أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شوكت جميل - حقوق الإنسان بين هيجل و ماركس(3)














المزيد.....

حقوق الإنسان بين هيجل و ماركس(3)


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 22:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعد إن عرضنا،رؤية هيغل لمفهوم الدولة،و تقييمه لحقوق الإنسان،و قد ذهب فيها،إلى أن الدولة تجلٍ للحق المطلق لروح العالم،و ليس للفرد أن يطمح في حقوقٍ أكثر مما تمنحه إياها؛لأنها الحق ذاته؛نعرض ،في المقابل،الرؤية الماركسية،و التي ترى أن الدولة تجلٍ و انعكاساً لظروف المجتمع المادية،أو بالأدق أساسه الاقتصادي،و تلخص في عبارةٍ :أنه طالما كان المجتمع طبقياً؛فلا مناصٍ من أن تكون الدولة طبقية،و تباعاً تبات حقوق الإنسان طبقيةً،و ليس للفرد أن يأمل من الحقوق أكثر ما يحدده الأساس الاقتصادي و الحالة الطبقية التي يكابدها..و بَيِن أن الرؤيتين قد قيدتا حقوق الإنسان بقيدٍ،أما الأول فبالغيب،و أما الثاني فبالاقتصاد،و إذا كان لا سبيلاً لنا على فهم الغيب و تغييره!،فلنا سبيلٌ لفهم الأساس الاقتصادي و تغييره.

إذْ تفسر لنا المادية التاريخية مسألة أصل الدولة،و كيف أطلت بأظلافهما من رحم التاريخ عندما بدأت طبقةً باستغلال طبقةٍ أخرى،و إذا لم تعد التقاليد و احترامها كافياً للمحافظة على نظام العمل،فلم يكن من بد،من الاستعاضة عن قوة العادة و التقاليد بقوة تمارس القمع،و بات لزاماً من احتكار طبقةٍ من الناس للأسلحة ،و من ثم استخدامها لصالحها،فكانت الصورة البدائية للدولة،و بادٍ كونها(جهازاً وضِع لإخضاع إرادة الآخرين للقوة)(1)...و تطور هذا الجهاز،بتقدم الزمن،و تشعبت مكوناته و تعقدت أجزاؤه فشمل:الشرطة و الجيش الدائم،و السجون و المحاكم،و لم يكن القمع البدني هذا منتهى الأوجاع!فبرزت أجهزة للقمع المعنوي و الفكري الموجهة:كالتعليم،و الصحافة....إلخ

و لنا أن نسأل دولة من هي إذن؟...و حقوق من تكون؟..فيجيبنا انجلز:(..لما ولدت الدولة وسط نزاع الطبقات،فهي دولة الطبقة الأقوى،تلك التي تسيطر من الناحية الاقتصادية والتي تصبح بفضل هذه السيطرة الاقتصادية الطبقة المسيطرة سياسياً،فتحصل بذلك على وسائل جديدة لكبت الطبقة المضطهدة و استغلالها)(2)
و من البدهي،أن تبحث مثل تلك الدولة عن مصالحها الطبقية،و مصالحها الطبقية وحدها،أو كما أوجزها ماركس:"الدولة هي منظمة للسيطرة الطبقية"،و تصبح الحقوق هي حقوق الطبقة المسيطرة،أقليةٌ كانت أم أغلبية،فإذا نظرنا إلى الأنظمة الرأسمالية،و التي تمتلك فيها صفوة الصفوة ما لا يملكه جل الشعب،فليس بالإمكان إلا أن تعبر هذه الدولة عن مصالح هذه الأقلية،و يغدو الحديث عن حقوق الإنسان فارغاً من كل محتوى،و مزيفاً مهما كانت الدعاوى؛فهبنا نتحدث عن "حرية التملك"كحقٍ من حقوق الإنسان،فإنما نتحدث عن "حرية سلب و نهب" الطبقات المستغَلة،و هبنا نتحدث عن"الحق في ضمان الأمن" كحقٍ من حقوق الإنسان،فماذا يعني هذا بحق الشيطان لعاملٍ لا يجد قوت يومه،و يموت جوعاً؟!و إنما نتحدث ،في الحقيقة ،عن حماية و تأمين "الناهبين و المستغِلين"،و هبنا نتحدث عن "المساواة و الحق في التعليم الجيد"،فماذا تعني المساواة هذه ،لابن العامل السابق الذي يسكن الكوخ،و لابن الرأسمالي الذي يسكن القصر،و كيف لمن لا يجد قوت يومه أن يرسل ابنه إلى مدرسة سيئة ناهيك أن تكون جيدة،و كيف لنا أن ندعي أقل قدر من العدالة الاجتماعية،بينما لا يحظى الأفراد بفرص متساوية لنمو شخصياتهم؟!...و قس على ذلك ما شئت....

بيت القصيد
و نهايةً نقولُ،إذا كانت الحالة الطبقية هي التي تشكل حقوق الإنسان،فيجب تشكيل هذه الحالة الطبقية بطريقة إنسانية!..و إلا فحديثنا عن حقوق الإنسان محض سفسطة.
.............
(1)لينين:"حول الدولة"في(الدولة و الثورة)ص113
(2)انجلز:أصل العائلة.ص157



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان بين هيغل و ماركس(2)
- حقوق الإنسان بين هيغل و ماركس(1)
- رأي ديكارت في الفلاسفة و السفاسطة
- البروليتارية العالمية و المسألة القومية(3)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(2)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(1)
- إغتصاب الأوطان في فقه الدهقان
- ساحرات ماكبث و وعود الطمأنة في مصر
- الأتيميا اليونانية و الانحياز الواجب
- حياة الرومان:نظام التعليم(3)
- التهنئة و التفاهة و الإنسان
- حتى لا يبات النقد الديني ديناً
- يهوذا الذي لا نعرفه
- يهوذا..من يكون؟
- حياة الرومان:الجنائز و مراسيم الدفن(2)
- مهزلة النقد اللغوي للنص الديني
- حياة الرومان:الزواج و الإنجاب(1)
- رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور


المزيد.....




- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.
- الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
- الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 ...
- كلمة الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- بيان للحزب الاشتراكي يكشف ما دار بين الشرع وجنبلاط
- أغنياء وأقوياء ضد فقراء وضعفاء؛ ترامب يعولم الصراع الطبقي!
- الصراع على سوريا… مجدداً
- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...
- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شوكت جميل - حقوق الإنسان بين هيجل و ماركس(3)