أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - العدوان الصهيوني على غزة














المزيد.....

العدوان الصهيوني على غزة


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 17:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أحد بمنأى عن العربدة الإسرائيلية

إن حجم الدمار الشامل الذي خلّفه العدوان الصهيوني الأخير على غزة ،شكّل لحظة عمياء في كل القيم والمبادئ الإنسانية
التي يتبجح بها المجتمع المدني المتحضر ، ولايمكن مقارنة هذه الوحشية إلّا بغزو التتار لمدينة بغداد .
إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب تصفية و إبادة من قبل ماكينة القتل الصهيونية من طرف عدو إقصائي لاعلاقة له بالقيم الأخلاقية ، الدينية منها أو الإنسانية ، فالعقلية الصهيونية تقتل الإنسان الفلسطيني وتدمر كل شيء ، وتحرق المزروعات من منطلقات استعلائية تمجّد العرق اليهودي على سواه ، وتتحدث عن دولة يهودية لاوجود فيها للعرب ، وهي بذلك تتقاطع مع الأفكار النازية وقيمها المدمرة ، والتي كان اليهود أنفسهم للمفارقة ، أهم ضحاياها خلال أربعينيات القرن الماضي .
إن بشاعة هذا العدوان والفكر العنصري الفاشي الذي يغذيه ، يجعلنا نتساءل عن عجز الفكر الإنساني والمجتمعات المعاصرة والوعي الجمعي للعالم عامة ، وللدول الغربية خاصة ، عجزه عن محاصرة هذه الأفكلر الشوفينية والقضاء عليها بعد مرور أكثر من نصف قرن على القضاء عليها في مهدها .






من جهة أخرى، فإن حالة العجز والذل والهوان التي يعيشها المواطن العربي ، أوقعته ضحية الشعارات والإحتجاجات اللتان لجأ إليهما كوسائل احتجاج ودفاع و تضامن مع الشهب الفلسطيني ، وهو في هذا يعزز ضعفه وسلبيته ويُظهر حالة التكلس التي اصابت مفاصل الحراك الشعبي العربي ، ومازال المواطن العربي لايدرك أن الشعب الفلسطيني يدافع عن كرامة الأمة العربية في وجه أعداءها ،وأن لاجدوى من شعارات دعم نضال الشعب الفلسطيني ما لم يستعيد المواطن العربي كرامته من النَظم الحاكمة ، وأن لا فائدة من الدعاء ومن الصراخ ما لم نبدأ في تفكيك أزمة الإنسان العربي وفهمها والنضال إلى تجاوزها .
كما يبدو فإنه في الوقت الذي يظهر فيه رجال الأمة العربية والإسلامية مازالوا غير جاهزين لتلبية نداءات النساء الفلسطينيات والإستجابة إلى صرخات أطفال غزة الذين تفرمهم آلة القتل الصهيونية فإن الحكّام العرب أصبحوا يتحدثون عن الاستخدام"المفرط للقوة" أو "للحرب بين الجانبين" ، ولم يعد الكيان الصهوني هو العدو الوحيد للأمة العربية ولشعوبها ، بل أصبح طرفاً من الأطراف ، ومن سخرية هذا الواقع المرير الذي يعيشه العرب أن الزعماء والقادة والحكام يتظاهرون أيضاً جنباً إلى جنب مع شعوبهم للتنديد بوحشية العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، ويوقعون على مذكرات الإدانة ، وكأنهم جزء من لعبة شطرنج ، وليسوا قادة وعلى عاتقهم تقع مسؤولية اتخاذ قرارات تاريخية ومصيرية متعلقة بمصير شعوبها وشعوب الأمة العربية ، وبذلك وفي صورة سوريالية ، نجد الحكام والشعوب في خندق واحد للمفارقة ، ينددون بالعدوان الصهيوني .

بعيداً عن المزايدات والبطولات التاريخية ، وبعيداً عن الخطابات الإنهزامية الإستسلامية ، فإن على الأمة العربية والإسلامية شعوباً وحكومات واجب دعم المقاومة ورجالها وقواها السياسية في فلسطين وفي غزة تحديداً ، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني الحاضن للمقاومة، كما علينا أن نعيد صياغة القيم الأخلاقية والتنويرية ، وإعادة تفعيل قيم النضال والكفاح التي تنحاز لمصالح الشعوب العربية وكرامتها بما يحقق مصالحها ويبني مستقبلها ، نحتاج إلى إعادة الروح لمفاهيم التضامن العربي-العربي ، والتصالح العربي مه محيطه الإقليمي ومع كافة الأقليات الغير عربية في المنطقة والتي تتعرض لنفس التهديدات .

إن الفكر الصهيوني بمفاعيله العنصرية ، والعدوانية التوسعية ، يشكل خطراً على جميع سكان المنطقة وعلى مستقبلهم ، وعلى الجميع التضافر من أجل درء هذا الخطر ، وإلّا فعلى الجميع أن يتحسس رأسه في قادم الأيام .



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرة الرئيس
- مناديل الحوريات
- بخار الّليل
- مناديل الوداع
- بستان التوت
- مفتون حد الظمأ
- رائحة الصلاة
- أول الدهشة
- صدر النهر
- القناديل العارية
- نفحة الروح
- زهر محلّى
- غيبوبة خضراء
- حزن حزين
- ذاكرة من مطر
- الفنان الدنمركي من أصل فلسطيني موسى دعيبس ... وطني يعيش في ق ...
- ياموتنا في نصالك الحياة
- صكوك الموت
- طعم الكوثر
- مخاض الريح


المزيد.....




- رئيس الأركان الإيراني يتصل بوزير الدفاع السعودي.. ما السبب؟ ...
- ترامب: نتنياهو-بطل- ومحاكمته -مهزلة- قد تؤثر على المفاوضات م ...
- جندي إسرائيلي رفض الخدمة بغزة: يريدون تدمير حماس لكنها لا تز ...
- محارب ذكي وواقعي… أول مسلم يقترب من قيادة نيويورك
- جيش الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى
- صحف عالمية: إسرائيل انقسمت مجددا بشأن غزة وترامب خلق وضعا هش ...
- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - العدوان الصهيوني على غزة