أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - لميس كاظم - أنتصار حركة حماس سيناريو بائد















المزيد.....

أنتصار حركة حماس سيناريو بائد


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 09:22
المحور: القضية الفلسطينية
    



أطل علينا الإعلام العربي بعناونيه المبطنة ودعايته الفاسدة التي تهلهل وتطبل لنصرحركة حماس العسكري والمعنوي في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014. أغلب المحللين إعتبروا أن حماس إنتصرت عسكريا والمعتدلين منهم إعتبروه نصرا معنويا، وأنا أعتبره سيناريو قديم ومنظم هدفه إضعاف وإنهاك الشعب الفلسطيني ماديا ونفسيا وتقوية نفوذ حركة حماس لتتمكن فيما بعد من أن تحكم سيطرتها وتفرض شروطها عليه. قبل البدء بمناقشة الموضوع لا بد من المرور على نتائج الدمار التي خلفها العدوان الغاشم حسب إحصائية المركز الفلسطيني للإعلام ، إذ بلغت الخسائر البشرية: 2210 شهيد 70% منهم من المدنيين ، 9500 جريح اغلبهم مدنيين وحوالي 9000 مشردا واكثر من 475000 نازحا وهم مدنيون. أما الخسائر المادية: تدمير 10604 منزلاً، 243 مصلحة تجارية وصناعية، 10مستشفيات ومراكز صحية، 35 مدرسة، 2 مقر جامعة، 132 مسجداً وكنيسة واحدة، 11 مقبرة، 14 مؤسسات إعلامية ومركز بحثي و 8 مركز تموين تابع للأونروا. ناهيك عن تدمير شبكات صرف المياه ومولدات الكهرباء وتعطلت شبكة الاتصالات الخلوية "جوال" بنسبة 85% في قطاع غزة.
أما في الجانب الإسرائيلي فالخسائر البشرية بلغت 68 قتيلا، 4 منهم مدنيين ولم يذكر حجم الخسائر المادية المتعلقة بالممتلكات الفردية والمنشآت العامة والخسائر للإقتصاد الإسرائيلي بكل مركباته نتيجة التعتيم الاعلامي. فلو قارنا النتائج لتوضحت الصورة بأن حجم الخسائر الإسرائيلة لا يصل إلى 3% من الخسائر الفلسطينية أما الخسائر المادية فلا يمكن مقارنتها، وعليه لا توجد أية دلائل للنصر إنما هناك دمارا شاملا وخسائر بشرية جسيمة. فبأي معيار إعتبرت حماس نفسها منتصرة؟
لنسلم جدلا أن هذه الحرب كانت همجية وبربرية لا تمتلك أدنى القيم الإنسانية ذلك أنها أزهقت أرواح الابرياء ودمرت البنية التحية وقد نجحت الى حد ما في تحقيق اهدافها المحددة حسب السيناريو المعد سلفا وهو يشبه الى حد كبير السيناريوهات التي نفذتها اسرائيل سابقا داخل وخارج فلسطين المحتلة. من خلال قراءة النتائج نرى أن اغلب الشهداء والجرحى والمتضررين الفلسطينيين هم من المدنيين اي ان اسرائيل أستهدفت أولا البنية التحتية والمدنيين ومن ثم مواقع حماس ولكن ليس قادتها من طاقم الصف الأول إلا عددا محدودا وكان التركيز على القيادات الميدانية من الصفوف الثانية والثالثة. والسؤال هنا هل إن أجهزة ألاستخبارات الاسرائيلية عاجزة عن الوصول الى مواقعهم. انا لا اعتقد ذلك انما حسب السيناريو المرسوم هم ليسوا مستهدفين بل تم تدمير ممتلكات ومؤسسات المدنيين وتشريدهم هؤلاء الذين يكافحون لكسب رزقهم اليومي وبالتالي سببت لهم الحرب فواجعا ودمارا ماديا ومعنويا غير قادرين على اصلاحمها. السؤال الذي يطرح نفسه مَن سيعوض هؤلاء المتضررين وكيف سيتم التعويض وهنا مربط الفرس! إذ ستُظهر مشايخ الخليج انسانيتها وسترتفع شيمهم العربية وستُفتح خزائنهم لحماس لتغرقها بالمال بغية أن تلعب حماس دور المنقذ الانساني والمعين للشعب المنكوب مستخدمة بذلك سياسة العصا والجزر، فهي لن تصرف تعويضات إلا لمن يتفق مع سياستها ومن يعلن الولاء الكامل لها أي انها ستحكم قبضتها لفرض سياستها وأجندتها بأسلمة الشعب وهو السيناريو ذاته الذي لعبه حزب الله في حرب 2006 لإعادة إعمار جنوب لبنان، بتمويل ايراني، حين خرج حسن نصر الله ملوحا بإنتصاره الوهمي ليعلن أنه سيعمر جنوب لبنان ويعطي تعويضات لكل المتضررين وفعل ذلك، لكن بالمقابل كان هناك شراء ذمم واصوات ومباركة سياسته والانضواء تحت جناح حزبه وبالتالي شرعنة المد الأسلامي جنوبي لبنان وتوسع رصيد الحزب الجماهيري ليحصد أغلب هذه الأصوات في الانتخابات اللاحقة وفعلا بات يشكل أهم قوة جماهيرية وعسكرية في لبنان. فهل كان خسارة ام انه نصرا لنفوذه! وهو السيناريو ذاته الذي لعبته الأحزاب الاسلامية العراقية، بكلا شقيها، إبان الحرب الطائفية بعد الإحتلال الأمريكي. فقد جندت الناس لأحزابها بجحة حمايتهم من القتل الطائفي المفتعل وتغذيتهم بالثقافة الطائفية المقيتة وإغرائهم بالمناصب والمال وكتم واغتيال الاصوات المناهضة لهم وقد لاحظنا أنه خلال فترة زمنية قصيرة اصبحت أحزاب الاسلام السياسي العراقية هي القوة الانتخابية الحاسمة في تقرير مستقبل الشعب العراقي وبذلك تكون قد حققت أهداف الغزو الامريكي. خلاصة القول إن أهداف هذه الحروب المصطنعة هي لتوسيع نفوذ الأحزاب الاسلامية السياسية والجماهيرية وفرض برامجها تلك لتي تسعى لأسلمه المجتمع وزيادة تخلفه وإشاعة الجهل لأضعاف دور القوى المناهضة لهم فكريا. إن من يراقب نشوء وتوسع نفوذ الاحزاب الاسلامية العربية يرى بوضوح أنها ولدت في خضم الحروب وانتشرت من خلال خلق بؤر التوتر خاصة عندما تمر بمرحلة ركود سياسي وجماهيري، فعلى سبيل المثال لا الحصر لو جرت انتخابات فلسطينية قبيل هذه الحرب لكان رصيد حماس الانتخابي ضعيفا لكن الأن وخلال الاشهر القادمة سيكون لحماس زخما جماهيريا واسعا ذلك الذي سيؤهلها لخوص الانتخابات وحصد نتائج تبشر بالفوز. من هنا تتضح الصوة بأن حماس لم تخسر كثيرا بل خسر الشعب الفلسطيني أكثر وانتصرت قوة حماس على ارادة الشعب وقواه المناهضة لحماس. ولكي يصل السيناريو الى نهايته المظفرة يجب ان يلعب الطرف الثاني دوره المبطن واقصد الجانب الاسرائيلي. فسوف ينشر بلاغات عن الخسائر البشرية والعسكرية التي تكبدها من جراء مقاومة حركة حماس ليضرب عصفورين بحجر واحد ويلبي أهدافا تخدم الطرفين، اذكر بعضا منها: الحصول على مساعدات مادية وعسكرية اكثر من أمريكا وحلفائها مقابل حصول حماس على مساعدات من العرب. تعميق الخلاف والكره بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لتعميق شق الخلاف وابقاء التوتر قائما لحروب قادمة يستفيد منها كلا الطرفان واخيرا إعطاء حركة حماس ثقلا عسكريا في مقاومتها ودورا رياديا في المفاوضات الأمر الذي يجعلها منتصرة رغم ان الحقائق التي ذكرتها اعلاه تثبت عكس ذلك وبأن ما تم الإتفاق عليه كان أسوء هزيمة لحماس. فإتفاق الوقف الدائم لإطلاق النار الذي أبرم في القاهرة في 26 اب 2014 لم يحقق سوى مطالب ثانوية قياسا بحجم المطالب التي رفعتها قادة حماس تلك التي تطالب بالاستقلال الاقتصادي وحق السيادة وإطلاق سراح الاسرى، في الوقت الذي نرى أن ما تم الاتفاق عليه هو فتح المعابر بما يحقق سرعة ادخال مستلزمات الإعمار، والاتفاق على توسيع مساحة الصيد انطلاقا من 6 ميل بحري واستمرار المفاوضات على باقي القضايا خلال شهر من وقف إطلاق النار. في الوقت نفسه حصلت مصر واسرائيل على ضمانات بعدم ادخال اسلحة الى القطاع.
لابد من القول أن وقف اطلاق النار يعتبر انجازا ايجابيا لوقف نزف الدماء وايقاف الدمار الذي تكبده الشعب الفلسطيني لكن ان تدخل حماس مفاوضا رئيسيا وتعلن شروطها يشكل نصرا سياسيا وجماهيريا على باقي فصائل المقاومة ومنظمة التحرير الفلسطينية وليس على اسرائيل. وسيلعب الاعلام العربي دورا ليعبئ الناس بديماغوغية النصر المبين ويجلّي صورة ناصعة لحركة حماس فقط وهي بدورها دورت ماكنة أعلامها ومسيراتها التي جابت شوارع غزة ومدن اخرى رافعين أعلامهم وليس الأعلام الفلسطينية وملوحين بإشارات نصرهم ليشكلوا عامل ضغط نفسي على المواطن المقهور وتطمينات بالتعويض، وهذا يشكل أيضا تحديا سافرا للقوى المناهضة لها وبالتالي سيضمنون نصرا انتخابيا وتفوقا على كافة فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية ومنظمة التحرير. وبذلك نحجت حماس في تنفيذ السيناريو البائد.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازيون الجدد قادمون
- صدور رواية - همس الغرام-
- الحقوق الادبية المسروقة
- مجلس النواب ينتخب السلطات الثلاث
- ازمة ثقافة الوطن
- الى اين تتجه الديمقراطية في العراق
- شو هل الحكي يابو زكي
- ماهو سر اعتراف الصنم بجرائمه
- بماذا أهنئ المرأة العراقية
- جلسة هادئة وأدلة دامغة
- أناشدكم يا قادة العراق بوحدة الصف الوطني
- السيستاني والجعفري يدعوان لحكومة خالية من الخطوط
- يسّلم فمك يا مام جلال
- ادانة دامغة للصنم ولأقزامه الأربعة الغائبين
- بطاقات حمراء وطرد من قاعة المحكمة
- نتائج انتخابية مثيرة
- الأستحقاق الأنتخابي والحق الدستوري الضائع
- لوشُكلت حكومة الوحدة الوطنية لهلّ العيد الأضحى علينا بعيدين
- حكومة المفاوضات السرية
- كل عام وقادة العراق متفقين


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - لميس كاظم - أنتصار حركة حماس سيناريو بائد