أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوكت جميل - حياة الرومان:نظام التعليم(3)














المزيد.....

حياة الرومان:نظام التعليم(3)


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 00:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان الصبية من الرومان يحظون بنصيبٍ من التعليم على قدر ثراء ذويهم؛لذا لم يُقَدّر لكثيرٍ من الأطفال الفقراء تعلم القراءة و الكتابة؛لعوز أهلهم إليهم في العمل.أما من كانوا على قدرٍ من الثراء،فيرسل بهم إلى المدرسة في سن السادسة،كما هو الحال اليوم.

و مما وصلنا من التمارين التعليمية لهؤلاء التلاميذ على الصحف الخشبية المغطاة بالشمع و القطع الفخارية التي عُثر عليها، و مما وصلنا من وصف الكتّاب الرومان ذاتهم و تسجيلهم لنظم تعليمهم،بات في مقدرونا معرفة الحال التي كانت عليه المدارس آنذاك،و كيف كان يقضون نهارهم المدرسي.

لم تزد أكثر المدارس أن تكون حجرةً واحدةً،في الطابق الأرضي للمنازل،إذْ لم يكن الرومان عادةً يستخدمونه لغرض السكنى،إنما كحوانيت تجارية أو مكانٍ للدرس و التعليم،فكانت المدرسة في أكثر الأحوال عبارة عن فصلٍ واحدٍ،قوامه نحو أثنى عشر تلميذاً،و كانت العائلات الثرية تسخر واحداً من الرقيق لمصاحبة التلميذ ،يسمونه"paedagogus"،ليعنى بأطفالهم و يراقبهم بينما هم بالفصل.

أما المعلمون فكانوا في العادة من الرقيق الذي جلبه الجيش الروماني من اليونان،و الحق لقد كانوا الرومان ينظرون للإغريق نظرة الإكبار و التبجيل لما هم عليه من معرفةٍ و خلق.

أما الزي المدرسي فكان عبارة عن الرداء الروماني البسيط الذي يرتديه من لم يبلغ سن المواطنة فيلبس التوجا،و كان هذا الرداء"tunic" عبارة عن قطعتين مستطيلتين من القماش تحاكان معاً عند الأكتاف و الجانبين،و تنسدلان إلى حوالي الركبة،و يُحتَزَم فوق هذا الرداء بحزامٍ من القماش أو الجلد،و حقيقة الأمر أنه لم يكن ثمة رداءٌ آخر يلبسه الرومان أسفل التوجا غير ما قدمنا،و يحكى أن أوغسطس ارتدى أربعةً من هذا الرداء واحداً فوق الأخر حينما أبرد عليه الطقس!

أما النهار الدراسي فكان التلاميذ الصغار يستظهرون فيه حروف الهجاء،و يتدربون على القراءة و الكتابة،أما الأصغر منهم فكانوا يكتبون على ألواحاً من الخشب المغطى بالشمع بقلمٍ معدني مسنونٍ،فإذا ذهب الشمع غطي بطبقةٍ جديدة،و كان البعض يكتبون بالخدش على قطع الفخار،فإذا شب التلميذ قليلاً،سُمِحَ له باستعمال أقلامٍ من الغاب أو المعدن، فيغمسون أقلامهم في محابر ملأى بحبرٍ من مزيج الصمغ و الرماد،و منها يخطون على صحفٍ من ورق البردي المجلوب من مصر،و في نهاية هذه المرحلة،يعكف التلاميذ على حفظ و استظهار ما أنتجته قريحة الكتاب المشهورين العظام.

و حوالي سن الحادية عشر،يقصد البعض من الطلاب المدرسة الثانوية"Grammaticus"،حيث يدرسون ألواناً من التاريخ و الفلسفة و الهندسة و الموسيقى و الفلك،و ليس من قبيل الصدفة أن ينزلوا دراسة اللغة اليونانية المنزلة القصوى،إذ أن الحضارة اليونانية كان لها تأثير أي تأثير في أسلوب الحياة الروماني..فكانت الأعمال الأدبية اليونانية و من بعدها الرومانية تدرس بتدقيقٍ شديد،و كان يفترض بالتلميذ المقدرة على تقليد الأساليب المختلفة للكتَاب ذائعي الصيت،و حقيقة الأمر،أن اليونانية كانت ضرورية للرومان،لأن كافة الكتب الممتازة إلا قليلاً،إنما ألفها اليونانيون بلغتهم.

لم يكن التعليم الروماني ينتهي عند المرحلة السابقة،إنما هي تمهيد و إعداد الطالب لتلقي المزيد على يد معلم للخطابة العامة"rhetor"،و الذي كان يعلمهم السبيل لكتابة الخطب،و كيفية إلقائها على الجمهور،فكان كل من يصبو لأن يصبح سياسياً أو محامياً،طلب هذا المعلم فيتمرس على الحديث و الخطابة في العامة،و كان هذا التدريب يبدأ في سن الثالثة أو الرابعة عشر،و قد يستنفذ سنواتٍ طوال،فشيشرون"Cicero"مثلاً،اتصلت به الدراسة إلى أن بلغ قرابة الثلاثين ربيعاً،فإذا كان الوالدان على قدرٍ كبيرٍ من الثراء؛أرسلوا أبناءهم إلى أثينا أو رودس ليحذقوا هذه المهارات من أربابها المعلمين الإغريق،لذا فكان من أندر الندرة،أن تجد بين الفقراء الرومان محامياً أو سياسياً.




#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهنئة و التفاهة و الإنسان
- حتى لا يبات النقد الديني ديناً
- يهوذا الذي لا نعرفه
- يهوذا..من يكون؟
- حياة الرومان:الجنائز و مراسيم الدفن(2)
- مهزلة النقد اللغوي للنص الديني
- حياة الرومان:الزواج و الإنجاب(1)
- رسالة نادرة من جبران إلى الدين السياسي
- هل يحرم الحوار أبحاث اللغة؟!
- مريم و أرض تبغض الزهور
- النقد الديني و البيدوفيليا الفكرية
- الغواص الضرير(1)
- حقيقة ما يجري في أفريقيا الوسطى(1)
- الصوت الصارخ في أريحا
- الإعلام المصري:تبني التفاهة و الانفصام عن شعب(2)
- محلب يستنجد بالنور السلفي لمحاربة الفساد!
- حديث الدائرة و المربع
- نقابة المهندسين المصرية على المحك
- الوجه العنصري في ضحايا ليبيا
- الإعلام المصري:العود و ظله


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوكت جميل - حياة الرومان:نظام التعليم(3)