أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - الفنان طارق لطفى يتوحد مع شخصية حمزة فى عد تنازلى














المزيد.....

الفنان طارق لطفى يتوحد مع شخصية حمزة فى عد تنازلى


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 06:51
المحور: الادب والفن
    


لم يخفى على مشاهد مسلسل عد تنازلى، كم أبدع الفنان طارق لطفى فى أداؤه لدور الضابط حمزة، فنحن أمام هذا المسلسل نكون بصدد فنان حقيقى يستحق هذا اللقب، حيث عانت كلمة "فنان" من انتحال المزيفين إبداعيا لها، وأُطلقت على الكثير ممن يعانون من مراهقة التعبير الابداعى، لذا فإن وجدنا شخص جسد شخصية بتلك المهارة بل والتوحد معها تماما كالذوبان فيها، حيث يطل من دقة تعبيراته إشارات واضحة على دراسة قوية للشخصية، وعلى كم المجهود الجم الذى بذله ليخرج لنا بوجه أخر بشخصية الضابط حمزة من شدة تقمصه لها، كما كان يعانى دكتور جيكل من شوكة وجود مستر هايد فى كيانه فيتحول إلى شخص هايد غير آبها بجيكل، لذا فهو يستحق وقفة عند أداؤه بشكل خاص ليعرف كم كان عمله مؤثرا فى المشاهدين عموما وفى من يهتمون بالفن خصوصا، وان أمانته الإبداعية تستحق أن تُتَبع.

القدرة على التحكم فى الأدوات المادية والشخصية
الأدوات المادية

كان السيجار والمسدس والموبايل من أهم الأدوات المستخدمة من قبل شخصية حمزة، فباماكنك أن تعتبرهم جزءا لا يتجزأ من شخصيته، حيث استطاع أن يستخدمهم ببراعة، ليعبر بالسيجار عن القلق والمسدس عن الحسم، والموبايل عن التواصل مع مخاوفه.

من الأدوات الشخصية
أداة الصوت

عن تلك الأداة، فقد أجد فى الفنان طارق لطفى انه على الحجار التمثيل، حيث ما له من موهبة صوتية تمثيلية كما التى رأيناها فى الممثل الكبير محمود ياسين، وبالطبع هى موهبة ربانية لم يكن له فضل فى امتلاكها، إنما تعامل معها بأمانة فنية وذكاء فى توظيف نبرات صوته فى المشاعر التى يجسدها بتلون الطبقات الصوتية وتنظيم النفس، حتى أن نبرة الحزن منه والتى كان لها وجود مكثف فى المسلسل، كانت تختلف عند موقف لأخر، حيث تسكن الانكسار مرة ،ومرة أخرى تلازم التحدى والتشبث بملجأ المثابرة.

كما نجد تحكمه فى نبرات الصوت الموظَفه حسب كل حالة نفسية يمر بها حمزة وكل موقف غير خاضعة للنبرات الاعتيادية المتوَقَعه فى تلك المواقف، إنما أخضعها بما يوافق الكيان الشخصى لهذا الضابط، فمثلا فى تهديده الصارم لحبيبته، زوجة الارهابي الذى يلاحقه، لم تعلو نبرته عن حد معين فلم تدخل نطاق الصراخ، فقد تماهى مع الشخصية حتى استطاع أن يعبر جيدا عن إنسان صادق فى حبه وواجبه الوظيفى، حيث يتنازعه شعوران مختلفان إنما بتوازن حقيقى، بقدر ما هى حقيقة شخصية حمزة الرومانسية والعاقلة المفكرة.

حتى أن انفعالاته لم تكون عشوائية ولم تتخطى النبرات العادية لتدخل فى نبرات الغضب والانفعال المتوتر سوى فى مشاهد بسيطة، منها على سبيل المثال صراخه فى الارهابي الذى أخرجه من السجن ليستجوبه بعيدا، وهذا يتلازم مع ذاك التصرف الشاذ عن تصرفات وحلول حمزة التى يتخذها، لذا فقد صار الصراخ والانفعال القوى فى هذا المشهد مرافقا طبيعيا لهذا التصرف، وهو ما نراه ضمن دراسة تفصيلية للشخصية تدب إلى أعماقها من حيث الفكر والأخلاقيات.

أداة العين

أما عن استخدامه لأداة العين فقد حملت عينيه تعبيرات الحزين المثابر، حيث المثابرة التى تعنى التعلق بالنجدة من غارق فى الآلام، وقد قدم هذا المفهوم حيث العمل فى حيز شخصية حمزة الحزينة القوية.

أداة التعبير الجسدى

وعن أداة الجسد، فكما رأينا فى شخصية حمزة، جسده المتهالك من الم فى عظامه من الظهر حتى قدمه اليسرى، وكان بإمكان الفنان طارق لطفى أن يعبر عن مشاعره المختلفة ممتزجة بألمه الجسدى المرافق له اغلب الوقت، حتى أن المُشاهد أصبح بإمكانه أن يميز أن هذا الجسد قد تناول مسكن لآلام عظامه أم لا دون إشارة صريحة إلى ذلك.

وقد كان من أهم وأعلى المشاهد التى قدمها فى المسلسل جهدا وتعبيرا باستخدام أداة التعبير الجسدى، هو مشهد الركض خلف طبيب السجن فى الحلقة الحادية عشر، حيث قدرته الكبيرة على الإقناع بالعجز الموجود فى قدمه اليسرى، وكذلك حجم تأثير المجهود المبذول بشكل مضاعف ليستطيع الركض والتحايل على وجعه ليتمكن من القبض على الهارب، ولقد استطاع أن يوصل للمشاهد أن حمزة ألمه يزيد وفى نفس الوقت بإمكانه أن يستمر فى الركض، وذلك مع مراعاة ذكاء المشاهد وملاحظته، فجاء المشهد بقدر كبير من الدراسة للحالة والتمكن من التعبير عنها، وكأنه حمزة هو الذى فى المشهد وليس ممثل، فكان المشاهد يتابع فى المشهد ترمومتر الألم فى قدمه مع مدى قدرته على التحكم فى مناورات الطبيب ومراوغاته.

حيث يبدأ المشهد بترك هذا الجسد المنهك لعكازه، معتمدا على ما امتلكه من قدرة متهالكة على الركض، حتى يبدأ معركة بين الألم والإصرار إلى جانب معركته مع الطبيب الهارب، ليوضح للمشاهد مبدئيا أن هناك الم مازال بالقدم اليسرى وانه الم قوى، ثم يُزيد من سرعته فى الركض ليغلب الألم مؤقتا غير آبها به، ثم يعود الألم فى سطوة مرة أخرى ليغلبنه، ويتضح هذا فى مدى قوة وضعف التركيز على القدم اليسرى فى الركض مع ملامح وجهه المتألمة.

التشبع بالدور وإشباعه

وأخيرا فلقد كان هناك بالفعل من تأثروا بأداء دور حمزة أكثر من اى أداء أخر فى المسلسل، وذلك ربما لأن الفنان طارق لطفى قد اشبع الدور تعبيرات عميقة الإنسانية، وذلك لأنه قد تشبع به تماما، وهذا ما قد احتاجه النص المكتوب عن هذا الدور، فلقد استطاع أن يملأ ما بين سطور هذه الشخصية بتعبيرات عالية التأثير الانسانى، فى حالات مختلفة بمصداقية وواقعيه جديرة بالملاحظة والتأثير.

وأود أن أؤكد انه لمن الجمال ودواعى التفاؤل أن استمتع أخيرا ببراعة أداء لممثل مصرى فى هذه الأيام، التى بدا فيها التدقيق شئ شبه مستحيل، والدراسة للحالة والإجادة التعبيرية والتماهى مع الشخصية تقريبا منعدمو التحقيق، فقد عبر هذا الفنان عن مكنونات الدور بشفافية كبيرة، كما يعكس الميزان الحساس بدقة عن كمية ما يحمله.

هذا العمل الابداعى من تأليف تامر إبراهيم، وإخراج حسين المنياوي، موسيقى عمرو اسماعيل، وبطولة طارق لطفى، عمرو يوسف، كندا علوش، سيد رجب، ومحمد فراج.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن إنسانيتهم تتوجع لأجل مسلمى غزة وتتجاهل مسيحىِّ العراق
- أحقا مُت يا صديقى؟!
- فى إعلان بيبسي *يلا نكمل لمتنا* نقاوة توأِد تعصب الجهل
- تلعنون من يموت انتحارا؟!
- بمناسبة ما يحدث لمسيحىِّ مصر والعرب والعالم
- فى مجتمعنا .. غير القابل للتنوع
- إنسان الروح
- هنا احنا زى علامات التنوين
- ربما المومسات أكثر شرفا منه
- لما تنزعجون من العاهرات حتى الهوس؟!
- ماذا اقول للغد؟!
- انا الانثى التى صُلِبَت على يد حافظيها .. انا المصرية
- التحرش فى مصر أصبح إتاوة يفرضها رجال على مشاركة المرأة فى ال ...
- أنا هطير يا زواحف
- حيثيات منع عرض فيلم حلاوة روح نهائيا ... وحقيقة سقوطه الفنى
- لم تفهم يا صديقى معنى وصية سيدى *من ضربك على خدك الأيمن فحول ...
- لو كنت عرفتك من الكهنة ورأيتك بعيونهم
- نزيف المرأة .. وبركان الأرض
- رسالة إلى الكاهن *هامان*
- رسالة إلى الملك فى جثسيمانى


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - الفنان طارق لطفى يتوحد مع شخصية حمزة فى عد تنازلى