أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشرقي لبريز - ندب في الذاكرة














المزيد.....

ندب في الذاكرة


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


اذكر ذلك اليوم و كأنني اعيشه الان , انا الذي اشتعلت لحية شيبا , لم يكن الشعر قد ظهر بعد على وجهي حينها , كنا جالسين نحن الثلاثة ، في ذلك الزقاق الذي اصبح مظلما حين انطفأت مصابيح الانارة العمومية ، انار القمر بهيم الليل .
بدأ بن العوام في الحديث عن الانتحار قائلا
ان تراودك فكرة الانتحار فهذا يعني انك تمتلك قدرا كبيرا شجاعة
رد ابراهيم بسرعة و كأن جوابه جاهزامن قبل هل كان يعرف ما سينطق به ؟؟
بمجرد ان تفكر في الانتحار تأكد انك شخصا انهزمي , الانتحار يعني الموت , و الموت تعني الاستسلام الابدي ، و نحن لم نوجد لنستسلم .
انتفض بن العوام قائلا
هناك نوعان من الانتحار : الانتحار الجسدي، يتوج بالموت لا محالة و هناك الانتحار الطبيقي و الذي يقابله في الاصطلاح الاندحار ، و اغلب العظماء الذين وشموا الفكر الانساني ، مارسوا هذه العملية بل حتي الاسطورة حكت عن شخوص مارسوا الفعل نفسه ، فان ترفض حياة الرفاهية و تلتحق بفئات الفقراء و المحتاجين فهذا في حد ذاته نوع من الانتحار الاجتماعي و لكي تحققه و تمارسه يجب ان تمتلك شجاعة نادرة في عصر الاغراءات .
خيم الصمت برهة مدة ليست بالقصيرة و لا الطويلة على الجلسة و كأن كل واحد منا يحاول فهم ما قاله بن العوم بطريقته الخاصة وفق إمكانياته الفكرية فاستطرد بن العوام قائلا
أ لا نمارس نحن الان نوعا من الانتحار ؟ حيث الكل يصفنا باننا حمقاء مجانين . لاننا رفضنا ان نعيش الحياة التى اردوا رسمها لنا
لكن ابراهيم لم يتملك نفسه و اجابه بنبرة تحمل من الغضب اكثر مما تحمل من الجدية
اعتقد ان التعريف القانوني الفقيه للحمق هو كل سلوك مخالف للنظام العام . و هذا يتقاطع و تعريف الجريمة . و هي تهمة يوجه به كل من لم يجدوا له فصلا في قانونهم لمتابعته . فالحمق اذن نوع من التمرد على الواقع الذي صنعوه هم و رسموا حدوده . و انا يشرفني ان انعت بالاحمق اي المتمرد على ان اقبل بالعيش وفق ما اردوا لي .
واجه بن العوم جواب ابراهيم هذا بابتسامة عريضة تخفي الكثير من الخبث ثم اردف قائلا
فلتسمعنا اليوم شيئا من طربك .
اخد ابراهيم الجيتارة و شرع يضبط اوثارها و هو يردد
في ذكر خيبات ولت و اخرى على الطريق . نحن جيلا لم نعش الا الانكسارات ، استمرار الخيبات و الهزائم حتى أدمنا مضاجعتها خلسة و علانية.
و ما ان انتهي من تسوية الاوثار حتي حرر صوته بالغناء و بن العوام يردد معه .
" اشهد يا حزيران في يومك العشرين
وطني انا ارى الدرب و النصر مشتعل
في يقضة الفلاح في صرخة العامل
في انتفاضة الجماهير و شعبنا البطل
سعيدة يا زروال دهكوني يا رحل
مواكب الابطال بالوعد تتصل
من مخبرين المهدى من مخبرين عمر
عن روعة الاطروة و بأس من نزلوا
مدينة البيضاء يا درب من رحلوا
ابناءك الفقراء اليوم قد نزلوا .
ما ان انتهي من الغناء حتي التفت الي ابراهيم قائلا
كم اشتقت الى سمع هذه ، غنتها فرقة الطريق المغربية . لتؤرخ بها لانتفاضة الجياع بالدار البيضاء يوم العشرين من شهر حزيران 1981 تاريخ شعب بطل ، خرج ليتظاهر ضد الزيادة في الاسعار و وجه بقمع شرس .
اكيد لا يمكن لطفل ان يفهم شيئا من كلامه لكني حينها تظاهرت بعكس ذلك لأحافظ على مكاني في مجالستهما الا ان الامر لم يكن ليمر مرور سحابة صيف على ذاكرة طفل . انما وشم ندبا في الذاكرة .



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة في دروب الذات
- تيه في الوحدة
- رحلة بحث عن انسانيتي
- شهادة ميلاد أبدية
- جرح اخر
- لن اكرهك يا وطني
- من هنا بداءت
- كلام عن ألم
- حنين الى امي
- اول الخطوات نحو الجنون
- لحظة انتظار
- حب ؟؟؟
- ممارسة الممنوع
- مرور سنة على دخول برنامج - راميد - يكشف التناقض الحاصل بين خ ...
- متي تتدخل الدولة المغربية لتحمي القدرة الشرائية للمواطن , و ...
- عمال مناجم تويست يقبعون بسجون النظام
- يا شيوعيي العالم اتحدوا


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشرقي لبريز - ندب في الذاكرة