أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - يوميات سفيه














المزيد.....

يوميات سفيه


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 00:51
المحور: كتابات ساخرة
    


يقول (رونالد ريغان) أن الأميركيين وبسبب الهنود الحمر لن يحصلوا في النهاية على أي شيء , تذكرت ذلك وأنا أدخل البيت بعد يوم صاخب كانت ثمرته لاشيء , فأنتهزت آخر دقائق لسماع أغنية (كارلي راي جيبسن) الموسومة (كول ميِ مَي بيِ) عسى أن أحصل على أتصال من فقيد أو معجزة أو أي شيء , وقبل أن تنتهي الأغنية بحثت كعادتي عن أوراقي المتطايرة , فهن كعادتهن يختفين تحت (الكشنات) بسبب (الطسّات) , وبعد جهد مشوب (بالطحير) وجدتهن تحت المقعد الأمامي ومعهن جهاز هاتف لا أعرف صاحبه مع قلمين رخيصين , وفيما أنا منبطح مستغرقاً في البحث , حصل زلزال جعلني أقفز دون شعور لأجد نفسي ممتداً على (الشتايكَر) في (كَراجي) البسيط , خرج الأولاد (مخروعين) , قال المتذمر كبيرهم (خلف الله عليك بابا هاي لاصقة جبتها صوغة للبيت) , الأصغر المتفائل قال : (لا مو لاصقة , أحتمال عبوة أنفجرت بشارعنا عفية بابا هم زين بسرعة طبّيت) , ركضنا للشارع فشاهدنا دخاناً أبيضاً يتصاعد من بيت (أم صلاح) , كانت الناس تقف بعيداً عن ذلك البيت , وبعد الأستفسار تبين أن الحاجّة أم صلاح قامت بجلب (الشفلات و الخلفات) دون سابق أنذار للمساكين من (الجوارين) , قررت دون مشورة زوجها أن تهدم بيتها الى الأساس , وحين حضر (أبو صلاح) قادماً من دائرته التي يعمل فيها منذ قرن و نيف وصلت (الصريخة للضالين) , أقنعه (طبابين الخير) أن بيته على وشك السقوط بعد أن تصدع بسبب الرطوبة جرّاء مطرة الشتاء الماضي بعد أن غرق وطفحت المجاري , وعلى ذكر المجاري , دخلت وجلست أمام التلفزيون فظهر على أحد القنوات أمين بغداد , هذا الرجل له فضل كبير فهو الوحيد الذي يجعلنا نضحك مغادرين برهةً مستنقع الكآبة والعويل , كان (يحلف ويتكفّر) بأن ماء الأسالة الذي يأتينا لبيوتنا بالأنابيب هو أطهر ماء خلقه رب العالمين , وبعد أن طلب منه المذيع أن يشرب قدحاً منه , غيّر الموضوع وتنحنح و عدل جلسته متحدثاً عن برج دبي و كيف أنه لاينفع المواطن العراقي فهو لايستطيع بيعه ولا شرائه بل أن صعوده بطر من (حضرة جناب الفايخين) , وعلى ذكر (الفايخين) , رأيت في قناة (يورو نيوز) مشهد يفطر القلب لنساء يهوديات يبكين رجلاً قتل في أسرائيل على يد ثوار غزّه أولئك الذين يسمّونهم إرهابيين , قلبي السميك لا يتحمل رؤية تلك النسوة المرهفات وهن باكيات , والسبب أنهن لم يخلقن للبكاء , مثل العراقيات والفلسطينيات ,فرثائهن للموتى مجرد (خيط وخرابيط) , واتتني فكرة مدهشة , لماذا نحن العرب أصحاب الحضارة و الفكر الرشيد لم نرسل (الملّايات و الروزخونية) الى أسرائيل ليعلموا أهلها فن الماسوشية والعويل , نسيت أننا ملتزمون بأتفاقية مقاطعة أسرائيل , نفس القناة أظهرت (الحماسيين) الفلسطينيين وهم يزلزلون الأرض في وداع (الشهداء) الى السماء السابعة في علّيين , مؤكد صعدت معها أرواح العشرات ممن تم أعدامهم دون محاكمة بتهمة التخابر مع أسرائيل , أخبار العراق كما هي مثل الطعام (البايت) الذي أضطررنا لأكله سنين طويلة وقت الحصار أثناء الخدمة في الجيش , لا جديد سوى أنتظار معجزة بأن يعي الناس أنهم على شفا غرق و(تفليش) , تجمعهم سفينة واحدة , إن غرقت غرق الجميع , كنّا نطلق عن الرجل الصالح لقب فقير , لايعرف من الدنيا سوى الذهاب للجامع ومن الجامع للبيت , وبعد تحوّل الجامع الى مكتب وثكنة ومقبرة (لافرق) صار هم الناس الخلاص من وصمة الجوامع والمكاتب والثكنات فأصبحوا يتنقلون في دورية سمجة مابين الموت و التلفاز والبيت , ربما مصدرها تهجير المسيحيين والمسلمين أو الأزد و الصابئة المندائيين , المصادر كثيرة تجتمع في لعنة تصيب المرء بمتلازمة الخجل من أفعال لم يقترفها , لكنه كان شاهداً عليها فنال على غرارها وعن جدارة (لقب سفيه) .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات الحصى والذئاب وتاريخ الخراب
- شؤون عسكريّة شفّافة وعلنيّة
- أزمة الأعلام وثقب الهلام
- حكاية حقيقية حصلت البارحه
- فرقة أم علي و الفرقة 35
- مقالب الشيطان الرجيم
- الوصفة السحرية للسلام في العراق
- داعش يهدد نيويورك
- أنفخ بويّه أنفخ
- موجز واقع العراق
- أستغاثة من عالم آخر لأولي الألباب
- داعش المريخ وعراقيو كوكب الأرض
- كيف تحصن بيتك من الجرذان وحتى الفيل
- قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ
- أستغاثة من الهنود الحمر
- رسالة في زجاجة مكسورة
- القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - يوميات سفيه