أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - محنتي مع المثقفين














المزيد.....

محنتي مع المثقفين


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


حين دخلتُ الوسَط الأدبيّ عام 2000، آتيةً من حقل المهندسين المعماريين زملائي في الدراسة والعمل، كنتُ مازلتُ غِرّةً طوباوية. أحسَبُ كلَّ شاعرٍ: "جبرانَ" و"صلاح عبد الصبور"، وكلَّ أديبٍ: "طه حسين" و"العقاد". فتحتُ ذراعيَّ وسعَهما لاستقبل وهجَ الآداب والفنون والفكر، لا عبر الكتبِ؛ كما فعلتُ منذ طفولتي، بل عبر اللقاء المباشر بالأدباء والكتّاب. وتوالتِ الصفعاتُ والهزائمُ الوجودية والانكسارات، و"تكسّرتِ النِّصالُ على النصالِ" في قلبي. نميمةٌ وأحقادٌ وتهافتُ على صغائرَ ومراهقاتٌ جعلتِ الأرضَ تميدُ بي، وترتبك قناعاتي. يجلس عشرةُ أدباءَ في مقهى، ينصرف واحدٌ، فيبدأ التسعةُ في النميمة حول الذي انصرف! يمضي آخرُ، فيتحول إلى "بنبوناية القعدة"، بين ذهولي وعدم تصديقي! فأصرخُ في وجوههم: “بمجرد انصرافي، تلوكني ألسنُكم!” فيقولون: “لا لا، أنتِ مختلفة، أنتِ جميلة ونقية، لكنهم أشرار!” وكان لابد من وقفة مع نفسي لأعيدَ حساباتي. أمامي خياراتٌ ثلاثة. 1- أجاريهم وأمتهن النميمة؛ فيحبونني، وتخربُ روحي وينضُب معيني الأدبيّ. 2- أظلُّ على شجاري الدائم معهم، فيكرهونني، وتفرُغ طاقتي الروحية. أو الخيار الثالث الذي أنقذني، وإن تسبب أيضًا في كراهية الجميع لي، إلا الحقيقيين من الأدباء؛ ظلّوا على محبتهم لي.
وكان أجملَ قرارات حياتي عام 2003 حين "طّلقت هذا الوسط بالتلاتة" وانكفأتُ على مكتبي داخل صومعتي مع الذين لا يكذبون: الأدباءُ في كتبهم، لا على طاولات المقاهي.
ماذا أنجزتُ في هذا المنفى الاختياري؟ سبعة دواوين شعرية فاز بعضُها بجوائز عالمية. عشرة ترجمات لروايات ضخمة لڤ-;---;--رجينيا وولف، وفيليب روث، وتشينوا آتشيبي، وچون ريڤ-;---;--نسكروفت، وتشيمامدنا نجوزي آديتشي، وأنطولوجيات شعرية لشعراءَ عالميين كبار. وبضعةُ كتب في النقد الأدبيّ والثقافي، وآلاف المقالات والدراسات، والأهمُّ، حافظتُ على براءتي من الضغينة والصِّغر.
مؤلمٌ تناحُر المثقفين حول تفاهات، لا حول مبادئَ وقيمٍ وقضايا تهذيب العالم وتثقيف الإنسان ليجنح نحو المحبة والبراءة! 
-;---;--نعم، نفتقد إلى "البراءة" التي حاول جبران، وغيرُه من رُسُل المحبة، غرس بذورها في أعماقنا. بدلاً من تنوير البشرية والأخذ بيدها نحو الحضارة، تضاءلنا نحن "المثقفين" كالذئب يأكلُ نفسَه، وجلسنا نتفرج على العالم يذهب نحو المجهول! أكاد أسمع "داعش" تضحك وتُخرج لنا لسانَ الشماتة قائلةً: “مات جبران.”
لماذا أكتبُ هذا؟ لأن الصحفية الشابة "ياسمين المساوي"، سألتني في حوار لمجلة "نصف الدنيا": “لماذا لا نراكِ على مقاهي "وسط البلد" مع المثقفين؟" وأسألُها بدوري: “هل كنت أُنجزُ عشرين كتابًا، لو سرقتني المقاهي؟!”



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش أم الرسام الدنماركي؟
- حوار مجلة (حواء) المصرية مع الشاعرة فاطمة ناعوت
- الراهبات يا د. جمعة!
- المسرح في المستشفى
- الجهل، الحصان الرابح
- داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟
- اقتلوهما كما قتلتم ابن رشد
- من أرض مشروع القناة
- من ينقذ كردستان الجميلة؟
- تكبيرات داعش
- دافنينو سوا تحت الوصايا السبع
- الخوف من جائزة جبران
- انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!
- باليرينا في سجن النساء
- تكفيريون في ثوب الميري
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟


المزيد.....




- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - محنتي مع المثقفين