تجسد القرآن الكريم بصورة رجل ما الدلالة ؟!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 16:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بادئ ذي بدء صديقي القارئ الكريم والعزيز لابد من توضيح أمر مهم ؛ في مقالة سابقة لي بعنوان : التجسد بين الإسلام والمسيحية تناولت هيئة الله إسلاميا أي صفات الإله الخالق وفق المفهوم والنصوص الإسلامية وانتهينا على أن جميع الفرق الإسلامية متفقة على أن الله روح وذات أي هيئة لكن منهم من أثبت له الصفات ومنهم من شبهها ومنهم من عطلها ومنهم من توقفﻻ-;-فيها وكل فرقة إسلامية تستند على نصوص تستنبط منها ما تعتقد أنه براهين عقلانية لما ذهبت إليه من رأي ؛ المهم صديقي العزيز أنﻻ-;-الله روح وذات وهذا ما يعنيني الآن وأن الله في السماء ؛ والآن نأتي لمبحثا الموجز بمحور سبق لغيري كثيرا التطرق إليه لكن من منظور ضيق هو ما قلناه بشأن إثبات جواز قبول مبدأ التجسد عقلا في الإسلام واستدل بالحديث الذي سقته في مقالتي السابقة وهو بالمناسبة حديث صحيح رواه مسلم والحقيقة أنا لست معنيا بطرح مثل هؤلاء ومحور تناولهم بل أنا معني بأمر أخطر مما حاولوا أن يستدلوا به على مسألة قبول التجسد عقلا إسلاميا تبعا لذات الحديث !! والحقيقة أنا سأتجاوز هذه المسألة لمرحلة أعظم وأكبر بكثير ؛ فأنا وعلى ضوء الحديث الشريف نفسه سأثبت عقلا ونقلا تطابق فكرة التجسد والثالوث بل وهاك المفاجأة واللاهوت والناسوت وفق الإيمان المسيحي على ضوء الحديث النبوي الذي أشرنا إليه آنفا ؛ الحديث السابق الذي ذكرته أن القرآن يأتي صاحبه في قبره على هيئة رجل شاحب الوجه ؛ وسنعود له لكن تابع معي الآن هذا الحديث : روى الإمام أحمد بحديث في مسنده عن البراء بن عازب حديثا بدايته : إن المؤمن إذا كان .......حتى قال : ويأتيه رجل حسن الوجه - في قبره - فيقول أنا عملك الصالح ...إلخ الحديث ؛ وروى أيضا في مسنده عن بريدة : إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب ...، إلخ الحديث يقول السيوطي في شرح الحديث الرجل الشاحب : هو المتغير اللون وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا ؛ انتهى النقل ؛ ونعود لحديث مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة في حديث الباهلي : قال سمعت الرسول يقول : إقرأوا البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما ، انتهى النقل ؛ والآن صديقي القارئ الكريم نعود ونطرح ما نريد : أولا أهل السنة متفقون على أن القرآن الكريم كلام الله حرفا وصوتا أي تكلم به وأنه غير مخلوق خلاف المعتزلة الذين حاجوا أهل السنة بأنه مخلوق أي القرآن الكريم لأن نبي الله الكريم عيسى مخلوق عند أهل السنة فلزمهم القول بخلق القرآن ! وسبق لي معالجة الموضوع بمقالة سابقة ؛ وقالوا إنه أيضا مخلوق لما سقناه من أحاديث آنفا لكن أهل السنة ردوا عليهم بردوا ليست مبحثي الآن وعاندهم بأن القرآن الكريم منزل غير مخلوق وأن الله تعالى نطق به حرفا وصوتا !! والحقيقة وكما يقال من فمك أدينك : على ضوء اعتقاد أهل السنة في القرآن الكريم ووفق ما سقناه من أحاديث يتضح لنا أمورا خطيرة تلزم أهل السنة من التي يتهكمون ويقدحون بها على إخوة الإنسانية المسيحيين وهي على النحو التالي وتبعا للأحاديث الصحيحة عندهم : أولا : الثالوث المقدس وفق الإيمان المسيحي ظهر ما يقاربه من خلال الحديث الأخير حصرا وأما الحديث الذي قبله فظهر به تجسد الكلمة وهو ما يعرف بالكلمة صار جسدا ولو من صورة مختلفة لكن المبدأ هو هو وأعني تجسد القرآن الكريم بصورة رجل شاحب متغير اللون !! وفق هيئة صاحبه الإنسان في دنياه ولا تنسى في قبره أي بحياتنا هذه فالقبور نرى هيئتها الخارجية وهي واقع معاش وملموس ولا يعنينا الآن أمر الغيبيات فهذا مبحث آخر ولاحظ الأمر الثاني بتمثل وتجسد السورتين وفق الحديث بصورة طير أو فرقين على هيئة طير والروح القدس وفق الإيمان المسيحي تمثل وظهر بصورة طير حمامة !!! وبما أن القرآن الكريم وفق اعتقاد أهل السنة غير مخلوق فكذا هيئة تجسده وتمثله بل وتجسده بصورة رجل شاحب يدل على جمع لاهوت وناسوت أيضا وفق الإيمان المسيحي فالتغير بشحوب الوجه طبيعة بشرية وشعور متقلب وأما القرآن الكريم نفسه فهو كلمة الله أو كلامه منزل غير مخلوق .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل