زعامات ذكورية ولا تاريخية

سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 21:45
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    

عندما يعج المكان بروائح الدم ويتناقل الهواء روائح الجثث لا تكون الكلمات والتصريحات التي تصاحبها غير انعكاس لتلك الجيفة التي تفرضها البربرية والوحشية علينا.
في اي عصر نحن عندما يقول زعماء "الايزيديون" اقتلوا بناتنا في المدارس التي حجزن فيهن من قبل عصابات داعش قبل بيعهن.
ان هؤلاء الزعماء ينافسون سماسرة داعش باللانسانية والوحشية. فبدلا من ان يطالبوا بأنقاذهن وينظمون حملة محلية وعالمية لاخراجهن من سجون داعش، يدعون الى قتلهن.

ان احدى الصفات التي يجب ان يتحلى بها الزعيم او الرئيس او بالاحرى احدى مواصفات الزعيم، هو الحفاظ على حياة جماعته واناسه ولكن هذه الزعامات يستمدون صلاحياتهم بالحفاظ على ما بين افخاذ بناتهم. اي مجرمين هؤلاء، الذين اصبحوا زعماء للرجولية والذكورية وليس زعماء يدافعون عن حياة جماعتهم؟

ان اولئك الزعامات يعتقدون بأن حياة البنات والنساء ملكهم مثل الملكيات العقارية فمن حقهم التصرف بها، لذلك هم يجيزون لانفسهم منح الحياة لمن يشاؤون او انتزاعها ممن لا يحبون. لكنهم لا يدركون ان الدعوة الى قتل النساء والبنات اللواتي احتجزن بتلك المدارس هو تعبير عن فشل هذه الزعامات من الحفاظ على حياتهن. انه تعبير عن عجز هذه الزعامات لانعدام قدرتهم على اداء مهام الزعيم او الرئيس، فلذلك يبررون فشلهم وعجزهم بقتل اولئك البريئات اللاواتي لم يفعلن شيء سوى انهن ولدن في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ. ويتناسون ان صلاحيتهم كزعماء قد اصبحت خارج الصلاحية "Expired" بعد ان تشرد الاف ممن يتزعمونهم. فزعيم مهزوم اوخارج المعركة وخارج ارضه ليس بزعيم. الا ان السخرية والمفارقة التي تجتمع معا يصرون على ادعائاتهم بأنهم ما زالوا زعماءا. ولا نعرف زعماء على من ظلوا؟

ليس امام من يدلي بالتحريض على القتل لاي سبب كان سوى التقديم للقضاء والمحاكمة، وعلى حكومة اقليم كردستان ان تسوق مثل هؤلاء الناس الى القضاء وتحاكمهم امام الملأ كي يكون عبر ة لمن اعتبر. ومن جهة اخرى على هذه الزعامات اللاتاريخية ان تعتذر للبنات والنساء ويعلنوا بأنهم غير صالحين ان يكونوا زعماء عليهم بعد فشلهم بحماية حياتهم، وان زمن مثل هذه الزعامات قد انتهى وولى.

#سمير_عادل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل