- مفتون حد الظمأ
- رائحة الصلاة
- أول الدهشة
- صدر النهر
- القناديل العارية
- نفحة الروح
- زهر محلّى
- غيبوبة خضراء
- حزن حزين
- ذاكرة من مطر


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن العاصي - في سياق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية