أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هديب هايكو - شاعر عراقي مازال مغترباً!














المزيد.....

شاعر عراقي مازال مغترباً!


هديب هايكو

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 21:25
المحور: الادب والفن
    


كريم راهي، «رسالة مفتوحة» الى رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي

بيننا، أيّها الزميل، أكثر من وشيجة رغم أنّنا أكملنا تعليمنا العالي الأوّلي في الصرح الدراسيّ ذاته (الجامعة التكنولوجيّة)، إلاّ أنّكم كنتُم أوفر حظّاً، ولم تفوّت عليكم حكومة البعث فرصة الفرار خارج الوطن لإكمال الدراسة، بينما اصطفتنا في الفترة نفسها، وثلّةٍ من الأوّلين، لكي نرعى قملات سجن الشعبة الخامسة والسجن العسكري رقم واحد وسجن أبي غريب، ونغذّها بالدماء اللازمة لحفظ النوع والبقاء على قيد الحياة، على الرغم من محاولاتنا الحثيثة لقتل عدد كبير منها. ويوم التحقنا بكم في المنافي، كان الإجهاد قد نال منّا مانال، سجون وحصارات وحروب لا قِبلَ لأحدٍ بها، حملنا معنا ذكرياتنا المريرة عنها، وصرنا نتعايش معها على أساس طول العشرة، بينما كنتم قد قطعتم شوطاً طويلاً في تجاوزها إلى ما هو أفضل، وعدتم للوطن، مع من عاد من الروّاد، بما يمكّنكم من إدارة دولة رزخت تحت حكم الجلاّدين لعقود من القهر والتعسّف. لكن الدولة الفتيّة لم تتمكّن من أن تُسعد مواطنيها كما كانوا يحلمون، فسرعان ما تحوّل مناضلو الأمس إلى جلاّدين جُدد، وبدأ عهدٌ جديدٌ من العنف، رافقه بالضرورة، أطرافٌ في الجانب الآخر ممّن وجدوا في العنف المضاد، سلاحاً للحفاظ على النوع، فيما فعل الإقصاء والتهميش فعلهُ مع أطراف أخرى. عنك اتساع الهوّة مابين فقراء البلاد وأثريائها، وظهور طبقة من حثالات الموسورين، أكلت في طريقها الأخضر واليابس، حتّى صار اسم الوطن يتربع مكانات لا تُنافس في إحصاءات العالم حول الفقر والفساد والظلم .. إلخ. نحن يادولة الرئيس، لا نريد أن يعود العراق إلى سابق عهدِه في الريادة، فهذا بالطبع غير ممكن، ولا نريد مشاريع عملاقة وبنى تحتية محكمة، فدولتكم لا تملك أيّة عصا سحرية، لكننا (نحلم) أن ينعم جيلٌ عُدّ بالملايين ببعض من الديمومة والراحة التي ليس كثيراً عليه أن ينعم بها، وليس في الأمر الكثير من المشقّة، فأمامكم ثلاثون يوماً من المداولة لاختيار التشكيلة الوزاريّة المقبلة، ولا أعتقد أن من الصعوبة على شخصكم الكريم، الذي عاش أكثر من نصف حياته في الغرب، أن يستنسخ بعضاً من أسباب نجاح تلك المجتمعات في مسعاها، وتصدّرها اللوائح التي غالباً ما تجد اسم بلدك في أواخرها. فأنا لا أعتقد أنّ هنالك وزراء أو مسؤولين في دول الغرب، لهم قرابة لرئيس الحكومة، من قريب أو بعيد، وإن حدث ذلك، فلا ريب أنّه بمحض الصدفة. كما إنني (بحكم كوني أعيش في منفى أوروبي)، لم أجد في إدارة هذه البلاد سوى الرجل الصحيح في المكان الصحيح حتّى وإن كان ذلك من ضمن الكتلة التي فازت بإدارة البلاد. قد يُجيب أحدٌ هنا أن قوىً خارجية تتحكّم بمصير البلاد لاحول ولا قوة لكم بها، لكن أن تكسب ثقة شعبك، وتجعلهم يلتفّون حول راية المواطنة، لا الدين أو القوميّة أو الطائفة، هو العصا السحرية الحقيقية، والسبيل الأنجح لكي يُقال عنكم فيما بعد، أن رجلاً حكم البلاد لأربع سنوات (أو ثمان لا أكثر)، كان مثالاً للحاكم الوطنيّ الذي انتشلها من القعر، وقادها لشاطيء الأمان، وسلّمها من بعده لمن هو يستحقّ. لا مزيد من الوقت عندي للكتابة، فأمامي عملٌ ينتظرني لإنجازه، لا علاقة له تماماً بالهندسة التي درستُها، عمل يستوجب أن أبقى على قيد الحياة، لكي أتأمّل بقدر من الهدوء، عالٍ، يمكّنني من كتابة رسالة لرئيس وزراء في أوّل يوم من ولايته، ثمّ أعود لإكمال عمل أدبي أفضّل الكتابة فيه أكثر من السياسة.



#هديب_هايكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودوا لأقفاصكم!
- أُلعُبانُ رَقصَة “العَرضة” والعُنفوان
- شاعر هايكو البصرة الراحل
- بَعير سَعودي يُحتضَر في سَفر!
- «فاضل» راجح ومَفضول مَرجوح
- وقْف جامع السلطانة “مهرماه”
- Mesopotamia Mousseline
- الخليفة: لا أشتريكَ إلاّ وهيَ مَعكَ!
- المُحدَّث و حَمَهْ
- المُحدَّث: قل «هَوي» ولا تقل «هَوى»!
- جواد حجيرة الشام
- پوليش، بوش، و هوش يار!
- فَيْحَاءُ
- عشية الجمعة القمرية ذكرى انتفاضة شعبان الشعبية
- الشاعر «عبدالحسين الهنداوي»
- إلى سمسار السَّعودي التويجري
- مَخْبَزُ أبُ إسْراء- ريْفُ دِمَشق
- ليتَ لجارة الحجيرة إسْراء أبٌ أبيّ (جواد)
- كاظمة تبغددي!
- أميرُ الظَّلامِ نظرَ لِعَطْفِهِ وشَمَمَ بأنْفِهِ


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هديب هايكو - شاعر عراقي مازال مغترباً!