أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية















المزيد.....

العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة

المكسيك جمهورية دستورية فيدرالية تقع في أمريكا الشمالية، يحدها من الشمال الولايات المتحدة ومن الجنوب والغرب المحيط الهادئ ومن الجنوب الشرقي كل من غواتيمالا والبحر الكاريبي، تفوق مساحتها تقريبًا المليوني كيلومتر مربع، يقدر عدد سكانها بأكثر من 112 مليون نسمة. استقلت عن إسبانيا عام 1821. نظام الحكم فيها مبني على أساس نظام رئاسي؛ يحدد الدستور ثلاثة مستويات من الحكومة: الاتحاد الفدرالي وحكومات الولايات، والحكومات المحلية، ويتألف الكونغرس الاتحادي من مجلسين هما: مجلس الشيوخ ومجلس النواب.

المكسيك واحدة من بين أكبر الاقتصادات في العالم، وعلى المستوى السياسي تعتبر قوة إقليمية مؤثرة، ومتوسطة التأثير في الساحة الدولية. وهي أول عضو من أمريكا اللاتينية ينضم لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (منذ عام 1994) وتعد دولة ذات دخل أعلى من المتوسط. وتعتبر من الدول الصناعية الجديدة والصاعدة التي تمثل قوة ناشئة، ويرتبط اقتصادها بقوة بشركائها في اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية وخصوصًا الولايات المتحدة. وهي تاسع أكبر دائن للحكومة الأمريكية.
وتعد المكسيك أكبر دول أمريكا الشمالية في مجال تصنيع السيارات، متجاوزة كندا وأمريكا. وهي سادس أكبر منتج للنفط في العالم (3.7) مليون برميل يوميًا. كما لديها حصة كبيرة في السوق العالمي في مجال صناعات الإلكترونيات؛ حيث تفوقت على كوريا الجنوبية ثاني أكبر مصنع لأجهزة التلفزيون، وفي عام 2008 تفوقت على الصين وكوريا الجنوبية وتايوان لتصبح أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم.

المكسيك إحد الأعضاء المؤسسين لعدة منظمات دولية أبرزها الأمم المتحدة، ومنظمة البلدان الأمريكية، ومنظمة الدول الأيبيرية الأمريكية، والأوبانال، ومجموعة ريو، وهي عضو في المجموعات الاقتصادية الكبرى، مثل مجموعة ثمانية زائد خمسة، ومجموعة العشرين.

تركزت علاقات المكسيك في المقام الأول مع الولايات المتحدة جارتها الشمالية، وهي أكبر شريك تجاري لها، وأكثر اللاعبين نفوذًا في نصف الكرة الغربي، وقد اتخذت المكسيك سياسات مغايرة للموقف الأمريكي أكثر من مرة، حيث دعمت الحكومة الكوبية منذ إنشائها في أوائل الستينات، والثورة الساندينية في نيكاراغوا خلال أواخر السبعينات، والجماعات الثورية اليسارية في السلفادور خلال الثمانينيات.

تعاني المكسيك من الجريمة المنظمة، وعصابات المافيا وتجارة المخدرات، وضبط الحدود مع الولايات المتحدة، إضافة إلى التفاوت الطبقي الكبير بين شرائح وفئات الشعب المكسيكي، ومشكلة التجمعات العشوائية والبطالة.

تطور العلاقات المكسيكية الإسرائيلية

في بيان أصدرته الخارجية الإسرائيلية في حفل أقيم بمناسبة مرور 60 عام على إقامة علاقات دبلوماسية بين المكسيك وإسرائيل، أوضح أن العلاقات الإسرائيلية المكسيكية تتزايد باستمرار، وأن البلدين يدعم كل منهما الآخر في العديد من الهموم المشتركة والقضايا الدولية.

خلال زيارة قام بها الرئيس السابق "أرنستو زيديلو" إلى إسرائيل في 6 آذار 2000، وقع الطرفان على اتفاق للتجارة الحرة، وفي السنوات اللاحقة زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى بلغ عام 2010 نحو 600 مليون دولار، وهم رقم مرشح للزيادة، وتنحصر صادرات المكسيك إلى إسرائيل بشكل رئيسي في النفط الخام والسيارات والأجهزة الكهربائية والفواكه، فيما تنحصر صادرات إسرائيل إلى المكسيك في المنتجات الكيميائية والالكترونيات والخدمات الطبية.
التعاون الأمني والعسكري

نشرت صحيفة مكسيكية في أيار الماضي حسب بعض وثائق وكالة الاستخبارات العسكرية المكسيكية التي رفعت عنها السرية مؤخرا خبراً عن عسكريين إسرائيليين يقومون بتدريب الشرطة المكسيكية لمكافحة التمرد في إقليم "تشياباس"، وكشفت الصحيفة عن وجود محادثات بين الداخلية المكسيكية ووزارة الدفاع الإسرائيلية تتركز حول التنسيق الأمني على مستوى أجهزة الشرطة والسجون وتبادل المعلومات والاستعمال الفعال للتكنولوجيا.

ويذكر أن إسرائيل منذ عام 1950 تقوم بتصدير الأسلحة إلى أمريكا اللاتينية، وقد تم إرسال عناصر الشرطة وفرق التدريب الإسرائيلية لما لا يقل عن 140 دولة حول العالم، أما المكسيك فقد تلقت السلاح الإسرائيلي منذ عام 1973، وذلك بشراء طائرات إسرائيلية الصنع. وعام 2003، قامت المكسيك بشراء مروحيات يستعملها الجيش الإسرائيلي وصواريخ "غابرييل". كما استفادت شركة الأمن الإسرائيلية "مغال" من عقود خاصة بأنظمة المراقبة لحماية المنشآت الحساسة في المكسيك.

في سنة 2004، قامت شركة "شيبياراد" الإسرائيلية ببيع سفن تتوفر عليها منصات لإطلاق الصواريخ، وبعد ذلك استفادت شركتي صناعات الفضاء الإسرائيلية وشركة أنظمة "إيلبيت" من عقود تزويد الشرطة الفيدرالية والقوات المسلحة المكسيكية بطائرات بدون طيار مخصصة لمراقبة الحدود. كما فازت شركة أنظمة "بيرنت"، (وهي شركة مختصة في التكنولوجيا أسسها متقاعدون من الجيش الإسرائيلي) بمجموعة من العقود المدعومة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنة 2006 بهدف التجسس على نطاق واسع على أنظمة الاتصالات المكسيكية. وفي حزيران 2013 زار "يارون يوغمان"، ممثل وزارة الدفاع الإسرائيلية المكسيك، واجتمع مع رئيس الأمن العام، "خورخي أباركا".

المواقف المكسيكية في الأمم المتحدة

امتنعت المكسيك عن التصويت على قرار التقسيم 181، إلى جانب عشرة دول أخرى. لكنها صوتت لصالح قبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بعد بضعة أشهر، ثم اعترفت في وقت لاحق بإسرائيل (يناير 1950)، وافتتحت سفارة لها في تل أبيب عام 1959. وعند التصويت على القرار 194 امتنعت المكسيك عن التصويت، إلى جانب سبعة دول أخرى. ولم تشارك بالتصويت على قرارات مجلس الأمن 242، 338، وصوتت لصالح القرار رقم 3379 الصادر عن الجمعية العامة عام 1975، الذي اعتبر الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وكانت المكسيك قد مهدت لهذا القرار في مؤتمر النساء الدولي الذي عقد في "مكسيكوسيتي" في تموز 1975، حيث صدر عنه بيان يدين الصهيونية ويساويها بالعنصرية. ومن جهة أخرى امتنعت المكسيك عن التصويت بشأن تقرير "جولدستون" المقدم إلى لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف. لكنها صوتت لصالح انضمام فلسطين للأمم المتحدة كعضو مراقب في نوفمبر 2012، رغم الضغوط التي مارستها عليها أمريكا وإسرائيل.

محددات العلاقات المكسيكية الإسرائيلية

تقوم السياسة الخارجية للمكسيك على المبادئ التي نص عليها الدستور، (المادة 10، المادة 89) والتي تشمل: احترام القانون الدولي، المساواة القانونية بين الدول، احترام السيادة والاستقلال للدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، تبني الحل السلمي للنزاعات، والعمل على تعزيز الأمن الجماعي من خلال المشاركة الفعالة في المنظمات الدولية. وانطلاقا من هذه الأسس، والتي توجد في معظم دساتير العالم، ولا يتم التقيد بها حرفيا، يمكن فهم المحددات والضوابط التي تحكم علاقات المكسيك بإسرائيل، وإضافة إليها يمكن الحديث عن المحددات التالية:

1. الموقع الجغرافي: تقع المكسيك جنوب الولايات المتحدة، ويفصل بينهما حدود تمتد لنحو 3169 كلم، وهي أكبر نقطة حدود في العالم يعبرها سنوياً 250 مليون شخص من وإلى الدولتين، الأمر الذي يعني ارتباط الأمن القومي لكل من البلدين بشكل حيوي، وبسبب طبيعة وتداخل العلاقات التاريخية والجغرافية بينهما، والهيمنة العسكرية والدبلوماسية التي تحاول أن تمارسها واشنطن على المكسيك، ونظرا للاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين، وتعاونهما الأمني في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، وعضويتهما في معاهدة "نافتا"، وغيرها من الهيئات والتحالفات الدولية، وبسبب حجم التبادل التجاري الكبير بينهما؛ فإن المكسيك لا تفضل التصادم مع أمريكا، وتسعى أن تكون مواقفهما السياسية متقاربة. ومن المعروف أن أمريكا تعتبر إسرائيل حليفها الاستراتيجي الذي لا تتنازل عنه. وبالتالي فإن هذه المحددات لا تغيب عن بال صناع القرار في المكسيك لتحديد مواقفهم إزاء إسرائيل، وإزاء كل ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني. ورغم ذلك كثيرا ما تبنت المكسيك مواقف مغايرة تماما للموقف الأمريكي، وآخرها كان تصويتها في الجمعية العامة لصالح انضمام فلسطين للأمم المتحدة في نوفمبر 2012، خلافا للرغبة الأمريكية.

2. المصالح المكسيكية والاتفاقيات الثنائية: المكسيك دولة كبرى، بمساحتها، وموقعها، وعدد سكانها، وتاريخها، وقوتها العسكرية والاقتصادية، وهي لاعب مهم في الساحة الدولية، وهي أن كانت ذات تأثير كبير وهام على المستوى الإقليمي، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، إلا أنها ذات تأثير متوسط فيما يخص الصراع في الشرق الأوسط، وطالما أنها من الدول الصناعية المتقدمة الواعدة، والتي تصعد بقوة، فإن توجهاتها ستكون محكومة بالمحددات الاقتصادية، بلغة المصالح، بعيدا عن المواقف المبدئية والأيديولوجية، ومن هذه المنطلقات ستنظر لعلاقتها مع إسرائيل بعين المصالح والمنفعة، وفي المقابل فإن إسرائيل عرفت كيف تخلق الكثير من الفرص والمصالح المتبادلة، وقد ساعدها في ذلك اتفاقية التجارة الحرة التي وقعت بين الطرفين في العام 2000. وفي نفس السياق، لم تلاحظ المكسيك أي حركات احتجاج أو إدانة من قبل الدول العربية والإسلامية على تطور علاقاتها مع إسرائيل، ما شجعها على المضي قدما في توسعة رقعة العلاقات الثنائية على مختلف الصعد.

3. الجالية اليهودية: بلغ عدد اليهود في المكسيك حسب إحصاءات 2010 نحو 40 ألف نسمة؛ وهو رقم ضئيل مقارنة مع حجم السكان الإجمالي (112 مليون)، وبالتالي لا يتوقع أن يكون لليهود المكسيكيين تأثير هام وكبير على صناعة القرار، إلا أن المنظمات الصهيونية حتى لو كانت صغيرة تكون منظمة ونشطة، وتتقن لعبة الإعلام، ويساعدها في ذلك السفارات الإسرائيلية التي تنشط بشتى الطرق لكسب التأييد والتعاطف الرسمي والشعبي، وتلقّي وجهة النظر الإسرائيلية بكل ما يتعلق بالصراع، وما يجري على هامشه من أحداث. وهذا الأمر، تفتقر له الجاليات والسفارات العربية في معظم دول العالم.

4. القيمة الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط: بالرغم من القيمة الجيو-ستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، إلا أن المكسيك لم تسعى لأخذ موطئ قدم في هذه النقطة الساخنة من العالم، ربما لأن المكسيك لم تسعى لأن تصبح قوة دولية كبرى، وفضلت الحفاظ على علاقات متوازنة مع كافة أطراف الصراع، وعملت على ألا تخسر أحدا منها؛ فكما طورت علاقاتها مع إسرائيل، طورت علاقات جيدة مع الجانب الفلسطيني، فمثلا افتتحت لها بعثة دبلوماسية في رام الله، وقدمت مساعدات مادية للسلطة، ودعمت الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) للوصول إلى تسوية سلمية وإنهاء الصراع عن طريق المفاوضات؛ حيث يقوم الموقف المكسيكي إزاء الصراع على أساس حل الدولتين وإحلال السلام الشامل والعادل استنادا للشرعية الدولية.

العلاقات المكسيكية الفلسطينية

في السنوات الأخيرة، تطورت العلاقات الفلسطينية مع المكسيك، وأيضا مع دول أميركا الجنوبية عامة، وقد عبر عن ذلك موجة الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية التي اجتاحت القارة، وأثارت قلق إسرائيل، وفي زيارته للمكسيك أشاد "رياض المالكي" وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني بالعلاقات الطيبة التي تجمع البدين، مشيرا إلى أن المكسيك وبقية دول أمريكا اللاتينية تساند الحقوق الفلسطينية الثابتة. وبين أنه تم خلال هذه الزيارة وضع الحكومة والبرلمان المكسيكي في صورة الأوضاع الأخيرة، حيث زار مجلسي الشيوخ والنواب هناك، والتقى رئيسيهما، وتم عقد جلسة استثنائية خاصة دعما لفلسطين.

وكانت الحكومة المكسيكية قد منحت "رندة النابلسي" سفيرة فلسطين في المكسيك وسام "النسر الأستيكي" تقديرا لجهودها في تثبيت العلاقات الثنائية وتطويرها، كما قلدت السفير "سعيد حمد" نفس الوسام في حفل أقيم خصيصا في السفارة المكسيكية في أوتاوا. وفي خطوة رمزية تضامنا مع فلسطين؛ قررت إحدى بلديات العاصمة المكسيكية الكبرى زراعة شجرة زيتون أمام تمثال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في "اسكابوتسالكو"، التي تحتضن "شارع فلسطين"، و"ساحة الشهيد عرفات" حيث يوجد تمثاله.

خلاصة

تشترك كل من كندا والمكسيك في الكثير من الخصائص والسمات المتقاربة والمتشابهة التي تضبط وترسم سياساتهما الخارجية وتحدد أسس علاقتيهما بإسرائيل؛ فعلى سبيل المثال تلعب الولايات المتحدة دورا متواريا وأحيانا واضحا في رسم سياسات البلدين؛ حيث تقع كندا شمال الولايات المتحدة، والمكسيك جنوبها، وتتشارك الدولتان مع الولايات المتحدة بحدود طويلة، يعبر منها ملايين الناس سنويا بالاتجاهين، الأمر الذي يجعل الأمن القومي للدول الثلاث مرتبطا ببعضه البعض. وبحكم الجوار ومقتضيات الجغرافيا السياسية صارت تلك الدول بالنسبة لبعضها أكبر الشركاء التجاريين، وقد زاد التبادل التجاري بينهم حتى بلغ مليارات الدولارات سنويا، الأمر الذي جعلهم يفكرون بإقامة معاهدة "نافتا" لتكون بمثابة "تكتل اقتصادي" يخدم اقتصاديات كل دولة على حدة، ويمكنهم معاً من مواجهة التكتلات الاقتصادية الدولية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي.

وإضافة إلى ذلك وبحكم قوتها العسكرية والاقتصادية تسعى الولايات المتحدة لفرض هيمنتها على القارة كلها، ولجهل هاتين الدولتين تدوران في الفلك الأمريكي، في كل ما يتصل بسياساتها الخارجية، ومواقفها من النزاعات الدولية، وأهمها الصراع العربي الصهيوني، وتضبط تحركاتهما على إيقاع التوجهات الأمريكية، سواء في المحافل الدولية أو في الهيئات والتحالفات الاقتصادية التي تضمهم، مثل مجموعة الثماني ومجموعة العشرين وغيرها.

كما تتشابه إلى حد ما كل من كندا والمكسيك من حيث القوة الاقتصادية، والأهمية الاستراتيجية في الساحة الدولية، صحيح أن كندا أكبر وأقوى من المكسيك، إلا أن كلتاهما قوة اقتصادية يحسب لها حساب في العلاقات والمعادلات الدولية.

ومع ذلك لم تكن مواقف الدولتين بنفس الصورة فيما يخص القضية الفلسطينية، فإذا كانت الدولتان تعترفان بإسرائيل وتقيمان معها علاقات دبلوماسية، وتطوران علاقاتهما الاقتصادية والأمنية معها باستمرار، ولكل منهما علاقات تعاون وثيقة مع إسرائيل في المجالات الاستخباراتية والعسكرية والعلمية وغيرها. بيد أن كندا في السنوات الأخيرة بدأت تُظهر انحيازا غير مبرر تجاه إسرائيل، أي منذ تولي حزب المحافظين الحكم عام 2006، وأخذت تدافع عنها باستماتة، وتبرر لها عدوانها وممارساتها العنصرية، وتقف إلى جانبها في المحافل الدولية بكل قوة. وهو ما جعلها تغامر بعلاقتها مع العالم العربي والإسلامي، وتخسر سمعتها وفرص تحولها لوسيط نزيه.

أما المكسيك فقد أظهرت توازنا أفضل بكثير، وعبرت عن مواقف سياسية كانت أكثر عدلا؛ فقد اعترفت بالدولة الفلسطينية، وأدانت ممارسات إسرائيل العدوانية أكثر من مرة، ولم تهدد السلطة الوطنية بقطع المساعدات عنها كما فعلت كندا.

وفي سياق آخر، لاحظنا مدى تأثير اللوبي الصهيوني على صانع القرار في البلدين (وإن كان متفاوتاً) بما يخدم مصالح الكيان الإسرائيلي، بالرغم من صغر عدد الجالية اليهودية (خاصة في المكسيك). وتبين لنا أنه لوبي منظم وفاعل ونشط، خلافا لدور الجاليات الفلسطينية والعربية والتي هي أكبر بكثير من حيث العدد، وكذلك لاحظنا ضعف أداء السفارات العربية والإسلامية في البلدين (وغيرهما بالطبع) على عكس السفارات الإسرائيلية التي سرعان ما تتحول إلى غرفة عمليات نشطة عند كل حدث له علاقة بالشرق الأوسط. ولاحظنا أيضا كيف نجحت إسرائيل في خلق آفاق التعاون المشترك مع البلدين في مختلف المجالات، وهو ما عجزت عنه الدول العربية، أو أنها لم تفكر بذلك، رغم إدراكها لأهميتهما الكبرى في الساحة الدولية.

نشرت هذه الدراسة في كتاب حمل عنوان إسرائيل وعلاقاتها الدولية، صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار. 2014. تحرير د. عاطف أبو سيف .. والفصل الثالث الخاص بالعلاقات اللإسرائيلية الكندية والمكسيكية هو من إعدادي.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الكندية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- هرتزل، والسلطان عبد الحميد ونكبة فلسطين
- السويد والقضية الفلسطينية
- وعاد الربيع .. وبقينا كما نحن
- صديقي .. المهدي المنتظر
- أسبوع في بلاد قوس قزح
- تعذيب طفلة مصابة بالغرغرينا
- قراءة على جدار فيسبوكي
- صورة على جدار ..
- القارئ رقم مليون
- نظرة من البعيد .. إلى كوكب الأرض
- جنون الاستبداد
- هكذا تُصنع الدكتاتوريات
- القتل باسم الشعارات الجميلة
- تنظيم القاعدة، هل هو صناعة أمريكية ؟!
- جدال على تخوم اليرموك .. من يحاصر المخيم ؟
- إنهم يحرقون الكتب
- معايير نظام العولمة
- حل الدولتين .. وحل الدولة الواحدة .. دراسة من جزئين، ج2 : أي ...
- حل الدولتين .. ماذا حلَّ به ؟ وإلى أين وصل ؟ دراسة من جزئين ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية