أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - كل عام وقادة العراق متفقين














المزيد.....

كل عام وقادة العراق متفقين


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 05:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمر العام الجديد على معظم شعوب المعمورة باسما، فرحا، إلا الشعب العراقي، إذ يمر عليه العيد هذا العام حزينا، متشائما، فيبكي أبناءه على ذويهم الذين غابوا بدون ذنب يذكر سوى أنهم ولدوا في وطن أسمه العراق. فكل الشعوب تحتفل على رنة الكؤوس ويدبكون على أنغام الموسيقى وهم يودعون العام القديم إلا الشعب العراقي إذ يشعل شمعة القديس وتقرأ الأيات الكريمة إبتهالا على أرواح من غاب عنهم في هذا العام وبدلا من أن يحتفلوا في المراقص والشوارع، يسحبون أنفسهم خلسة الى المقابر حيث الذكريات الأليمة.

كل الشعوب تضحك وتحتفل وترقص وتبتهج وتتعانق وهم يسمعون دقات الساعة تشير الى أخر لحظات العام القديم الذي سيفارقهم بمحبة وسلام وسيدخلون العام الجديد ووجوهم فرحة وهم يشاهدون الصعادات الأحتفالية في سماء بلادهم، إلا الشعب العراقي إذ يبقى، نائما، خائفا، مختبئاً من صعادات الملثمين والملثمات التي ستفجر شوارع بغداد وبقية المدن. وبدلا من أن يروا الصعادات الأحتفالية تزين سماء العراق، تمطرهم السماء بدماء وأشلاء من بقايا أجساد عراقية تطايرت نتيجة تفجير بهائم بشرية أو سيارة مفخخة.

كل الشعوب عندهم أمنية تفائلية فرحة يأملون تحقيقها في العام الجديد إلا الشعب العراقي فله أمنية عراقية حزينة، قديمة هي أن يعود السلام والتأخي بين العراقيين جميعا وان يكون الوطن هو ثوب العيد الجديد الذي يرتديه كل ابناءه من الشمال الى الجنوب.

كل الكتاب يكتبون بلغة الحب وقلم مليء بخمرة الحياة الفاتنة وخواطرهم تفائلية، مبتهجة، إلا الكتاب العراقيين فيكتبون خاطراتهم بلغة الموت الأليم، منتحبين على شهداءهم وأعزاءهم وبقلم حاد كالسكين التي تفتح جراح العام القديم وأمنتيهم ضعيفة الأمل، مسكورة الخاطر في تحقيق عراق خالي من الحروب والأحتراب.

كل عواصم العالم لابسة حلتها الأحتفالية الجديدة ومزينة بأضوية العيد ومحتفية بليل سعيد، وهن يستقبلن أهلها وضيوفها بفرحة العام الجديد إلا بغداد ستبدوا حزينة، فقيرة، هجرها الفرح منذ سنين ويمر عليها العيد فيبكي على شوارعها المهدمة المظلمة، وحضارتها المسروقة وبدلا أن تتطاير منها رائحة الحب، تتطاير منها روائح القاذورات النتنه وجيفة المياة الاسنة التي أنتفضت علنا بوجه حراسها. وحدائقها خالية من الماء وورودها جافة من أزهارها العبقة وبيوتها هجرها الدفء والامان.
يسألها العيد أن وجهك الباسم الذي تغزل به الشعراء والعشاق والكتب...أين لياليك التي طال مساءها في صفحات التأريخ... أين شهريار التي اوقفت الموت على أعتاب قصورك... كيف هرب الحب من قلوب أبناءك؟

يستقبل العراقيون العام الجديد بخوف وحذر مرتقب، من ما ستولده لهم الأيام القادمة، الحبلى بالمفاجأت الجديدة. فهذا أول عام يكون الشعب العراقي قد أنجز مهمته الأنتخابية بسلام تاركا القرارا لقادته الذين قد يتفقون أو يفترقون على تقاسم المناصب السياسية والغنائم الوطنية. ففي العام الماضي، كان العراقيون يرتقبون يوم ال 30 من كانون الثاني لينتخبوا ممثليهم الجدد. لكن في هذا العام أهدى العراقيون أصواتهم كعيدية وطنية الى قادتهم على أمل أن يكون العام الجديد خالي من ماكنة الموت التي تسير في كل حي وشارع.

في هذا العام ينتظر العراقيون بفارغ الصبر من قادة العراق أن يتخذوا القرار الوطني السليم الذي من المفترض أن ينهي ماكنة الموت الجماعي والأحتراب السياسي. ويأملون أن يرتفع الساسة الى مستوى المسؤولية والأتفاق على القاسم الوطني العراقي ويحمون المواطن ويرفعون شأنه مثلما أوصلهم بأصعبه البنفسجي الى هذه الكراسي الوثيرة.
يأمل العراقيون أن يكون العام القادم، عام الوحدة الوطنية الحقيقية، الذي سيبني عراقا موحدا خالي من النفاق السياسي وإلغاء الاخر والحقد الحزبي والفكري والطائفي البغيض. ويكون عاماً جديداً يجمع كل قادة العراق الجدد على مائدة العراق الطيبة والوفيرة بخيراتها.

عسى أن يكون العام الجديد مشرقا في وجوه قاد العراق ليتسامحوا ويتصالحوا ويتفقوا على حماية الوطن والمواطن. فما أجمل العراقيين وهم متلاحمون، متحدون، غيورون على بلدهم بدون هتافات سياسية عتيقة.
عسى أن يكون العام الجديد فائضا بالأمل وأن يتخلص قادة العراق من ولعهم المفرط بكرسي الحكم وأن يفكروا بأمن وبمصالح الوطن المهدورة.

كل عام وبغداد الحزينة بأمان وسلام.
كل عام وشوارع وبيوت العراق منيرة بالأضوية الأحتفالية السعيدة.
كل عام والعراقيون فرحون وهم يتحممون بماء دافئ ويرتون من ماء عذب ويغسلون ملابس العيد بماء دجلة والفرات العذبين.
كل عام وشوارع العراق خالية من الملثمين والملثمات والمليشيات الذين يحاولون أن يبطئوا زمن العراق الجديد.
كل عام وعراقنا الحبيب بخير وسلام.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة السادسة* شاهد شاف كل حاجة*
- نداء الى المحاميين العراقيين
- توقيت اطلاق سراح جراثيم الصنم
- ليلة حنة العراق الثانية... ليلة الفتح الديمقراطي الجديد
- خصال المرشح الأنتخابي
- الحلقة الرابعة *القرج خاتون الطرف*
- الحوار المتمدن مسيرة الدرب الصعب
- الأرهاب الأنتخابي والترويع السياسي
- ملاحظات حول برنامج القائمة العراقية الوطنية 731
- الحلقة الثانية من مسلسل صدام في قفص الأتهام
- وقفه في صالة المؤتمر
- وداعا أم تماره
- أعراس ارهابية تزف فنادق عمان
- مغزى مبادرة الجامعة العربية
- كل عام وعراقناعامر وشعبه أمن
- الرياح الإنتخابية التي ستعصف بقائمة الإتلاف العراقي
- طلعت الشمس على الحرامية
- دلالات محاكمة قائد ديمقراطية الموت
- وثقت قادسيات الصنم
- وشهد شاهد من أهلها


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - كل عام وقادة العراق متفقين