حسن العاصي
باحث وكاتب
(Hassan Assi)
الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 18:53
المحور:
الادب والفن
فيمَا مَضى
كانَ لِشيْخِ قَبِيلتِنا جارِيَةً فاتنةً
فتيَّةٌ لَعُوبٌ
رشيقةُ الحركاتِ
يَقطرُ صَوتُها غنجاً ودلالاً
تَسيرُ بِزُهُوٍّ تَتَلَوَّى دَلعاً
كانَ شَيْخنَا يَأْتِيها كُلَّ لَيلةٍ
وكانَتْ رائِحةُ مُعاشَرَتَها تَصِلُ
إِلى شُقوقِ خِيامِ القبِيلةِ
فَيتسابَقُ الرجالُ والفِتيةُ
بأَعْضاءٍ ذُكوريةٍ مُنتَفِخَةٍ
وتَصوُّراتٌ شبقيَّةٌ
يَتلَصَّصونَ عَلى اللَّحْمِ الحَيِّ
خَلفَ قُماشِ الخَيمةِ الغَليظِ
كانُوا يَأْكُلونَ لَحْمَها نيِّئاً
ويَسْتَبيحونَ عَوْرتَها
يَتأوَّهُ الرِّجالُ مَعَ حُسنِ حَركاتِها
وكَمْ مِنهُمْ كانَ يَعْتَليها
ومِنهُمْ كانَ يَدُسُّ رأْسَهُ بينَ فَخْذَيْها
وَكَم مِن رَأْسٍ احْمَرَّتْ وَجْنَتاهُ
وتَورَّمَتْ أَوْرِدَةُ أَعناقِ الجميعِ
حتَّى الصِّبيانُ
كانَ لَهُمْ مِن الملذَّاتِ نَصيب
لايطيقون صَبراً
لِلحُصولِ عَلى حِصَّتُهم
كانَ الرِّجالُ
يَعودونَ بعدَ انفضاضِ الوليمةِ
إلى زَوجاتِهُمْ
كُلَّ واحِدٍ مِنهُمْ كانَ يَغْشَى امرأَتَهُ
قَبلَ الغَيبوبَةِ الأَخيرةِ
وهَكذا كانَ الجَميعُ في قَبيلَتي
يَنامونَ شَبْعانُونَ
ذَاتُ شَهوةٍ حينَ اشْتدَّ الوطئَ عليها
هَربتْ الجارِيَةُ مِن الشّيْخِ ومِن القَبيلةُ
هامَتْ عَلى خَيْبَتِها
لاذَتْ بالصَّحْراءِ
تَستَغِيثُ بِرَملِ الأنبياءِ
اشتدَّ المرضُ بالشيخِ
ومنذ وفاةِ شيخِ قبيلتنا
كَمِداً وغَمّاً على فراقها
ينامُ ذكورُ القبيلةِ جائعينَ
كُلَّ لَيلةٍ دونَ طَعامٍ
#حسن_العاصي (هاشتاغ)
Hassan_Assi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟