أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - حكومة المفاوضات السرية














المزيد.....

حكومة المفاوضات السرية


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أختلف قادة القوائم الأنتخابية على تسمية الحكومة العراقية المزمع تشكيلها بعد فرز الأصوات الانتخابية. فراح البعض يسعى لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والأخر يتناغم مع بعض القوى ليشكل حكومة توافقية وأخر يهمس لتشكل حكومة الشرعية الأنتخابية وهناك من يطمح لتشكيل حكومة * شيلّني وشيلّك* وفق مبدء تقاسم الغنائم على حساب مصلحة المواطن والوطن. كل من هؤلاء القادة لهم تبريرات ومسلمات واستحقاقات يحاول أن يوظفها في هذه المشاورات السرية لأبتزاز الطرف الثاني للحصول على مكاسب تخدم مصالح قائمته على حساب المصالح العامة. ويتم ذلك من خلال أتفاقات متكوبة تلزم الطرف الثاني بوجوب تنفيذها. لكن هل أن هذه الأتفاقات السرية هي جزء من الاستحقاق الانتخابي وهل ستلبي رغبة الناخب العراقي في المستقبل؟ أن أهم الملاحظات على هذه الأتفاقات هي:

• هذه الأتفاقات السرية بين القوائم بعيدة كل البعد عن رغبة الناخب العراقي. فلن تحقق له طموحاته والوعود الانتخابية بل ستوفر فرص ثمينة لهذه القائمة الفائزة على حساب المشروع الوطني. إذ تقيد كل طرف بشروط جزئية تمنح لكل قائمة أمتيازات خاصة تقتطع من مصالح الوطن.
• هذه الاتفاقات السرية تعكس حالة الريبة وعدم الثقة بالطرف الاخر وبالتالي لن يتوفر مبدء العمل الجماعي الوطني المشترك بين الأطراف المتحالفة في الحكومة الجديدة وأنما ما جرى وسيجري هو بعيد عن الاستحقاق الأنتخابي، فكل طرف سيستثمر وجوده في الحكومة ليحقق برامجه الخاصة على حساب البرامج الوطنية. وقد شهدنا في الحكومتين السابقتين تقاطعات في أداء كل طرف على حساب الاخر وكانت نتائجه مضرة بمصالح الوطن والأنجاز الحكومي.
• هذه الأتفاقات السرية التي جرت بالأمس القريب كانت مضرة بالعملية السياسية برمتها إذ أجتزء كل طرف حصته وترك المواطن منتهك الأمن والحقوق. وقد أسفرت هذه الأتفاقات عن تباين في الاستقرار الامني. إذ شهدت بعض المدن حالات من الاستقرار الامني والعمراني والخدمي على حساب العاصمة ومدن التوتر السياسي وهذا لا ينسجم مع النفس الوطني الذي يجاهر به الجميع. فكل الحكومات الديمقراطية تحاول أن توفر الاستقرار الامني والعمراني والخدماتي لعموم المدن العراقية، مع أخذ بنظر الاعتبار خصوصية العاصمة بغداد، بأعتبارها القلب النابض للوطن والوجه الحضاري للحكومة والأستحقاق الأنتخابي الأهم لكل القوائم. وقد دأبت كل قائمة الى توفير الامن والاستقرار لمدنها على حساب العاصمة بغداد التي باتت اكثر المدن العراقية تعرضا للأضطراب الامني بأستثاء المنطقة الخضراء. وبات المواطن البغدادي ينعم بأكبر الحصص التفخيخية من التفجيرات والقتل الجماعي وأقل فرصا للعمل. وشوارع العاصمة وأحياءها باتت اكثر عرضة للدمار والتهميش والأنفلات الأمني.
• هذه الاتفاقات السرية كرست البعد المذهبي والطائفي بكل مستلزماته وبالتالي قسمت مدن العراق على أسس بعيدة عن المفاهيم الوطنية والتي لا تنسجم مع التعددية والرأي الاخر. وستلغي مبدء التعاون المشترك بين المدن العراقية و تكرس مبدء الأكتفاء الذاتي لكل مدينة على أنفراد ومما لا يسرع في تطور العراق بشكل كامل وعادل ومتوازن.
• الاتفاقات السرية وفرت فرص بسط سلطة كل قائمة على مدنها على أنفراد ، وفق منطلقاتها الفكرية أو الطائفية دون أن يتدخل الطرف الاخر، بأستثناء العاصمة وبعض المدن. هذه السياسة تجاوزت على المفهوم الوطني وساعدت على ترسيخ الثقافات والأفكار الخاصة بهذه القائمة دون غيرها وعدم السماح لأي فكر أو مبدء وطني مغاير أن يسود او ينتعش في تلك المدن وهذا شكل وسيشكل خرق واضح لثقافة الوطن وبالتالي سيساهم في ترويع المواطن وأخضاع القانون لسلطة المليشات الحزبية التي تسيطر على المدن المعنية لبسط الأمن والنظام بوسائل بعيدة عن ثقافة الوطن العامة.
• الولع المفرط من قادة الأحزاب على كراسي الحكم خلق حالة عامة أنعكست سلبا على قيادي وأعضاء هذه القوائم الفائزة للظفر بأكبر عدد ممكن بكراسي الحكم الأداري والبلدي وتقسيم الوزارات والبلديات فيما بينهم وبالتالي أدى الى سيطرة هذه القائمة دون غيرها على الوزارة والبلديات مما جعل أحقية التوظيف والتعيين لمنتسيبها وأعضاءها أولا ومسك عصب كل الوظائف المهمة بيد هذه القائمة على حساب المواطن المستقل وبالتالي أصبح المواطن غير المنتمي الى القائمة الفائزة أقل حظا في الحصول على الوظائف المهمة بالبلد أي أن هذه الاتفاقات ولدت مناخات لمبد المفاضلة الحزبية في أغلب مفاصل الحياة الحكومية والأدارية. الأمر الذي سيلغي مبدء الكفاءة في فرص العمل.
• أن مبدء الأنتخاب العلني الديمقراطي يتعارض مع مبدء المحاصصة والاتفاقات السرية بين القوائم. فالأنتخابات قامت على أساس تنفيذ البرامج الأنتخابية لعموم الوطن. ولذلك فمن المفترض أن تتشكل حكومة وطنية وفق استحقاق شرعي ثوابته عامة لجميع العراقيين وبعيدا عن المحاصصة الجزئية.

نحن نطمح لحكومة يكون همها بناء الوطن ووفق أسس الدستور وسلطة القانون والغاء أشكال مظاهر العنف والقتل والأنتهاك لحرمة الوطن وضمان الحق المتساوي في العمل والضمان التعليم والرعاية.
أن القوائم الفائزة يجب أن تسعى لتحيق برنامج وطني يلتف حوله كل أبناء العراق من شماله الى جنوبه ليضمن استمرار فوزهم في الأنتخابات القادمة وليس أقتصارهم على مدن محددة.
فلاداعي لاتفاقات جزئية ومعاهدات سرية وبروتوكلات مجتزئة بعيدة عن الثوابت الوطنية. ومن يعتقد أن هذه الطريقة هي الاسلم لتشكيل الحكومة العراقية القادمة سيكون من الخاسرين في العراق القادم.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وقادة العراق متفقين
- الحلقة السادسة* شاهد شاف كل حاجة*
- نداء الى المحاميين العراقيين
- توقيت اطلاق سراح جراثيم الصنم
- ليلة حنة العراق الثانية... ليلة الفتح الديمقراطي الجديد
- خصال المرشح الأنتخابي
- الحلقة الرابعة *القرج خاتون الطرف*
- الحوار المتمدن مسيرة الدرب الصعب
- الأرهاب الأنتخابي والترويع السياسي
- ملاحظات حول برنامج القائمة العراقية الوطنية 731
- الحلقة الثانية من مسلسل صدام في قفص الأتهام
- وقفه في صالة المؤتمر
- وداعا أم تماره
- أعراس ارهابية تزف فنادق عمان
- مغزى مبادرة الجامعة العربية
- كل عام وعراقناعامر وشعبه أمن
- الرياح الإنتخابية التي ستعصف بقائمة الإتلاف العراقي
- طلعت الشمس على الحرامية
- دلالات محاكمة قائد ديمقراطية الموت
- وثقت قادسيات الصنم


المزيد.....




- تحليل: -الشجار المروع- بلقاء ترامب وزيلينسكي هل يتكرر بعد قم ...
- دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس بـ-تسهيل استغلال الأطف ...
- نيجيريا تلقي القبض على زعيمي جماعة -أنصار المسلمين في بلاد ا ...
- ما حقيقة قبول جنوب السودان بخطة ترحيل الغزيين إليه؟
- فيديو.. قصف إسرائيلي على محطة كهرباء في صنعاء
- قمة ألاسكا.. المنتصر والخاسر والخاسر الأكبر
- رسالة من زوجة ترامب ميلانيا إلى بوتين تثير تفاعلا.. ماذا قال ...
- مصر.. مقاطع فيديو خادشة للحياء تشعل ضجة والداخلية تكشف تفاصي ...
- عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: متظاهرون يغلقون الطرق في أماكن ...
- فيديو ترامب -لا يسير بخط مستقيم- يشعل تحليلا للغة الجسد وتكه ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - حكومة المفاوضات السرية