أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محسن لفته الجنابي - في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق














المزيد.....

في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 21:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأغتيال سلوك جبان ينم عن إفلاس فكري يجعل القاتل ينحدر الى مستوى الحشرات البدائية التي تلدغ وتلوذ بالفرار , فاعله أبعد مايكون عن الأنسانية وأخلاق الفرسان , فللحروب قواعد و للشجار أصول وللمشاكل حلول مهما كان حجم الصراع بين الغرماء , حين يكفر بها الغادر يحيل نفسه الى وحش بائس لن يتنعم بالنتيجة لما يصبوا أليه من أهداف لسبب بسيط , أنه حين يقتل خصمه يكون قد أعلن في نفس اللجظة هزيمته و عجزه عن المطاولة أمام العيان وبذلك يحوّل المقتول الى بطل يخلده التاريخ مهما كان , أضف أليها إن روح الضحيّة تبقى تطارد القاتل وتقض مضجعه مهما أوغل في الدنائة و الأنحدار و كذلك القدر لا يمكننا تجاهله بعد تجربتنا المريرة في الحياة فكلنا نعرف كيف يفضح كل جرم مهما حرص فاعله على إخفاء الأسرار ومن كل ذلك يكون القاتل قد خسر كل شيء فلا أصعب ممن يعيش متأرجحاً مابين الموت اليومي والحياة .
في العراق وبعد الأحتلال حصلت جرائم أغتيال (مستمرة طبعاً) لايمكن حصرها (عشرات أو مئات الآلاف) أغلبها تم التعتيم عليه من خلال تحويلها لجرائم جنائية أريد لها أن تكون أجتماعية عادية فقط تحصل في أرقى البلدان , يمكننا هنا تأطيرها تحت خانة الثأر , لكننا لن ننصف المنهجية بهكذا وصف فللأغتيال عندنا أسباب و أبواب , منها مايكون دافعه سياسي ومنها بدافع ديني ومنها الأجتماعي و منها ما نصفه بـ(حسد العيشه) أو الشعور بالنقص , نلاحظ إن أرتفاع مؤشر القتل بهكذا أسلوب يكشف مستوى الجهل والأنحطاط المتفشّي في مجتمعنا المليء بالمجرمين من شتى الأصناف , هناك جانب مشرق رغم أن الموضوع مقزز فقد تحول كل مغدور الى بطل يتم تخليده على لسان الناس و يمتد ذلك للأجيال , ومن لم يتم تخليده بالعلن تأكدوا أنه مخلد بالسر حتى ساعة إعلان .
القاتل والمحرض والمزود للمال والسلاح في الغالب هم (مرتزقة الأسلام السياسي) فمن غيرهم يذبح الآخرين بتلك الأساليب الوحشية التي يندى لها الجبين , ومن لا يقتنع بالأتهام فليذهب لمطالعة أقرب نشرة للأخبار , رجال داعش بدشاديش هم نسخة داعش المتسترين بالسلطة و البدلات من ماركة إيف سان لوران , لو نزعوا جلودهم سيبقون كما هم لايعرفون من الدنيا سوى تكفير منافسيهم وقتلهم لأنهم لايملكون زوادة النزال , فقراء للنقاش غارقين في أزمة (دينهم) الذي لايقبل التطور والحراك , الثقافة والعلم و الديمقراطية عندهم رجس من عمل الشيطان , مساكين لايعرفون أن الناس سواسية و أن الدنيا مشروع غايته ترك رسالة في الحياة تخلد صاحبها بعد الممات .
شكري بلعيد ومحمد برهامي أغتالهم المتطرفون في تونس وهم ناشطين مدنيين فكان الثمن أن يُقتل القتلة و لو بعد حين , والثمن الأكبر كان الأطاحة بالمشروع الظلامي للمحرضين , كذلك ناجي العلي وعلي شريعتي و غيرهم تحول مشروعهم بعد أغتيالهم الى رسالة ثابتة تتجدد مثل الكوكب السيّار لينير الطريق ويشذب أفكار الناس , فيما أختفى القتلة خلف الخزي والحضيض والنسيان .
الشهيد هادي المهدي ذلك الحالم بوطن آمن ترك الغرب عائداً للعراق مستبشراً بعهد جديد كانت له الحشرات بالمرصاد ودفع حياته ثمناً كونه نطق بالصدق ولن أزيد فجلكم تعرفوه , نقول في ذكراه :
ستبقى في ضمائر الأحرار وأعلم أن قاتلك أحياك فقد نلت الخلود , أما المجرم فقد مات مذ أطلق عليك النار في لحظة صرت فيها كوكب يمسد شعر اليتامى و يهمس لـ (الحديثات) بعطر أرجوزتك :
ياسامعين الصوت ... يا أسرى العنف والتطرف والجهل .. أنا حي لم أمت ومن مات قاتلي ومحرضيه .. أنا أتنفس جروحكم وأغني في السماء ... ويلاه ياعراقيين ويلاه ...لنجيبك بصرخة شعب الفقراء :
كلنا هادي المهدي نحمل دمائنا في زجاجات تشبه عيون قاتليك الأوغاد كلنا شهداء العراق ولن ينال منا المرتزقة الأفّاقين , نحن أقوى منهم , سلاحنا ترانيم سومر وتعاويذ أكد نعوذ بها من الحشرات لازلنا نزحف بأجسادنا الهزيلة المصبوغة بتراب العراق ومعنا أحلامك إيّاها نفرشها في شارع الموكب لنعلن بقاء بلد الحضارات منتفضاً من مقام المسّلة قرب الملحمة في أرض بابل و آشور تباركنا ضفيرة شبعاد , سر أيها الكوكب فقدرك أن لاتموت كما وطنك العراق .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله
- رسالة الى رجالات العراق
- يوميات سفيه
- حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب
- شؤون عسكريّة شفّافة وعلنيّة
- أزمة الأعلام وثقب الهلام
- حكاية حقيقية حصلت البارحه
- فرقة أم علي و الفرقة 35
- مقالب الشيطان الرجيم
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ


المزيد.....




- فيديو لقبر النبي محمد من الداخل.. حقيقي أم مفبرك؟
- القوى الوطنية والإسلامية: الحرب ستكون على أبواب مصر باحتلال ...
- قائد الثورة الاسلامية سيلقي خطابا بذكرى رحيل الامام الخميني ...
- عالم مصري: الحضارة المصرية عقدة اليهود التاريخية ومستهدفة من ...
- رحلة العائلة المقدسة: المسيح في مصر بين المصادر الدينية القب ...
- فرحهم وسليهم.. مع أحدث تردد لقناة طيور الجنة 2024
- “اغاني اطفال طوال اليوم “ اضبطي الآن تردد قناة طيور الجنة عل ...
- حاخام يهودي يدعو لإبادة الفلسطينيين ويتفاءل بأحداث السابع من ...
- “استقبل الآن” ترددات القنوات الدينية الإسلامية 2024 بأعلى جو ...
- أكبر 10 دول منتجة ومصدرة للقطن في العالم.. بينها إسلامية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محسن لفته الجنابي - في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق