أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - مقالب الشيطان الرجيم














المزيد.....

مقالب الشيطان الرجيم


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 00:37
المحور: كتابات ساخرة
    


أغلب أصحابي المجانين يتذكرون كتاب قبو البصل وهو مجموعة قصصية لأفضل عشرين كاتب ألماني ترجمها الدكتور سامي الأحمدي متفضلاً بأسلوب العرب ونباهة الألمان , وباب التذكر وعدم النسيان متأتي من كون ذلك الكتاب كان الأخير الذي دخل العراق قبل حظر الطباعة وأعتبارها من الكماليات حين منعتها السلطة آنذاك بقرار رسمي دعماً للمجهود الحربي في مواجهة الحصار مما حدى بزملائنا المجانين الى اللجوء الى الأستنساخ (الورقي طبعاً) وليس أستنساخ النعاج , لازلت أتذكر قصة وردت في ذلك الكتاب كانت بعنوان (الصرح) فكرة القصة تدور عن مقارنة بين شخصين , تنافسا على الحكم , الأثنان أقتربا من الفوز بها بنفس المسافة والمؤهلات والحق , الأول أصر و هدد وتوعد , أما الثاني فكان مسترسلاً بالهدوء وللجميع يحترم و يتودد , وفي غمرة التنافس توصل الأثنان لأتفاق , تنازل الثاني للأول عن كرسي الحكم , على شرط , أن يتركه يبني (صرحاً ) فقط , وكان له ما أراد , فتوارى الحالم منشغلاً بصرحه ليترك الأول ينال الحظوة والأهتمام من عامة الشعب مزهواً بأمتلاك الجاه والمال فأجتمع حوله الناس المبجلين له ليل نهار طوال فترة حكمه , مر الوقت و أنتهت فرصة الأثنان في الحياة , حين مات الأول صاحب السلطة تناساه أتباعه ونال مانال من سباب ولعان , أما الثاني حين مات بقي صرحه خالداً تتمجد به الأجيال .
في نفس السياق أذكر مشهدين جعلاني أندهش و أتفاجأ , كلما تذكرتهما أدخن بدل السيجارة الواحدة سيجارتين , الأول حصل قبل سنة و الثاني حصل قبل يومين .
ما حصل معي قبل سنة أنني كنت عائداً من مكان بعيد , فوجئت بالطريق الذي سلكته وقد تحول الى معسكر ولكن ليس ككل معسكر , كان أطول معسكر في التاريخ , تصوروا أن طول الطريق مائة وأربعون كيلو مترا جميعه صار ترسانة أسلحة محاطاً و بتنسيق متقن بالدبابات و العجلات و العسكريين , عرفت أن فرقتين كاملتين تؤمنانه , وطائرات تحلق على أمتداده جيئة وذهاباً وكل ذلك حصل لأن (شخص واحد) كان يزور مدينة في نهاية الطريق , عرفت ذلك في مساء نفس اليوم من التلفزيون , ومن الأخير نفسه عرفت أن دوائر الطب العدلي سجلت وفاة ثمانية وسبعين شخص في حوادث متفرقة في خبر لم تتجاوز مدته نصف دقيقة بالضبط .
المشهد الثاني أبن يومين , مررت لشراء شيء من صاحبي (أبو حسن) وهو رجل كهل تعرفت عليه منذ سنوات حين أنتقل الى حي النصر بعد أن هُجّر من حي الأمين , الرجل يمتلك صفة مميزة , فهو رغم خسارته لبيته الكبير الذي كثيراً ماحدثني عن حجمه و حديقته وجماله , ومعاناته في الحصول على راتبه التقاعدي , كان دائم الأبتسام والترحيب , توقفت عنده يوم أمس الأول لشراء شيء فشاهدت شيئاً غريباً , فوجئت به يجلس القرفصاء على الأرض في منظر غريب و الدكان خالياً من الكراسي , كنا نجلس عليها معاً في آخر مرة مررت به لينظم لنا عادة أول عابر سبيل , سألته بعد أن قام لي , أين ذهبت الكراسي و لماذا تجلس على الأرض , أجابني :
الكرسي شيطان رجيم يتلبس كل جالس عليه ... تربّعت معه على الأرض مضحياً ببنطالي وليتسخ حذائي , منها وأليها , عساكم سالمين .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ
- موجز واقع العراق
- أستغاثة من عالم آخر لأولي الألباب
- داعش المريخ وعراقيو كوكب الأرض
- كيف تحصن بيتك من الجرذان وحتى الفيل
- قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ
- أستغاثة من الهنود الحمر
- رسالة في زجاجة مكسورة
- القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا
- حكاية من الثمانين !
- دعوة أوباما و بوتين للترشّح في أنتخاباتنا
- رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز
- واجبات مستحبات الله وكيلك كلاوات
- الخامط والمخموط والجاهل بينهما
- للكبار فقط


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - مقالب الشيطان الرجيم