أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - حالش وتوريط الجيش اللبناني














المزيد.....

حالش وتوريط الجيش اللبناني


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجيش اللبناني في قلب الشعب يحتضنه ويبادله الوفاء والحب. فخلال الأربعين سنة الأخيرة المريرة من عمر لبنان والتي تخللتها فتن ومؤامرات وحروب واحتلالات غريبة هزت كيان الوطن الصغير واستباحت سيادته واستقلاله، صارت هناك علاقة حميمة ومميزة صادقة وعفوية المشاعر بين الجيش والشعب. فعندما يسقط شهيد للجيش ومن اي طائفة يستقبل استقبال الابطال في كل المناطق التي يمر بها النعش اسلامية كانت ام مسيحية ويحمل على الأكف وسط اصوات الدعم والفخر وهتافات التأييد لهذا الجيش الذي يقدم روحه دفاعا عن شعبه وليس للاعتداء على أحد.
فتحية من القلب الى ضباط وجنود الجيش اللبناني البواسل في دفاعهم المشرف عن حدود الوطن المفدى، حاليا في عرسال الأبية، وهي تتعرض للاعتداء الآثم والغير مبرر من قبل وحوش داعش وقطعان النصرة الإرهابيتين.
نبتهل من الله الرحمة للشهداء من عسكريين شجعان ومدنيين أبرياء والشفاء العاجل للجرحى.
وفي كل مرة يبلى الجيش اللبناني بلاء حسنا ويقدم التضحيات العظام في وجه أعداء الداخل والخارج المتربصين بلبنان الرسالة شرا وتحويله الى شكل استبدادي باهت على شاكلة دولهم الاستبدادية البالية الشمولية السرطانية المنتهية الصلاحية.
الجيش يقدم الشهداء دفاعا عن لبنان الحرية والديمقراطية والحضارة والانفتاح والعيش المشترك بين المذاهب والأديان الذي يتميز به المجتمع التعددي اللبناني منذ آلاف السنين. فكنائسنا ومساجدنا متلاصقة، ومعظم قرانا ومدننا تعيش العيش المشترك في شراكة وطنية لبنانية حقيقية، لا ينغصها الا تدخل الغرباء وحقد أشباه اللبنانيين الخونة العملاء الى حد الزحف أمام الأعداء على الأمعاء.
والغريب هنا ان أشباه اللبنانيين هؤلاء من مركبات 8 آذار المخابراتية هم أدوات للخارج وأشد حقدا على لبنان وشعبه من أعدائه ، فيستبيحونه بالدوس على سيادته، وزعزعة وحدته الوطنية، وتخريب اقتصاده وتهجير شبابه، والعبث باستقلاله، وتشويه ديمقراطيته العريقة أي العبث بالنموذج اللبناني الحضاري الراقي.
وحالش هنا كحزب مسلح تابع للحرس الايراني مع ملحقاته من عونيين وفرنجيين وحردانين وغيرهم يقومون بهذا الدور الإرهابي في تعطيل الدولة اللبنانية وخراب مؤسساتها الدستورية، كعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية عبر الطرق والتقاليد الديمقراطية العريقة ومنذ عام 1926، بل فرض رئيس يكون اداة طيعة بأيدي أسيادهم ملالي ايران والطاغية بشار الاسد.
ولهذا يفشل مجلس النواب وللمرة التاسعة في انتخاب رئيس للجمهورية بسبب مقاطعة نواب حالش وعون ومن على شاكلتهم لجلسة الانتخاب.
ودور حالش المشبوه في اشعال الازمات والصدامات العسكرية أصبح مكشوفا للرأي العام سابقا في عبرا والان في عرسال. فهو ينصب الأفخاخ بخبث ومكر فيورط الجيش ثم يصب الزيت على النار كلما هدأت لتشتعل المعارك من جديد ويسقط عسكريين ومدنيين ابرياء.
ولقد تحول الجيش اللبناني في هذا السياق الى متراس لحزب الله يدفع ثمنه غاليا من دماء جنوده ومن كل الطوائف في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل.
لبنان الرسمي أعلن النأي بالنفس عن ما يحدث في سوريا، إلا أن حالش ضرب بهذا الموقف الرسمي عرض الحائط متدخلا تدريجيا في البداية بخجل وسكون ثم بوقاحة وسفور في القتال المباشر في سوريا الى جانب بشار.
أدى ذلك الى حدوث ردات فعل موجهة ضد حالش في الأساس، كحالة الشيخ أحمد الأسير اللبناني الوطني، الا انها اصدمت بالجيش الذي وقع مع جماعة الاسير في فخ حالش المخطط له بدقة وسقط شهداء وأبرياء من الطرفين. وعاث شبيحة حالش خرابا وارهابا وسرقة ونهبا لبيوت الآمنين في منطقة عبرا وعلى مسمع ومرأى من الجيش اللبناني الذي لم يحرك ساكنا في وجه شبيحة نصرالله.
والجيش هنا في وضع لا يحسد عليه فهو من ناحية غير مستعد وغير قادر على التصادم مع حالش لمنعه من القتال في سوريا الى جانب بشار، ومن ناحية اخرى يعمل على ضبط الأمور فيقع في المحظور مما يؤدي الى تصادمات مع مؤيدي الثورة السورية. كمقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه في عكار على ايدي عناصر من الجيش، أو كاعتقال الداعشي أبو أحمد جمعة الذي فجر باعتقاله من قبل الجيش معارك عرسال الأليمة التي خاضها الجيش ببسالة ضد الارهابيين.
فليس انصافا ان يغض الجيش النظر ليسرح حالش ويمرح في قتل السوريين المعارضين لبشار من ناحية، ومن ناحية أخرى يفتح عينية لاعتقال السوريين المعارضين. المشكلة ليست بالجيش، وانما بانخراط حالش العلني في الحرب السورية غصبا عن الارادة الرسمية للدولة اللبنانية التي اعلنت النأي بالنفس عن كل ما يجري في الدولة الجارة، مما ادى الى توريط الجيش في معارك كثيرة.
نحن نحترم الجيش الذي يقدم الشهداء دفاعا عن الحلم اللبناني في الحرية والسيادة والاستقلال والقرار الحر، ونتضامن معه كيف لا وهو الوطن، ونشد على يديه لاستعادة الصيغة الدستورية الشرعية والنظام الجمهوري البرلماني المعبر عن ارادة اللبنانيين من المعرقلين والمعطلين واضعي العصي والمتفجرات امام مسيرة الدولة، وبالأخص انتخاب رئيس للجمهورية.
هذا لا يعني ان يتدخل مباشرة في السياسة، وانما ان يعمل على تطبيق القانون بحزم وإنصاف على الجميع بالتساوي وبالتأكيد مع باقي القوى اللبنانية الشرعية المسلحة. وأن لا يمارس قوته فقط على الضعفاء.
رغم كل ذلك نحي الجيش اللبناني البطل الذي يقدم الشهداء دفاعا عن لبنان الأمل.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحدثوني عن نصر إلهي
- -نحن شيعة علي بن ابي طالب-
- لماذا أكثر من 96% انتخبوا السيسي؟
- رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس سعد الحريري
- هل حمص هي عاصمة الثورة ؟
- لماذا أرحب بانتخاب د. سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟
- لماذا جن جنون نوري المالكي؟
- ومن تونس الخضراء هلت البشائر
- تحسسوا رؤوسكم يا قوى 14 آذار!
- من أخطر إيران أم إسرائيل؟
- حوار مع العم ابو ابراهيم حول الربيع العربي
- عندما يتعملق لبنان بشهدائه يتقزم القتلة
- مشايخ العار وفتاوي الانتحار
- الحرب التي اشعلها الملالي ترتد عليهم
- من هم اطفال الاخوان؟
- المرشد بديع ومرسي المطيع
- انتصارات الأرانب
- مصر أمانة في عنق المجلس العسكري
- تعقيبا على كلام الدكتور سمير جعجع
- شتان بين العدو الاسرائيلي والنظام الأسدي!


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - حالش وتوريط الجيش اللبناني