أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني














المزيد.....

العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 03:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


شكلت العولمة مظهرا ثوريا في ضوء توصيفات الوجود جاءت بعد سلسلة من المفاهيم والنظريات التي رافقت حركة المجتمع العالمي بعد عصر النهضة وبروز الحركات التنويرية على المستوى الأممي وما رافق ذلك من تبدلات جوهرية وتحولات جيوفكريه ,مست الكثير من المفاهيم والطروحات وتجاوزت حدود الجغرافية لتتجه وتصطف مع عامل الزمان وحركته واستحقاقاته.
شهدنا مثلا بروز الحداثة مفهوم وقيم وما بعد الحداثة وشهدنا أيضا جدلا غير محدود بين متفهم وفاهم للمعاني والدلالات ومتحفظ عليه بل ووجدنا من ينكر كل ما جاءت به القواعد الحداثية الفكرية وإفرازاتها والمعطيات التي تقوم عليها ,إلا أن الملفت للنظر أن كل الحركات الفكرية والفلسفات التي نتجت عن تبدلات الفكر نجدها سرعان ما تتوالد افكار غير نسقية مع اصلها التكويني وقد تتناقض تلك الافكار بل وحتى تتصارع معها وجوديا ليس لأن الإنسان هو الذي يبتكر تلك الصراعات وإنما الظن ان السبب يكمن في جذور تلك التبدلات نفسها ومن خصائصها الذاتية.
نشأة فكرة الحداثة وما تلاها من فلسفات لاحقة أو تابعة لها من مضمونيه الغاية أو أساسية التفكير المادي في نهايات القرن السابع عشر الميلادي في مجتمع يتحول تدريجيا من القيم التقليدية الفكرية والدينية والفلسفية ذات الطابع المحلي أو الإقليمي وذو طابع أوتوقراطي مستبد في فرض قيمه وتصوراته على المجتمع من خلال سطوة الدين والخوف والحذر من النزعات المادية والإلحادية التي كانت هبت على القارة الأوربية خلال ذلك القرن وما قبله إلى مجتمع يرغب فعليا من التخلص من تلك السطوة واستبدال القواعد تلك بما يتناسب مع واقع مادي وفكري وسياسي تبدلت جذوره وأسسه كثيرا وأصبحت تلك القيم البالية عبء عليه ولا تتناسب مع مستحقات العوامل الزمنية والروحية التي نشأت ما بعد عصر الصناعة وبالرغم من عدم قطعنا بالقول إن القارة الأوربية كانت تنخر فيها المادية والإلحادية منذ أمد بعيد ولكن ليس بهذه الحده من الصراعات.
لقد ولدت الحداثة أصلا ليس كمنتج فكري انقلابي منعزل عن استحقاقات حتمية ,ولكن كانت قبل ذلك إرهاصات كونتها نظريات فلسفية بشر بها البعض كأنها حتما تأريخيا لا بد من تبلوره بالصورة التي عرفناها الآن ,بل اجزم أنها ولادة حقيقية للاستجابة الضرورية لحركة المجتمعات وسعيها للتحرر من ربقة الماضي كزمن والماضي مكان. وهذا الجزم ليس أتيا من جهل بالمعطيات ولكن استدلالا من النتائج المجسدة واقعا ومن مظاهر التحول الحتمي في المجتمعات التي عرفت مفهوم الحداثة أولا.
هذا المجتمع في تحوله الطبيعي من هذه الكيفية الجيوفكرية والذي فقدت فيها الهوية الفكرية تميزها المنفرد وخصيصتها المحدودة وضاع فيه الوعي الجمعي بين عشرات التيارات الفكرية والفلسفية والدينية نراه يتحول تدريجيا بفعل ارتدادات الثورة الصناعية والتكنولوجية العلمية التي مضى عليها أكثر من قرن من الزمان نحو استجابة بدية لهذه الارتداد من نفس قوة التأثير وليس من خارجها وتحديدا من التنظير المجرد بل أن هذا التنظير هي وليد الارتداد أيضا.
لكن التأثير الروحي والوعي بالتغير لم يتجلى في المجتمعات الصناعية إلا أواخر القرن التاسع عشر الذي تغلغلت في ثنايا روحه قيم التقنية والتصنيع الواسع وجنوح العالم الصناعي للتوسع الأفقي والعمودي في مجال الصناعة والتقنية وخاصة خارج القارة وخارج عالم يتميز بمحدودية الموارد البشرية والمادية, فكانت الأراضي الجديدة والمستعمرات هدف التوسع الاستيطاني والاقتصادي وما فرض من صراعات فكرية وايدلوجية محددة بين قوى الصناعة والتقنية حتميتها قضية البحث عن موارد تكفي إشباع النقص ولا بد من تبرير لهذا البحث تحت مسميات له ظواهر معلنة ولكنها أيضا تخفي محددات باطنية مناقضة أيضا للأولى.
أفرزت هذه الصراعات صراعات فكرية مؤيدة ومناقضة لها وفي نفس الفترات الزمنية بنيت أولا على الأخلاقيات الإنسانية التي جعلت الإنسان قضية مركزيه أو هكذا بدت للبعض, ثم تحولت إلى صراعات ايدلوجية فكرية فلسفية تنبع من طبيعة هذا التحول واستجابة لمتطلبات هذا التحول متجاهلة حقيقة أصل الصراع وهو الإنسان الكوني ومستقبله الذي لا بد أن يكون في صياغة تتبلور وفق معطيات الافكار الأخلاقية .
نجد هذا الصدى في التحول وأثاره الفكرية بادية في مبدأ الحرية بجميع أنواعها وخاصة الحرية الاقتصادية التي تجد جذورها وأسسها في الحرية العامة للمجتمع ككل واعتقاد دعاة الحرية من الفلاسفة والمفكرين الذين أمنوا بالحرية المطلقة للشعوب الأوربية حتى لو تناقضت مع مفهوم الإنسان الكون الإنسان الواحد بغير هوية تفريقيه أو عنصريه أو أثنية بتبرير ينطلق من كونهم أصحاب رسالة أخلاقية تتمثل في قيادة العالم والتفكير بدلا عنه وبموجب فهمهم ووعيهم الخاص دون الرجوع إلى محددات الزمان والمكان والظروف الفيما حولية للشعوب والأمم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح1
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة ح2
- عقول وقلوب _ النص والاجتهاد وما بينهما حياة
- تشيد الدعامات الأولى لتحويل الفكر لمشروع واقعي
- علاقة الدين بالمدنية والتوطن
- العراق جمجمة العرب
- امة إبراهيم وإبراهيم الأمة
- خطيئة التاريخ
- إسماعيل الذبيح وليس أسحق
- أولاد إسماعيل في القصة
- إبراهيم في التوراة
- المنهج الوطني لمكافحة التطرف والطائفية
- إبراهيم في التوراة ح2
- إسماعيل في التوراة
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح4
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح3
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق
- مكة وإسماعيل العربي ح1


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عباس علي العلي - العولمة والحداثة ثورة الزمن في الزمن الإنساني