أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - إلا إيزيس يا داعش!














المزيد.....

إلا إيزيس يا داعش!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 14:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أيتها المصرية، أيها المصري، ماذا تفعلان إن أردتما تحصيل بعض المعلومات عن إحدى جَدّاتنا العظيمات، بل كبرى جدّاتنا في الميثولوجيا المصرية القديمة: "إيزيس"؟ ستكتبون في أحد محركات البحث هذه الكلمة البسيطة: Isis وهو اسم السيدة الفاتنة التي تحمل فوق رأسها عرشًا صغيرًا رمزًا لسلطان الجمال والفضيلة والأمومة. ماذا نُحصّل من نتائج البحث؟ آلاف الروابط والصور لسيدة نحيلة ممشوقة القِدّ مرفوعة الرأس حسناء الملامح أنيقة الملبس، تقبض على صولجان الحُكم بيمناها، وفي اليسرى تحمل "مفتاح الحياة"، لتحكي أسطورة تلك الفرعونة القوية التي رمزَ بها المصريون، أجدادُنا العظام، إلى كل المعانى الطيبة النبيلة السامية الرفيعة. إيزيس في اللغة المصرية القديمة هي المتربعة على عرشها، هي ربّة القمر والأمومة. شقيقة الإله أوزوريس وزوجته. جمعت رُفات زوجها بعدما قتله إلهُ الشر: "سِتْ" ووزع أشلاءه على أربعين بقعة من بقاع مصر، لكيلا يعود إلى الحياة. (ومن هذه الأسطورة أصبحنا نحتفل بالمتوفى بعد أربعين يومًا من رحيله، تلك عادة مصرية قديمة ورثناها عن أجدادنا). لكن جدتنا الأسطورية جمعت الأشلاء وأعادت إليه الحياة وأنجبت منه الطفل "حورس" الذي سيشبّ ليغدو إله الشمس، وتصبح "عين حورس" تعويذة خير وبركة ونعمة لكل من يحملها. (بعدما زار مصرَ، أبو الطب الإغريقي "أبقراط" وذُهل من التقدم الطبي لدينا، نقل رمز عين حورس إلى بلاده كتميمة شفاء، أصبح يتبرّك بها أطباءُ أثينا القديمة فرسموها على صدر وصفات العلاج. تلك التي تحوّرت مع الزمن وصارت الرمز الشهير الذي يتصدّر كل روشتات الأطباء في العالم حتى اليوم: Rx).
كان ما سبق هو النذر القليل مما ستتعلم عن حضارة بلادك حين تبحث بهذه الكلمة الساحرة Isis عن أسلافك العظماء الذين كتبوا تاريخ البشرية بفكرهم المثقف وحضارتهم الهائلة. أما الآن، لو وضعت تلك الحروف ذاتها: Isis في محركات البحث ذاتها، فسوف تصدمك وجوهٌ قبيحة يعلو جباهَها غضبٌ وبُغضٌ، رجالٌ كفوفهم مخضبةٌ بدم الضحايا، وتحت أقدامهم تتدحرج جماجمُ بشريةٌ وأعناقٌ منحورة وجثاميُن مبتورةُ الأطراف وبحيراتٌ من الدماء تجري إلى حيث تجري! كيف هذا؟!
لأن الكيان الإرهابي الأمريكي الدموي الوحشي عدو الإسلام، الذي كوّن حروف اسمه: "داعش"من (دولة إسلامية عراق شام)، قرر أن يتخلّص من الاسم "اللعنة": "داعش"، ثم يتخلص أيضًا من "التنكير اللغويّ"، بإضافة: (ال) التعريف، ليغدو: (الدولة) الإسلامية، بدلا من الاسم النكرة: (دولة). لكن المضحك، والمؤلم، أنه قرر أيضًا أن "يتفرنج" فيكتب اسمه بالإنجليزية ليس Daesh كما عرفته كل صحف العالم. بل اختار اسمًا خرافيًّا هو Islamic State in Iraq and Sham ، ثم تبجح أكثر وعمل لنفسه "اختصارًا" من الحروف الأولى ليغدو ISIS. وهنا تقاطع اسمه الدموي مع اسم جدتنا الجميلة رمز الحياة والرحمة إيزيس Isis.
حذّرتُ في مقالات عديدة من وقوعنا في فخ تسميتهم بـ"الدولة الإسلامية"؛ لأن في هذا تكريمًا لهم وإهانةً للإسلام! واقترحتُ عليهم عدة أسماء بديلة مثل: (ذُبع= ذقونٌ بلا عقول) أو (وبا = وحوش باسم الإسلام) أو (جالش = جنود أمريكا، لتدمير الشرق) أو (عمعيص – عرائس ماريونيت عبيطة في يد صهيون) أو (صالع = صبيان أمريكا لغزو العرب). كنت أمزح بمرارة ظنًّا مني أن داعش فقاعة سرعان ما تختفي. أما وقد دخلت في (التاريخ) واختارت لنفسها اسمًا يتقاطع مع حضارة بلادي، فالأمر ما عاد يحتمل الصبر لأن فيه عبثًا بما سوف يبقى! حيث سيظل اسمُ تلك الحثالة القتلة في محركات البحث مُزاحمًا لاسم جدتي الأسطورية الجميلة "إيزيس". هلا تحركنا أيها السادة؟!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنتي مع المثقفين
- داعش أم الرسام الدنماركي؟
- حوار مجلة (حواء) المصرية مع الشاعرة فاطمة ناعوت
- الراهبات يا د. جمعة!
- المسرح في المستشفى
- الجهل، الحصان الرابح
- داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟
- اقتلوهما كما قتلتم ابن رشد
- من أرض مشروع القناة
- من ينقذ كردستان الجميلة؟
- تكبيرات داعش
- دافنينو سوا تحت الوصايا السبع
- الخوف من جائزة جبران
- انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!
- باليرينا في سجن النساء
- تكفيريون في ثوب الميري
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - إلا إيزيس يا داعش!