أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الغني سلامه - حلقات من العنف المستعر














المزيد.....

حلقات من العنف المستعر


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4566 - 2014 / 9 / 6 - 16:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شاهدتُ على قناة اليوتيوب أفلاماً مروعة لحلقة جديدة من أعمال العنف الوحشية, تدور أحداثها هذه المرة في جمهورية "إفريقيا الوسطى"، وأغلبيتها تُظهر جماعات مسيحية متطرفة تدعى ميليشيات "أنتي-بالاكا" وهي تقوم بعمليات سحل وتعذيب وإعدامات بطرق بدائية لمواطنين مسلمين، وهي بلا شك مناظر مرعبة، تثير في النفس الإشمئزاز .. ويبرر هؤلاء جرائمهم بأنها رداً على الانتهاكات التي اقترفتها جماعة "سيليكا" (وغالبيتها مسلمون) بحق مسيحيين من السكان، حين استولت على السلطة في آذار 2013. الأمر الذي تسبب حينها في اندلاع موجة من الهجمات الانتقامية نجم عنها مقتل الآلاف، وإجبار نحو مليون شخص على الفرار من منازلهم. وتأتي هذه الموجة المسعورة استجابة لتصريحات نُسبت لقادة مسيحيين، هددوا فيها بقتل جميع المسلمين في البلاد، أو إجلائهم عنها قسراً. والغريب أن أعمال العنف الهمجية تلك تمارَس علانية وأمام جمهور من المتفرجين والغوغاء؛ ما يعني أنها جرائم جماعية، وأن التحريض الطائفي قد بات الثقافة السائدة في البلاد، والأغرب أنها تجري رغم وجود القوات الفرنسية وقوات الإتحاد الإفريقي، وقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية، دون تدخل كافي، ما يدل على تواطؤ دولي يهدف لجر البلاد إلى شفير حرب أهلية.

وقبل إفريقيا الوسطى، اندلعت أعمال عنف في جمهورية "مالي"، كما شهدنا في نفس الفترة جرائم تطهير عرقي بحق مسلمي "بورما"، وقبلها الحرب الأهلية في جمهوريات يوغسلافيا المنحلة، خاصة "البوسنة والهرسك" التي شهدت مذابح دامية راح ضحيتها الآلاف، وغالبيتهم من المسلمين.

لكن أعمال العنف لا تستهدف المسلمين وحدهم؛ وهي وأن كانت تمارَس بحقهم على أيدي "الكفرة" و"الصليبيين" كما يروج البعض، إلا أن أشد أعمال العنف والاضطهاد بحق المسلمين، إنما تأتي من قبل المسلمين أنفسهم، وأبشع الجرائم تلك التي يمارسونها بحق بعضهم البعض !! فقد حصدت موجات العنف الطائفي أرواح مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء في الصراع الدائر بين السنّة والشيعة، وبين الطوائف الأخرى، كما قضى الآلآف نحبهم من جراء الإقتتال بين الجماعات الإسلامية المتشددة نفسها، فضلا عمّن قُتل وشُرد من القصف بالبراميل المتفجرة بطائرات الأنظمة وجيوشها، خاصة في العراق وسورية؛ وإلى جانب الخسائر البشرية الفادحة (وباستثناء ما حدث في غزة) فإن جميع المساجد والحسينيات تقريبا دُمرت بأيدي مسلمة متوضئة، ولكن من طائفة أخرى، أو من نفس الطائفة كما فعلت "داعش" بمساجد الموصل !!

وإلى جانب ذلك، يمكن إضافة مئات المشاهد المروعة من موجات القتل والعنف والتعذيب التي تمارسها "داعش" بحق المسيحيين والإزيديين والكرد والأقليات الأخرى، وبحق من تأسرهم من الجيش العراقي أو السوري، وبحق كل من يرفض مبايعتهم، أو يبدي أي اعتراض أو تظلم على منهج حكمهم، ونفس المشاهد سنراها في الجهة المقابلة، إذا وقع أسير من داعش بأيدي النظام، أو الجماعات الأخرى !!

وفي ذروة هذا المشهد الدامي والعنيف، (وقبيل العدوان الغاشم على غزة)، انتشر على الفيسبوك مشهد جنود إسرائيليين وقد اقتحموا منزلا لعائلة فلسطينية يقطنها مسنّان، بهدف نصب كمين لمطلوبين ضمن عملية أمنية معينة، فكان أن سمع سكان القرية (سلواد) بنبأ احتجاز العائلة الفلسطينية؛ فتدافعوا إلى البيت، وطردوا الجنود الإسرائيليين منه شر طردة، بعد أن وجدوهم مختبئين في الحمّام. وهذه القصة وإن كانت تدعو للفخر والإعتزاز بشجاعة الأهالي وتضامنهم، إلا أنها في الجهة المقابلة تطرح أسئلة محرجة؛ فماذا كان يمكن أن يحدث لو أن أهالي قرية سورية أو عراقية أو ليبية اقتحموا منزلا فيه جنود مسلحين ؟! هل كانوا سيتصرفون كما فعل الجنود الإسرائيليين !؟ أم أنهم سيبيدون الأهالي عن بكرة أبيهم ؟! جميعنا يعرف الإجابة ..

ليس المقصود من هذه القصة تجميل صورة الجيش الإسرائيلي؛ فكلنا يعرف جرائمه وقتله للأطفال والمدنيين، ويكفيه عارا أنه جيش احتلال، وقد اقترف جرائم حرب بما يكفي لإدانة قادته في أي محكمة دولية، ولكن هذا لا يعفينا من طرح الأسئلة المريرة التي تبعث في النفس الأسى: لماذا جيوشنا العربية على هذه الدرجة من الاستعداد لقتل المدنيين ؟؟ ومن الذي أوصلها إلى هذا الحضيض ؟! ولماذا تقصف طائرات "المالكي" و"الأسد" و"حفتر" الأحياء السكنية بكل بساطة ؟! ولماذا ترد المعارضة - أو تبدأ في كثير من الأحيان - بعنف لا يقل وحشية ولا بشاعة عن عنف الأنظمة ؟! لماذا لا توجد قيمة للإنسان في بلادنا العربية ؟!

العنف مرفوض ومدان في جميع الأحوال، سواء بحق المسلمين أم بحق غيرهم؛ لأن حياة الإنسان هبة من الله ولا يجوز لأحد مصادرتها، ولا شيء يبرر القتل والتعذيب .. ولا يقبل بمثل هذه الممارسات الفظيعة إلا من خلا قلبه من المشاعر الإنسانية .. كما أن تصنيف الناس حسب أديانهم ومذاهبهم هو ضرب من العنصرية الطائفية. أما دعوات الثأر والانتقام، فما هي إلا استجابة لغرائز بدائية، ونزوع نحو الإجرام، ومحاكاة لنفسيات مكبوتة مشحونة بالحقد وبالكراهية، وقد سيطرت عليها المشاعر السلبية. وكل الأعمال الوحشية التي تمارَس تحت شعارات الجهاد المقدس إنما هي فتنة طائفية أيقظتها عقول شيطانية، تحركها أيدي خفية خارجية، تحيك مؤامراتها على المنطقة تحت جنح الظلام.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف حساب، لنتائج الحرب على غزة
- أيديولوجية داعش، وعلاقتها بالإسلام
- داعش، والكبت الجنسي
- في غزة .. انتصرنا ، أم لم ننتصر ؟
- إمبراطورية قطر العظمى
- حتى في وقت المعركة .. لا بد من النقد
- قراءة في الحرب على غزة
- وماذا بعد !؟ الحرب على غزة
- دفاعاً عن الشيعة .. دفاعا عن العراق
- العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- العلاقات الكندية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- هرتزل، والسلطان عبد الحميد ونكبة فلسطين
- السويد والقضية الفلسطينية
- وعاد الربيع .. وبقينا كما نحن
- صديقي .. المهدي المنتظر
- أسبوع في بلاد قوس قزح
- تعذيب طفلة مصابة بالغرغرينا
- قراءة على جدار فيسبوكي
- صورة على جدار ..
- القارئ رقم مليون


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الغني سلامه - حلقات من العنف المستعر