أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بن ورقلة نادية - ثلاث سنوات من الربيع العربي و لا يزال يومنا خريف















المزيد.....

ثلاث سنوات من الربيع العربي و لا يزال يومنا خريف


بن ورقلة نادية

الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الثورات العربية ستتحقق أهدافها في نهاية المطاف، و لكن بعد جولات من الصعود و الهبوط و التقدم و التراجع، و عبر موجات ينتصر بعضها و ينتكس البعض الآخر منها .
و ذلك في مسار منعرج يستمر لفترة طويلة ، و لكنه يقود إلى تحقيق الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية التي كانت كلها في قلب المشروع النهضوي العربي لسنوات طويلة قبل اندلاع ثورات الربيع العربي .
و ما هذه الحالة الشعوبية إلا تعبير آخر عن ذهنية القطيع التي ما إن تنتشر في مجتمع إلا دمرته تدميرا، فلا يصح التعامل مع أي شعب ناهيك بنخبته السياسية و الثقافية و الفكرية و الإعلامية بطريقة القطيع. كما لم يعد جائزا تصور أن يصطف الجميع في طابور ليقولوا الكلام نفسه و يفعلوا الشيء عينه طول الوقت . بلا اختلاف أو تباين و لا حتى ظلال أو تلاوين .
إن السؤال الذي نطرحه اليوم على أنفسها هو / ما هي النتائج التي ستتمخض عنها هذه الثورات الشعبية ضد الديكتاتورية والأنظمة القائمة ؟ و ما هي الانعكاسات التي ستترتب عنها في بقية أنحاء العالم ؟
أفرزت الثورات العربية هيمنة للقوى الإسلامية على السلطة و ذلك بعد نتائج الانتخابات التي أعقبت التغيير السياسي للأنظمة العربية التي سقطت، ما كان له كبير الأثر في ظهور أيديولوجية الإسلام السياسي في المنطقة العربية .إذ نجحت ثورات الربيع العربي في إسقاط أنظمة الحكم في كل من تونس و مصر و ليبيا .
هذا الوضع سيؤدي حتما إلى خلق علاقات جديدة ستلقي بظلالها على العلاقات الدولية لهذه البلدان في المجال الإقليمي .كما شكلت هذه الثورات العربية الداعية للتغيير السياسي زعزعة لبنية الدولة التسلطية لذا كان لثورات الربيع العربي دور فاعل في إحداث التغيير السياسي في المنطقة العربية .
لقد استطعنا أن نصل إلى محصلة مفادها أن الإصلاح السياسي يحتاج إلى إرادة و إلى عمل يرافق هذه الإرادة على أن تكون هناك توجهات تجري في جو فضاء المجتمع المدني و الاستقلال بالنسبة إلى الجهات المنوط بها إجراء تحديث و إصلاح و بشكل علمي وليس عاطفي رغبوي، يطور هنا و ينتشي هناك و هكذا تكون العملية مبتورة .
ثورية هي التحولات التي يشهدها العالم العربي، و هي تحولات تشمل المنطقة كلها .
وليس شرطا أن تكون الثورة خطا مستقيما غير متعرج أو صاعدا بلا هبوط لأن التطور التاريخي الذي تعبر عنه قد يستمر على مدى زمني طويل مع فشلها في انجاز أهدافها في المدى القصير ، فطريق الثورة ليس اتجاها واحدا في الأغلب الأعم ، ففي هذا الطريق ذهاب و إياب أو خطوة إلى الأمام و أخرى أو أكثر إلى الوراء، انه طريق في موجات متوالية .
و من النادر أن يكون هذا الطريق اتجاها واحدا ، بخلاف ما يعتقده ثوريون رومانسيون ، و يتغنى به شعراء يلهمون شعوبهم معنى الحرية مثل الشاعر المناضل أحمد فؤاد نجم الذي رحل عنا بجسده في تاريخ الثالث من ديسمبر الماضي، ومن أجمل ما تركه لنا قوله( عمال و فلاحين و طلبة دقت ساعتنا و إبتدينا ...نسلك طريق ما لهش راجع و النصر قرب من إيدينا ).
إن مسار الثورات الشعبية التي تندلع من دون أن تكون لها قيادة موحدة، و لا تقف وراءها أحزاب أو حركات قادرة على توجيهها في اتجاه معين منذ البداية، يكون متعرجا و ليس في اتجاه واحد . ويصبح تجنب الإحباط المترتب على تراجع هذا المسار و مروره بمراحل جزر ضروريا لمواصلة العمل من أجل تحقيق الأهداف المبتغاة .
لقد كان الاقتصاد الضحية الأولى لهذه الثورات، حيث كانت تداعياتها على اقتصاديات بلدان الثورات مزلزلة للدرجة التي دعت الأحرار للمطالبة بالتطهير الكامل للفساد و استئصاله من جذوره. بعد أن تراجع الناتج المحلي بحدة و ارتفعت بذلك معدلات التضخم و الديون بشكل غير مسبوق .
ففي تونس زاد عجز الموازنة من 3.5% في العام 2010 إلى 6% في عام الثورات 2011. نتيجة لانخفاض معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي و عجز الميزانية و انخفاض حجم الصادرات و تراجع حجم الإيرادات السياحية .
لقد سمح الربيع العربي بتهيئة الأجواء و الظروف لقيام شرق أوسط جديد ، و لكن بمقاولة و شراكة الإسلاميين تحديدا. فرغم أن الثورات جاءت خارج الفوضى الخلاقة إلا أن ما يحدث الآن من إفرازات هذا التحول في البلدان العربية لا يدع مجالا للشك في أن الأيادي الأمريكية و الغربية تمسك بخيوط اللعبة السياسية في الساحة العربية .
لذلك فالتعرف إلى واقع المنطقة الجديد ،و استشراف مستقبلها يبدو أكثر غموضا ،فالخلل أو الخطر الذي يتربص بمصير الربيع العربي هو عدم وجود تصور استراتيجي بعيد المدى لتلك الانتفاضات الجماهيرية . إذ أن أخطر ما فيه هو الانكفاء بدور إسقاط رموز النظام من دون أن يتمكن من التأسيس لتصور و نظام بديل .
إن سرعة و توسع العمليات الثورية لا تعني إطلاقا أنها ثورات منتصرة ،و مصدر هذا الخلط هو أن الأسباب الموضوعية للثورات هي نفسها في كل دول المنطقة .إلا أن واقع الحال قد تجاوز هذا الخطأ في التقييم بسرعة .
لذا بات يتعين على القوى الحية في المجتمع أن تحافظ على أهداف الثورة مستندة إلى التحويل التاريخي و ما يقترن به من ثقافة سياسية جديدة تقوم على التمسك بالحقوق .
فالحرية هي أحد أهداف هذه الثورات التي طالب صانعيها بالعيش الكريم و العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، بعد أن أصبح يعيش غالبية الشعب دون خط الفقر .
لذا نجد أنه من المبكر أن نعرف اتجاهات و ملامح الشرق الأوسط الذي يتشكل، ذلك لأن للزلازل ارتداداتها التي ما زالت في المنطقة. وداخل هذا المشهد الكثيف بالأحداث و تطور المسارات ستحدث تغييرات حتمية لكل مد باتجاه تحقيق مشروع شرق أوسطنا نجن العرب أو شرق أوسطهم هم الغرب .
يبقى في الأخير أن ننوه إلى فكرة مفادها أنه ينبغي أن تبدي العقول قدرا كبيرا من الجسارة الموضوعية ، و أن تخلع أردية الخوف المرضي
و الورع الوهمي التي كممت الأفواه و برقعت الأعين ،فأدت بالعقل إلى التردد و الانكماش ،و دجنته في محاضن الفكر القديم فدمرت خلاياه و أضعفت رؤاه .فهاجس الخوف و الحذر الذي رفع لافتة سيد الذرائع ،سد العقول عن كل فكر لامع نافع.فمشكلتنا تكمن في التخاذل و التواطؤ والانقسام و الاحتراب العربي .
لذا آن الأوان لنتحول من التفكير إلى التدبير للخروج من حالة التردي و التشظي العربي الذي تتعاون عوامل داخلية و خارجية على إدامته و تغذيته باستمرار .انه لمن الضروري اليوم و أكثر من ذي قبل إنجاح عملية التحول الديمقراطي الإصلاحي التحرري لأهداف الثورة في مواجهة الاستبداد و الفساد و التبعية.



#بن_ورقلة_نادية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة الصيفية بالأردن
- فلسطين و شباب الأمة : ما العمل ؟
- الإعلام و علاقته بالمجتمع
- قرار عودتي
- قصة فتاة تشبهني
- مكانة الشباب في الفضاء الإعلامي
- درس لقنتني إياه الحياة
- نبضي ينزف
- ليلة عتق
- رجل غريب
- إندماج الشباب الإجتماعي على طرفي نقيض
- عندما أتحدث عن نفسي
- تجربتي مع مرضى السرطان
- تبعات العولمة الهجينة على مجتمعاتنا العربية
- على دفة الحنين


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بن ورقلة نادية - ثلاث سنوات من الربيع العربي و لا يزال يومنا خريف