أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - الخرس العربي إزاء التطهير الديني بالعراق














المزيد.....

الخرس العربي إزاء التطهير الديني بالعراق


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 20:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما من شكٍ ،أن في حياة الأمم من الحوادثِ ما يكشف عن جوهرها و ضميرها،و يضعها على المحكِ أمام نفسِها؛فيظهر معدنها جلياً:أصيلاً كان أم مزيفاً،نفيساً أم خسيساً؛ فلطالما خدع الإنسان نفسَهُ عن نفسِهِ حتى تأتيه الكاشفة...و أحسب أن تباين و ازدواجية و تناقض ردود فعل العالم العربي _الرسمي على الأقل_إزاء حادثين ثقيلي الوطأة و مأساتين إنسانيتين جرتا على أرضه، لهو الكاشف عمّا يعتور هذه الأمة من روح غيّ و ضلالٍ،و ضميرٍ مدخول.

و إذْ كان لنا أن نُعَرّف ازدواجية و فساد الضمير الإنساني،قلنا إنما هو اختلافٌ لموقف الإنسان من قضيةٍ ما باختلاف هوية الضحية أو الجاني،فكأنما للإنسان ضميران و ميزانان، وهذا ما يسميه بعض السذج من البشر"أنسانٌ لا ضميراً لهُ"...فما المأساتان و ما الضميران؟

أما المأساتان:فمأساة التطهير و الإبادة الدينية لمسيحيي العراق من على أرضهم التي لم يعرفوا أرضاً غيرها،تطهيرٌ لا لشيءٍ،و بلا أسبابٍ أو نزاعاتٍ سياسيةٍ سوى اختلاف هويتهم الدينية!أما الثانية فالعدوان الإسرائيلي الفج على غزة،في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني العميق و القديم،و في حربٍ غير متكافئة القوى،أقرب إلى المذبحة منها إلى المعركة...فيا ترى ماذا كان ردود أفعال الضمير العربي"الناصع البياض"؟

أما غزةٌ فقد سارع الإعلام العربي الرسمي كعادته،بالشجب و الاستنكار،و قام مثقفو الأمة من سياسيين و صحفيين و غيرهم ،بما عهدوه في مثل هذه المقامات،من اللطم و الفضح للجرائم الشنعاء بحق الإنسان الفلسطيني...و لئن لم يتجاوز محصول ذلك كله،صرخاتٍ في الهواء؛لهوان أصحابها و لهوان أمرهم على غيرهم؛لما بلغته هذه الأمة من ضعف و وهنٍ،لا يُخَاف معه لها جانبٌ؛فعلى الأقل أظهرت موقفها و أعلنت رأي ضميرها على رءوس الأشهاد.

أما ما يجري بموصل العراق من تهجيرٍ و تطهيرٍ و تدميرٍ للكنائس و اغتصابٍ للنساء،فلم يجد له في الضمير العربي و إعلامه الرسمي سوى الخرس الخارس و الصمت المطبق،و حسبك أن تقلب "الصحف المصرية"مثلاً بحثاً بالمجهر عمّا يحدث بالعراق،و لك كل الحق بعدها،أن تقارنها بما عكفت عليه عين هذا الصحف لتغطية ما جرى بحق مسلمي "بورمة" في وقت سابق..و لعرفنا بعدها أن كل هذه الدعاوى عن حقوق الإنسان و التسامح الديني حينها ،و في غيرها من الحوادث لم يكن محركٌ وراءها سوى العصبية و التعصب الديني!

و لنا أن نسأل أيضاً،عن مقدار الوسطية و الاعتدال الديني،في مثل هذه النخبة المثقفة القائمة على إعلام هذه الأمة المريضة،أقول هذه النخبة التي تتخذ لنفسها دور التنوير و الحداثة،و تزعم أنها قد ألقت بالرجعية الدينية وراء ظهرها،و لنا أن نسأل أيضاً عن المؤسسات الدينية"الوسطية"و قد صمتت صمت القبور،أم أن الإدانة فقط و الضحية أخي في العقيدة و الدين.

و أعجب ما في الأمر أن مثل هذا التطهير يجري تحت راية الإسلام،و أحسب أن من كانت له حميةٌ حقيقةٌ على دينه،وجب أن يبادر بإماطة ما قد لطّخ رايته بأيدي هؤلاء القتلة و التبرؤ منهم،و المحافظة على ما لم يلطخ منها،و هو قليلُ لو تعلمون.

بيت القصيد
لم أجد أوقع من وصف هذه الأمة العربية و نخبتها بالنخرة العفنة...نعم "عفنة"و ليغتص بها من شاء.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغواص الضرير(1،2)
- أين أقداس العراق؟
- و ما الحياة؟
- إبن الآلهة(3)
- ابن الآلهة(2)
- الاقتصاد المصري:الرغيف أم الكافيار؟
- العتيقة
- ابن الآلهة(1)
- تنصيب الرئيس المصري ذا الدرقتين!
- سيزيف الهابط
- حقوق الإنسان بين هيجل و ماركس(3)
- حقوق الإنسان بين هيغل و ماركس(2)
- حقوق الإنسان بين هيغل و ماركس(1)
- رأي ديكارت في الفلاسفة و السفاسطة
- البروليتارية العالمية و المسألة القومية(3)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(2)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(1)
- إغتصاب الأوطان في فقه الدهقان
- ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر
- الأتيميا اليونانية و الانحياز الواجب


المزيد.....




- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - الخرس العربي إزاء التطهير الديني بالعراق